أخــبـــــارأخبار العالم

إضعاف القضاء| عقب انهيار محادثات التسوية… الاحتجاجات تتواصل أمام الكنيست

القدس المحتلة- المواطن

انهارت محاولات التوصل إلى تسوية حول إصلاح جهاز القضاء الإسرائيلي بين الائتلاف والمعارضة، اليوم الإثنين؛ فيما تصاعدت الاحتجاجات خارج الكنيست، وسط مواجهات مع الشرطة التي اعتقلت 12 متظاهرا على الأقل بالتزامن مع بدء تصويت الهيئة العامة للكنيست على تعديل قانوني يهدف إلى إلغاء ذريعة عدم المعقولية.

وأكدت مصادر في الائتلاف والمعارضة على حد سواء، فشل الجهود التي قادها الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، ورئيس الهستدروت، أرنون بن دافيد، في محاولة للتوصل إلى تسوية. في حين شدد قادة الاحتجاجات على عدم تفويض قادة المعارضة بالتوصل إلى تفاهمات لا تضمن “الوقف الفوري والكامل” للتشريعات القضائية.

وشرعت الهيئة العام للكنيست بالتصويت على تحفظات على نص القانون، قبل إقراره نهائيا في قرائتين ثانية وثالثة؛ وسط توقعات بأن يقدم رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على إجراء تعديلات أحادية الجانب على نص القانون، الأمر الذي قد يسمح له لاحقا باتهام المعارضة بإفشال المفاوضات.

ورصدت عدسات الكاميرات، مواجهة حادة بين وزير الأمن، يوآف غالانت، ووزير القضاء، ياريف ليفين، خلال جلسة الهيئة العامة للكنيست للتصويت على التحفظات على قانون إلغاء ذريعة عدم المعقولية، وسط أنباء عن مساع متواصلة لأطراف في الائتلاف لتخفيف مشروع القانون بشكل أحادي الجانب، لإبقاء باب الحوار مفتوح مع المعارضة، في محاولة للتوصل لاحقا إلى تسوية حول سائل التشريعات القضائية.

من جانبه، أعلن مكتب زعيم المعارضة، يائير لبيد، أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا بعد انتهاء جلسة التصويت على إلغاء حجة عدم المعقولية؛ فيما قال لبيد في تغريدة على تويتر إن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، “يهدد بإسقاط الحكومة” في حال التوصل إلى تسوية حول مخطط إصلاح القضاء، فيما اعتبر أن نتنياهو “يهدد بإسقاط الدولية” في ظل خضوعه لأهواء المتطرفين في ائتلافه الحاكم.

وقال “مصدر مطلع” لوكالة “رويترز” إن “الجهود الرئاسية” التي يقودها يتحساق هرتسوغ، “مستمرة” من أجل التوصل لحل وسط بشأن التعديلات القضائية، فيما يجري مسؤولون في الائتلاف اتصالات مع جهات في ديوان الرئاسة ضمن مساعي اللحظات الأخيرة.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن رئيس حزب “شاس” أرييه درعي، أجرى محادثات ثنائية في الكنيست مع وزير الأمن، يوآف غالانت، بعد اتصالات أجراها مع ديوان الرئاسة؛ فيما يجري سكرتير الحكومة، يوسي فوكس، محادثات خارج جلسة الهيئة العامة للكنيست، مع جهات في ديوان الرئاسة.

ونقل موقع صحيفة “هآرتس” عن مصادر في الائتلاف أن وزير القضاء، ياريف ليفين، ورئيس لجنة الدستور في الكنيست، سيمحا روتمان، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، هددوا بإسقاط الحكومة في حال لم يتم تمرير قانون إلغاء ذريعة عدم المعقولية بالنص الذي قدمه الائتلاف.

في المقابل، يسعى وزير الأمن، يوآف غالانت، لإقناع نتنياهو في قبول أحد التحفظات على مشروع القانون في محاولة للتوصل إلى حل وسط مع المعارضة قبل المضي قدما في سائل التشريعات القضائية.

ويجري مناقشة مقترح جديد للتسوية بين الائتلاف والمعارضة حول إصلاح جهاز القضاء، وذلك في اللحظات الأخيرة قبل طرح القانون لتصويت الهيئة العامة للكنيست في قراءتين ثانية وثالثة.

