إعادة ربط كابلات الكهرباء في خانيونس لحماية جنود الاحتلال..كيف يتم ذلك؟
غزة – المواطن
نُشرت صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء توثق ترميم البنية التحتية ومد الكابلات في قطاع غزة تمهيدا لربط القطاع بشبكة الكهرباء الإسرائيلية، لأول مرة منذ الحرب، وأثار المنشور ردود فعل غاضبة في إسرائيل، لدى بعض الوزراء في الائتلاف والمعارضة.
وبحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية فإن المؤسسة الأمنية حاولت تفسير هذه الخطوة، أن الكهرباء ضرورية لتشغيل محطة تحلية المياه في غزة لمنع انتشار الأمراض المعدية والأوبئة.
وبحسب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فإن هناك، حاجة وجودية لتشغيل منشأة تحلية المياه التي تم إنشاؤها عام 2017، والتي تديرها الأمم المتحدة وسلطة المياه الفلسطينية، والتي لا تخضع لسيطرة حماس على حد تعبيرهم، وأضافت، “منذ 7 أكتوبر، انخفض حجم الإنتاج إلى 5000 لتر من المياه يوميًا. فالخوف الأكبر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أن يؤدي عدم توفير المياه الكافية إلى أزمة إنسانية وتفشي الأمراض المعدية والأوبئة، الأمر الذي قد يعرض جنود الجيش الإسرائيلي العاملين في قطاع غزة وكذلك المختطفين للخطر”.
ووفقًا لصحيفة “معاريف” فإن، “الفشل في توصيل الكهرباء، بحسب الجيش الإسرائيلي، قد يدفع محكمة العدل الدولية إلى وقف القتال”، كما قالوا في المؤسسة الأمنية إن، “المستوى السياسي وافق على توصيل خط الكهرباء وتشغيل محطة تحلية المياه بعد عرض عواقب الفشل في تشغيل محطة تحلية المياه فيما يتعلق بالقلق بسبب احتمال إجراء محاولة توصيل بطريقة قرصنة”.
وقال مسؤول سياسي وفقًا لمعاريف، إن، “السياسة التي قررها المستوى السياسي هي اتخاذ إجراءات إنسانية أيضًا لمنع انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة بسبب نقص المياه النظيفة. وهو وضع خطير يمكن أن يؤثر على المختطفين وعلى القوات الموجودة في قطاع غزة”.
وتابع، “كما تم اتخاذ القرار تحسبًا لحكم محكمة العدل الدولية بشأن مطالبة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل. وبحسب المصادر السياسية، فمن المتوقع أن يصدر حكم المحكمة قريبًا، وأن قرار توصيل الكهرباء إلى غزة يهدف، من بين أمور أخرى، إلى التأثير على قرار محكمة العدل الدولية. وفي ضوء جميع الاعتبارات المذكورة أعلاه، تقرر توصيل خط كهرباء مباشر إلى محطة التحلية، مع إجراء قياسات الكهرباء للتأكد من عدم استخدام أي فائض يتجاوز الغرض المحدد للتحلية”.
وفي المقابل، انتقد أعضاء كنيست ووزراء في الحكومة الإسرائيلية هذه الخطوة حيث قال رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان ، “حكومة الغباء. وبعد إطلاق سراح الدكتور مدير مستشفى الشفاء تستمر الحكومة في نفس الاتجاه. إن أعمال البنية التحتية في غزة استعداداً للربط المتوقع بالكهرباء الإسرائيلية هي حماقة أكبر. القرار الذي يجب اتخاذه اليوم هو الفصل التام بين إسرائيل وقطاع غزة. لا كهرباء، لا ماء، لا وقود ولا بضائع، انقطاع كامل”.
وكتب وزير المالية بتسلئيل سموتريش : “لقد سقطنا على رؤوسنا. نحن نعيد غزة بأيدينا. سيدي رئيس الوزراء، أوقف هذه الحماقة. هذه المرة سيكون من المستحيل أن نقول إننا لم نعرف مثل إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء أمس”.
وكانت شركة كهرباء غزة أكدت في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك، أن الشركة تجري اصلاحات لأحد الخطوط الرئيسية بخانيونس استعدادا لامكانية استقبال كهرباء لتشغيل محطة تحلية المياه غرب المحافظة رغم شح مواد الصيانة.
وقالت الشركة: “تعمل طواقم شركة توزيع الكهرباء منذ عدة أيام على إصلاح شبكة كهرباء خط F11 أحد المغذيات الرئيسية لمحافظة خانيونس، وذلك استعدادا لامكانية استقبال أي كمية كهرباء يمكن من خلالها دعم جهود تشغيل محطة تحلية المياه المركزية غرب المحافظة، وذلك بعد طلب من سلطة الطاقة، حيث تأتي تلك الأعمال من قبل الشركة لتأمين تيار كهربائي يساهم في زيادة عدد ساعات تشغيل المحطة وتمكينها من توفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين في ظل هذه الظروف الصعبة”.
وأضافت: “تأتي تلك المساعي رغم النقص الشديد في مواد الصيانة والعدد والآليات والمركبات والكثير من المتطلبات الأخرى كوسائل الوقاية والسلامة اللازمة لعمل الطواقم الفنية والتي تساعدهم في إنجاز المهام بالشكل المطلوب”.
وأوضحت أنه يتم العمل على هذا المشروع بالتعاون مع سلطة الطاقة و مصلحة مياه بلديات الساحل وبعض المؤسسات الدولية ذات العلاقة لدعم الجهود الإنسانية الهادفة لمساعدة المواطنين والتخفيف عنهم.
وأعربت كهرباء غزة عن أملها أن يتم السماح بتشغيل باقي الخطوط والمغذيات للمساهمة في تشغيل المرافق الحيوية للتخفيف من وطأة الظروف القاسية والواقع الإنساني الصعب.
ونوهت أنه من المتوقع الانتهاء من الأعمال الفنية على شبكة الكهرباء الخاصة بخط F11 خلال الأيام القريبة القادمة.