الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنوب لبنان ويُبقي قوات في 5 مواقع
أعلن الجيش الإسرائيلي عزمه البقاء في خمس نقاط استراتيجية عند الحدود مع لبنان، وذلك بعد انتهاء مهلة انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني في فجر اليوم الثلاثاء، 18 فبراير 2025، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.
وصرح وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صباح اليوم، أن “بموجب قرار المستوى السياسي، سيظل الجيش الإسرائيلي في حزام عازل على الحدود اللبنانية من خلال خمس مواقع تسيطر على طول الحدود، بهدف ضمان دفاع جميع البلدات الإسرائيلية وردع التهديدات من لبنان”. وأضاف كاتس أنه “تم إنشاء مواقع إضافية على الجانب الإسرائيلي من الحدود وتم تعزيز قوات الجيش، مع استمرار العمليات العسكرية لضمان تنفيذ الإجراءات بصرامة ضد أي خرق من حزب الله”.
وتابع الوزير الإسرائيلي قائلاً: “حزب الله ملزم بالانسحاب الكامل إلى ما وراء خط الليطاني، ويجب على الجيش اللبناني فرض هذا الانسحاب ونزع سلاح حزب الله تحت إشراف آلية أمريكية-لبنانية. نحن مصممون على تأمين جميع بلدات الشمال وفق المبدأ الذي تم تحديده بعد 7 أكتوبر، لأن الجيش الإسرائيلي هو الضامن الوحيد لأمن المنطقة ضد أي تهديد”.
قبل انتهاء المهلة، أكد مسؤول أمني لبناني أن القوات الإسرائيلية بدأت ليل الإثنين بالانسحاب من القرى الحدودية، بما في ذلك ميس الجبل وبليدا، مع تقدم الجيش اللبناني للانتشار في هذه المناطق.
ورغم ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيبقي “قوات محدودة في خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود مع لبنان” لضمان “الدفاع عن سكاننا والتأكد من عدم وجود تهديد فوري” من حزب الله، وذلك بالرغم من اعتراض لبنان على استمرار وجود القوات الإسرائيلية، ودعواته للرعاة الدوليين للضغط على إسرائيل.
ينص اتفاق وقف إطلاق النار على وقف القصف المتبادل عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، بعد حرب استمرت نحو عام، شملت توغلاً بريًا إسرائيليًا في مناطق حدودية لبنانية. ورغم عدم نشر النص الحرفي للاتفاق، تشير تصريحات المسؤولين اللبنانيين والمبعوثين الأميركيين والفرنسيين إلى أن الاتفاق يعزز من انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، ويشرف على انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية. كما ينص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها في جنوب لبنان.
قرار إسرائيل الأخير يضع الحكومة اللبنانية في موقف صعب في مواجهة حزب الله، الذي كان قد حمّل الحكومة المسؤولية عن ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية مع انتهاء المهلة.
يأتي ذلك بعد تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي أكد ضرورة نزع سلاح حزب الله، مشيرًا إلى أن “إسرائيل تفضل أن يتولى الجيش اللبناني هذه المهمة”. من جانبها، أكدت الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري التزامها بـ “تحرير جميع الأراضي اللبنانية” وحق الدولة في احتكار السلاح، مع التأكيد على بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها.
