إيران تجري مناورة في جزر الخليج ردا على تعزيزات واشنطن العسكرية
طهران- المواطن
أجرى الحرس الثوري الإيراني مناورة عسكرية مفاجئة الأربعاء على جزر متنازع عليها في الخليج العربي، وسط تنامي الوجود العسكري الأميركي في المنطقة عقب عمليات احتجاز السفن التي قامت بها طهران مؤخرا.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن التدريبات تركزت بشكل أساسي على جزيرة أبو موسى، على الرغم من إرسال الحرس الثوري قوات إلى جزيرة طنب الكبرى أيضا. وأشار التقرير إلى مشاركة سفن وطائرات مسيرة ووحدات صواريخ في التدريبات.
وقال قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، في خطاب متلفز خلال التدريبات “نسعى دائما لتحقيق الأمن والهدوء؛ هذا نهجنا. أمتنا يقظة، وتوجه ردودا قاسية لجميع التهديدات والفتن المدبرة والخطط السرية والأعمال العدائية”.
تأتي التدريبات في وقت يتجه فيه الآلاف من مشاة البحرية والبحارة على متن السفينة الهجومية البرمائية “يو إس إس” باتان وسفينة الإنزال “يو إس إس” كارتر هول، إلى الخليج العربي.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت طائرات حربية من طراز إيه-10 ثاندربولت ومقاتلات إف-16 وإف-35، بالإضافة إلى المدمرة “يو إس إس” توماس هادنر، إلى المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن الانتشار يأتي “ردا على محاولات إيران الأخيرة تهديد التدفق الحر للتجارة في مضيق هرمز والمياه المحيطة به”، الذي يمر عبره نحو 20% من نفط العالم، وتعتبره الولايات المتحدة رابطا حيويا لأمنها القومي وللحفاظ على استقرار أسعار الطاقة العالمية.
وواصلت إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات صنع الأسلحة النووية، بدرجة أقرب من أي وقت مضى، بعد انهيار الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
كما يبعث إجراء المناورات على جزيرتي أبو موسى وطنب الكبرى رسالة أخرى للمنطقة، حيث تطالب بهما الإمارات، إلى جانب طنب الصغرى باعتبارها جزءا من أراضيها.
ويشكل استيلاء إيران على تلك الجزر تذكيرا لجيرانها بقوتها العسكرية، حيث يحاول دبلوماسيون إيرانيون إقناع دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة بأن المنطقة ليست بحاجة إلى “أجانب” لتأمينها.
في الوقت ذاته، تحاول إيران التعبير عن استيائها من التصريحات الروسية الأخيرة حول الجزر، حيث دعت في بيان مشترك مع مجلس التعاون الخليجي إلى إجراء “مفاوضات ثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية” للفصل في قضية الجزر، وهو ما أثار غضبا في إيران واستدعت طهران المبعوث الروسي للاحتجاج على هذه التصريحات.