إسرائيل تسعى لتنفيذ المرحلة الأولى وإفشال الثانية من صفقة التبادل لهذا السبب

القدس المحتلة – المواطن
حذرت أوساط سياسية وعسكرية في إسرائيل من التوجه الحكومي لتنفيذ المرحلة الأولى فقط من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مع التخلي عن المرحلتين الثانية والثالثة، اللتين تتضمنان إتمام صفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب.
بحسب صحيفة الشرق الأوسط، كشفت مداولات استمرت ثماني ساعات بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من الوزراء وقادة الجيش والمخابرات وأعضاء فريق التفاوض، أن استئناف الحرب على غزة بات شبه حتمي، حيث كُلف الجيش بتقديم خطة تفصيلية للحكومة خلال الأيام المقبلة، تشمل استراتيجيات التصعيد العسكري.
وفق صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لإعادة احتلال محور نتساريم وأجزاء واسعة من قطاع غزة بسرعة، باستخدام فرقتين أو ثلاث فرق عسكرية إضافية. وتفاديًا لانتهاك القانون الدولي، يدرس الجيش تجميع السكان الفلسطينيين في منطقة محددة، حيث يُسمح فقط بإدخال المساعدات إليها، بينما يُعلَن عن بقية القطاع “منطقة قتال” تمنع عنها المساعدات بالكامل، تمهيدًا لفرض سيطرة شاملة.
نقلت الصحيفة عن ضباط إسرائيليين توقعاتهم بأن السيطرة على القطاع ستستغرق عدة أشهر، تليها مرحلة أخرى من العمليات العسكرية لتطهيره من المقاتلين الفلسطينيين. كما أشارت إلى أن تحييد الأنفاق التي لم تُدمر بعد والتي تتحصن فيها عناصر حماس سيأخذ وقتًا أطول.
وأضافت يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى السيطرة على توزيع المواد الغذائية ومراقبة المستشفيات والعيادات، وهو ما يعني احتلالًا عسكريًا فعليًا للقطاع. كما كشفت عن نية إسرائيل دفع الفلسطينيين في الجيب المخصص لهم نحو الهجرة، لكن لم يتضح بعد إلى أين سيتم ترحيلهم، خصوصًا مع غياب أي موافقة دولية على استقبالهم.
نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تشمل إطلاق سراح الأسرى واستكمال التهدئة، لن تحدث إلا إذا وافقت حماس على مغادرة غزة، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.
في المقابل، أبدت بعض الأوساط الإسرائيلية تحفظات على ما وصفته بـالتوجه المتشائم نحو استئناف الحرب، محذرة من أن حكومة نتنياهو تروج للحرب باعتبارها ضرورة وطنية، بينما يراها كثيرون خطوة سياسية حزبية تهدف إلى تعزيز موقف نتنياهو قبل الانتخابات.
وأشارت بعض التقديرات إلى أن فرض حكم عسكري على غزة قد يكون مكلفًا ويستغرق سنوات، كما حدث مع الولايات المتحدة في العراق.
وفق صحيفة معاريف، فإن التناقضات داخل المؤسسة الإسرائيلية تفتح الباب أمام احتمال عدم استئناف الحرب على غزة، حيث ترى بعض الجهات أن الأولوية الاستراتيجية لعام 2025 يجب أن تتركز على إيران وليس غزة.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تخشى أن تنتهي الحرب دون تحقيق أي نتائج ملموسة، في ظل إدارة أميركية يقودها دونالد ترامب، المعروف بتقلب مواقفه، والذي قد يفرض اتفاقًا نوويًا جديدًا مع إيران على إسرائيل.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن القيادة الإسرائيلية تأمل ألا تتحول “رحيل غزة” إلى مجرد وهم، بينما يواصل الإيرانيون التقدم نحو القنبلة النووية.