والمقترح الذي يجري بحثه حاليا هو تصويت بعض أعضاء الاتئلاف لصالح أحد التحفظات على مشروع القانون، وإعادته للجنة الدستور، لتخفيف صيغته بحيث تكون مقبولة على الائتلاف والمعارضة.

بالإضافة إلى ذلك يتم تعليق سائر التشريعات القضائية، وعلى رأسها القانون الرامي لغيير تشكيلة لجنة تعيين القضاة، لمدة تتراوح بين 6 أشهر وعام، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات واسعة.

“عوتسما يهوديت”، يضغط لتمرير التشريعات القضائية بالنص الذي أعده الائتلاف، ويصدر بيانا يقول فيه: “لسوء الحظ، تتفاوض أوساط في الائتلاف مع نفسها وتفكر في التوصل إلى حل وسط من شأنه تفريغ القانون من مضمونه”.

وشدد الحزب الذي يتزعمه المتطرف إيتمار رن غفقير، على أن “أي حل وسط في التصويت على قانون إلغاء حجة عدم المعقولية سيكون وصمة عار على اليمين بأكمله”.

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، حاول الاجتماع مع بنيامين نتنياهو، لإطلاعه على صورة الوضع الأمن وإمكانية تأثر جهوزية الجيش بسبب مضي الحكومة قدما في تعديلاتها القضائية.

ووفقا للتقارير، فإن الجيش أراد الاجتماع مع نتنياهو قبل بدء التصويت في الكنيست على إلغاء ذريعة عدم المعقولية، إلا أن الموعد الذي حصل عليه من مكتب نتنياهو هو الخامسة مساء.

وأشارت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (“أمان”)، أهارون حاليفا، وصل إلى الكنيست وطلب الاجتماع بنتنياهو خلال التصويت على تحفظات على مشروع القانون الذي قدمه الائتلاف.

وبعد إعلان زعيم المعارضة، يائير لبيد، عن انهيار مباحثات التسوية، سجلت بورصة تل أبيب تراجعا حادا تراوح بين 1.8% و1.9%.

كما انخفضت قيمة الشيكل مقابل الدولار الأميركي، وبعد تداول العملة الأميركية في وقت سابق اليوم بقيمة 3.58 شيكل، سجل الدولار زيادة حادة بعد تصريحات لبيد بلغت في ذروتها 3.645 شيكل، قبل أن يتراجع إلى 3.6159 شيكل للدولار الواحد.

وفي بورصة تل أبيب تراجع مؤشر قطاع البنوك بنسبة 2.7%، فيما انخفض مؤشر العقارات في بنسبة 2.4%.

وذكرت مصادر في الليكود أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أراد التوصل إلى تسوية مع المعارضة حول التعديلات القضائية، لكنه “استسلم لوزير القضاء، ليفين”.

وذكرت المصادر أن وزير الأمن، يوآف غالانت، حاول إقناع نتنياهو بالتصويت لصالح أحد التحفظات، في محاولة للتوصل إلى تهدئة تسمح باستئناف المفاوضات مع المعارضة.

وشددت المصادر على “رفض ليفين لهذه المساعي وإصراره على المضي قدما في إقرار التشريع القضائي بصيغته الحالية”.

وأصدر رئيس الهيستدروت، أرنون بار دافيد، ورئيسة قطاع الأعمال، دوبي أميتي، بيانا يدعو “أعضاء الكنيست لإظهار المسؤولية الوطنية. المجتمع الإسرائيلي ينهار ومنقسما. نحن ندعو جميع الأطراف – عودوا إلى رشدكم من أجل مستقبل المجتمع الإسرائيلي”. ودعا الاثنان رئيس الحكوم بنيامين نتنياهو إلى “اظهار القيادة وإنقاذ البلاد من انقسام لا يمكننا العودة منه”.

بدء التصويت على تحفظات على قانون إلغاء ذريعة عدم المعقولية
بعد الإعلان عن انهيار مباحثات التسوية بين المعارضة والائتلاف، الهيئة العامة للكنيست تبدأ التصويت على 140 تحفظا على قانون إلغاء ذريعة عدم المعقولية قبل المصادقة عليه نهائيا في قراءتين ثانية وثالثة. وزير الأمن، يوآف غالانت، يصل إلى الكنيست وسط توقعات بأن يدعم مخطط الحكومة لإضعاف جهاز القضاء.

زر الذهاب إلى الأعلى