الحرس الوطني رديف جيش الدفاع بعقيدة أمنية دينية
بقلم : تمارا حداد.
شهدت دولة إسرائيل احتجاجات شعبية واضرابات طالت المؤسسات النقابية والعسكرية والأمنية والاقتصادية حيث طالبت بوقف الانقلاب الدستوري من قبل حكومة الائتلاف بقيادة نتنياهو.
ونتيجة الضغوطات الداخلية والخارجية اضطر نتنياهو ان يؤجل عملية التعديلات القضائية إلى الدورة القادمة للكنيست من أجل افساح المجال لفتح حوار ونقاش حول الإصلاحات والموافقة عبر الإجماع الواسع.
لكن من يتابع مسيرة نتيناهو يتيقن تماما انه رجلا سياسيا ذكيا ومراوغا استطاع عند اللحظة الحاسمة ان يستغل المظاهرات وشدتها بان يضغط على أعضاء الائتلاف بالتحديد بن غفير وسموتريتش بان يوافقا على التأجيل مقابل إعطاء بن غفير تشكيل الحرس الوطني وزيادة موازنة وزارة الأمن القومي.
نتنياهو استطاع أن يجمد خطة وزير القضاء ليفين لفترة محددة وهذا يعني أنه مصر على الاستمرار في تعديل القضاء لكن في اللحظة المناسبة وهي بإعادة ترتيب التحالفات التي تسمح له بتنفيذ خطة ليفين.
لكن ارجأ تنفيذ الخطة لتفادي حدوث حرب أهلية تفكك واقع الدولة وايضا جاء تاجيل التعديل نتيجة معلومات أمنية ساهمت في وقف التعديلات لفترة بسيطة وهذا يعني أن الدولة العميقة المتمثلة بالجيش والعقيدة الأمنية ما زالت هي المسيطر الفعلي على الواقع السياسي لدولة إسرائيل.
وأيضا هدف نتنياهو من وقف التعديلات لترسيخ سياسة الاحتواء وتبريد الجبهة الداخلية لحين الوقت المناسب والتفكير بأدوات وآليات أخرى يحقق له إصلاح القضاء .
الاهم من كل هذا هو اتفاق بن غفير ونتنياهو على تشكيل الحرس الوطني الذي هو لب القادم لترسيخ العقيدة لدولة الهالاخاه أو الشريعة التوراتية.
الحرس الوطني:
ان قبول نتنياهو تشكيل الحرس الوطني وتمريره عبر الكنيست ليصبح له مرجعية دستورية لتشكيل جيش مرادف امنيا وعسكريا لجيش إسرائيل النظامي المتمثل بجيش الدفاع إضافة إلى أن الحرس الوطني سيضاف اليه القوة الاجتماعية والثقافية لتجنيد اكبر عدد ممكن من الشباب المتدينيين.
تشكيل الحرس الوطني ليصبح أخطر لاعب عسكري في المنطقة سواء في الساحة المحلية أو العربية فهو جيش متعدد الاوجه سيشارك في عدة مجالات مختلفة منها الجهاز الأمني والجهاز الاستخباراتي وقوة اجتماعية وثقافية بالإضافة إلى تكتل اقتصادي لجلب التمويل لاستمرار عمل الحرس الوطني.
هدف الحرس الوطني:
ان هدف إنشاء الحرس الوطني ليكون رديفا امنيا عسكريا لجيش الاحتلال لكن الفارق بينهما ان جيش الدفاع يتشكل من جميع الفئات العلمانية وغيرها.
لكن الحرس الوطني سيتم تشكيله من أكثر الفئات تطرفا وبالتحديد في أماكن الضفة الغربية. لكن يشتركان الجيشان بهدف واحد وهو حماية الأمن القومي لإسرائيل والتصدي لأي تحدي سواء محلي فلسطيني أو اقليمي .
وما يميز تشكيل الحرس الوطني عن جيش الدفاع ان جيش الدفاع هو ضمن الأطر الأمنية والعسكرية لكن الحرس الوطني يتضمن عقيدة دينية جديدة متمثلة بالاصولية الفكرية التوراتية وتصديرها وحشد اكبر عدد ممكن من الأفراد ليصبح قوة ثقافية اجتماعية ذو تأثير أعمق من الجيش.
بن غفير سيشكل الحرس من بعدين منظمة تضم من يحمل الفكر المتدين التوراتي بحيث يبدأ بتدريب الأطفال منذ الصغر حتى الجامعات والبعد الآخر خلق جهاز يكرس مواطنة محافظة بايديولوجية متطرفة دينية لحماية نظام دولة إسرائيل الجديدة بعد تحولها لعقيدة الشريعة من خلال التركيز على التعليم ذو التوجه الديني بالإضافة إلى القوة الأمنية والعسكرية.
ان أبرز ممولي الحرس الوطني سيكون من الحاخامات أبرز مشجعي بن غفير ونتنياهو واليمين الأكثر تشدد لتحقيق حلمهم بدولة إسرائيل ذو عقيدة الأمن والدين في ذات السياق لتشبه دولة إيران المتمثلة بعقيدة الملالي .