إيران تهدد بـ”هجوم أكبر” إذا ردت إسرائيل وتحذر أميركا من التدخل
طهران – المواطن
حذرت إيران إسرائيل اليوم الأحد من أنها ستشهد هجوماً أكبر إذا ردت على هجوم شنته طهران خلال الليل بطائرات مسيرة وصواريخ، مضيفة أنها حذرت واشنطن أيضاً من مغبة دعم أي عمل عسكري إسرائيلي ضدها.
وقال رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية الميجر جنرال محمد باقري للتلفزيون الرسمي “ردنا سيكون أكبر بكثير من العمل العسكري الليلة الماضية إذا ردت إسرائيل على إيران”، مضيفاً أن طهران حذرت واشنطن من أن أي دعم للرد الإسرائيلي سيؤدي إلى استهداف القواعد الأميركية.
وأضاف “عملياتنا انتهت ولا نية لدينا لمواصلتها”. وقال إن الهجوم أسفر عن نجاح ضرب قاعدتين عسكريتين إسرائيليتين.
كما حذر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي من أن طهران سترد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف مصالحها أو مسؤوليها أو مواطنيها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن إسرائيل ستحقق النصر بعد تصديها لرشقة من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
وكتب نتنياهو في منشور موجز على موقع “إكس”، “اعترضنا وتصدينا، معاً سننتصر”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل أثناء الليل، أسقط 99 في المئة منها، مشيراً إلى أن بعض عمليات الإطلاق التي تمت ليلاً كانت من العراق واليمن إلى جانب إيران. مضيفاً أن القوات المسلحة لا تزال تعمل بكامل طاقتها وتناقش خيارات المتابعة.
وأعلنت سلطات المطارات الإسرائيلية إعادة فتح المجال الجوي الإسرائيلي في الساعة 7:30 صباح اليوم الأحد (04:30 بتوقيت غرينتش)، بعد هجوم نفذته إيران أثناء الليل بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ.
وقالت إن من المتوقع أن يتأثر جدول رحلات الطيران من تل أبيب، مضيفة أنه يتعين على المسافرين التحقق من مواعيد الرحلات.
وقال الأردن والعراق إنهما أعادا فتح مجالهما الجوي اليوم الأحد بعد إغلاقه في وقت متأخر أمس الأحد مع شن إيران هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.
وذكر التلفزيون الرسمي الأردني نقلاً عن سلطات الطيران أن الأردن استأنف عمليات النقل الجوي. وجاء فتح المجال الجوي الأردني قبل أكثر من ثلاث ساعات من الموعد المقرر.
وقالت سلطات الطيران العراقية إنه تم التغلب على الأخطار الأمنية.
وقال بيان لمجلس الوزراء الأردني اليوم الأحد إن البلاد اعترضت بعض الأجسام الطائرة التي دخلت مجالها الجوي مساء أمس السبت، وذلك لضمان سلامة مواطنيها.
وجاء في البيان “جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا ليلة أمس والتصدي لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر”.
ويقع الأردن بين إيران وإسرائيل. وقال مصدران أمنيان في المنطقة إنه جهز دفاعاته الجوية لاعتراض سبيل أي طائرات مسيرة أو صواريخ تنتهك مجاله.
وأشار بيان مجلس الوزراء الأردني إلى أن “شظايا قد سقطت في أماكن متعددة خلال ذلك دون إلحاق أي أضرار معتبرة أو أي إصابات بين المواطنين”.
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن توفير دعم “ثابت” لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني، بعدما عقد اجتماعاً طارئاً مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث التصعيد المتنامي في الشرق الأوسط.
وقال بايدن عبر منصة “إكس” ناشراً صورة للاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض “التقيت للتو فريقي للأمن القومي لمناقشة هجمات إيران ضد إسرائيل، إن التزامنا ثابت (دفاعاً عن) أمن إسرائيل في وجه تهديدات إيران ووكلائها”.
ويعقد قادة دول السبع اجتماعا عبر الفيديو الأحد للبحث في الهجوم بالمسيرات والصواريخ الذي شنته إيران على إسرائيل ليل السبت الأحد، وفق ما أعلنت الرئاسة الإيطالية للمجموعة.
وأفاد بيان صادر عن الحكومة في روما بأن “الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع دعت قادة دول السبع إلى اجتماع عبر الفيديو في وقت مبكر من بعد ظهر اليوم” الأحد. وتضم المجموعة الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا.
في السياق، أكد الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي في ضوء التطورات الأخيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط.
ودعا الأمين العام جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها، مؤكداً ضرورة بذل كل الأطراف جهوداً مشتركة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات وضمان أمن المنطقة واستقرارها.
وشدد البديوي عبر، بيان اليوم الأحد، على دور المجتمع الدولي في دعم جهود السلام والاستقرار لتفادي أي تداعيات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد، وحث كل الأطراف المعنية على الالتزام بالحفاظ على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن قلق الرياض جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته. ودعت كل الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
وأكدت الخارجية السعودية، في بيان الأحد، موقف الرياض الداعي إلى ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، لا سيما في هذه المنطقة البالغة الحساسية للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي سيكون لها عواقب وخيمة في حال توسع رقعتها، بحسب ما وصفها البيان.
والأحد، أعربت الكويت عن قلقها الشديد إزاء استمرار التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، وانعكاساته السلبية المتزايدة على أمن واستقرار دول المنطقة والعالم. ودعت إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر هذا التصعيد وآثاره.
من جانبها أكدت قطر قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة، ودعت جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وضبط النفس والتهدئة. وحثت وزارة الخارجية القطرية المجتمع الدولي على التحرك لنزع فتيل التوتر وخفض التصعيد في المنطقة.
من جهتها، دافعت حركة “حماس”، التي تخوض حرباً مع إسرائيل في غزة منذ أكثر من ستة أشهر، عن الهجوم الإيراني على إسرائيل أمس السبت.
وقالت حماس في بيان “نعتبر العملية العسكرية التي قامت بها إيران ضد الكيان الصهيوني المحتل حقاً طبيعياً ورداً مستحقاً على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عدد من قادة الحرس الثوري فيها”.