أقلام

الدكتور محمود الهباش: التوازن بين الثوابت الوطنية والقيم الدينية في تعزيز العلاقات الدولية

كتب وسام يونس الاغا:

يُعتبر الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والإسلاميةوقاضى قضاه فلسطين نموذجًا مميزًا في الجمع بين الحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية وتطوير العلاقات الدوليةمن خلال الجمع بين الدين والسياسة مستندًا إلى القيم الدينية والإسلامية في تعامله مع العالم الخارجي. تأتي مسيرته المهنية كمثال على كيفية الاستفادة من القيم الدينية لتدعيم المواقف السياسية وتعزيز مكانة القضية الفلسطينية.

الثوابت الوطنية والالتزام الثابت
منذ بداية التصعيد في السابع من أكتوبر، لعب الدكتور الهباش دورًا محوريًا في الدفاع عن الثوابت الوطنية الفلسطينية. يتميز بخطاب واضح يركز على:

غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين: يؤكد الهباش أن غزة ليست مجرد منطقة جغرافية بل هي جزء أساسي من فلسطين. هذا الموقف يعكس إصراره على وحدة الأراضي الفلسطينية ويعارض محاولات فصل غزة عن باقي المناطق الفلسطينية.

منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي: يُشدد الهباش على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ويرفض أي محاولة لتقويض دورها. هذا الموقف يعزز مكانة المنظمة في الساحة الدولية ويؤكد على ثبات الموقف الفلسطيني.

القرار الوطني المستقل: يعزز الهباش أهمية الحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل بعيدًا عن أي تدخلات خارجية “خصوصاً ما تنتهجه حماس من تبغين لدول محور المقاومة والتى كان موقفها مترنح ” يرى أن هذا الاستقلال ضروري لحماية الحقوق الفلسطينية وتحقيق الأهداف الوطنية.

القيم الدينية والإسلامية في التعامل الدولي
كمستشار للرئيس محمود عباس للشؤون الدينية والإسلامية، يُدمج الدكتور الهباش القيم الإسلامية في تعامله مع العالم الخارجي، مما يعزز من مصداقيته ويعكس صورة إيجابية عن القضية الفلسطينية. تشمل هذه القيم:

التسامح والعدالة: يؤكد الهباش على أن القيم الإسلامية تدعو إلى التسامح والعدالة في التعامل مع الآخرين. في كل محفل دولي، يُبرز كيف أن الإسلام يدعو إلى احترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، مما يعزز من رسالة فلسطين كداعم للحقوق والعدالة.

الاحترام والتفاهم: يُظهر الهباش احترامًا كبيرًا للثقافات والأديان المختلفة، ويعمل على بناء جسور التفاهم مع الدول والشعوب الأخرى. هذا الاحترام المتبادل يعزز من فعالية دبلوماسيته ويجعل رسالته أكثر قبولاً على الساحة الدولية.

العمل على السلام: يعكس الهباش في تصريحاته التزامًا إسلاميًا حقيقيًا بتحقيق السلام، مشددًا على أن القضية الفلسطينية ليست ضد شعوب العالم، بل هي ضد السياسات الظالمة التي تُمارس ضد الفلسطينيين. يحرص على تقديم فلسطين كقضية تسعى للسلام والعدالة، متجنبًا أي شكل من أشكال التصعيد الذي قد يُفهم بشكل خاطئ.

الخلفية الشخصية والموقع الجغرافي
الدكتور محمود الهباش، الذي نشأ في غزة ويعيش حاليًا في الضفة الغربية بالقرب من القدس الشريف، يجسد بفكره وعمله الرابط العميق بين غزة والضفة. يعيش الهباش في موقع استراتيجي يعزز من فهمه العميق للقضايا الفلسطينية، ويتيح له التفاعل بشكل مباشر مع التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

غزة والضفة: انتماء الهباش إلى غزة يجعله على دراية عميقة بتحديات القطاع، بينما إقامته في الضفة الغربية تتيح له متابعة الوضع عن كثب وتعزيز التواصل مع مختلف الأطراف.

القدس الشريف: قربه من القدس يضيف بُعدًا إضافيًا لعمله، حيث يكون له دور في تقديم رؤية شاملة ومتكاملة حول قضايا القدس والأماكن المقدسة، ويعزز من موقف فلسطين في المحافل الدولية.

دور الهباش في تعزيز العلاقات الخارجية
بفضل مزيج من الالتزام بالقيم الوطنية والإسلامية، يتمتع الدكتور الهباش بقدرة فريدة على تعزيز العلاقات الخارجية لفلسطين. يعمل بجد لبناء شراكات قوية مع الدول العربية والإسلامية وكذلك مع الدول الغربية. يُظهر دائمًا كيف يمكن للقيم الإسلامية أن تكون جسرًا للتفاهم وتعزيز التعاون الدولي.

برأيى أن الدكتور محمود الهباش يمثل تجسيدًا فعليًا للتوازن بين الثوابت الوطنية الفلسطينية والقيم الدينية. من خلال دمج هذه القيم في تعامله مع العالم الخارجي، يعزز الهباش من مكانة فلسطين على الساحة الدولية، ويقدم نموذجًا للدبلوماسية الناجحة التي تستند إلى المبادئ والقيم الأخلاقية.

زر الذهاب إلى الأعلى