أخــبـــــارشؤون فلسطينية

أسباب عزوف الفتيات عن الزواج في غزة

خاص – المواطن

قديماً كانت الفتيات يخفن كثيراً من فكرة العنوسة فتسرع بالزواج لتفادي القيل والقال من قبل المجتمع، ولكن اليوم أصبحت الفتيات يتفادين فكرة الزواج للتغير والتطور الذي أصاب المجتمع في مختلف المجالات، ولم يعد الزواج الأمل الذي يبحثن عنه، ويوجد فئة تفكر فقط في الاستقلالية الذاتية وليس لديها رغبة حقيقة لفكرة الحياة الزوجية أو تحمل المسؤولية.

هل يمكن أن توجد فتاة لاترغب في الزواج في مجتمعنا، حيث تتربى الفتاة على أن الزواج هو مصيرها المحتوم وقدرها الذي لا راد له، بل هو طريقها الى الوجود الاجتماعي؟!

لماذا اتخذت هؤلاء الفتيات هذا القرار؟ وما الأسباب التي تقف وراء عزوفهن عن الزواج؟
-“اليوم” التقيت بمجموعة من هؤلاء الشابات المقبلات على الحياة بكل حماسة بعدما حذفن كلمات مثل “زوج” و”زواج” من قاموس حياتهم

أول المتحدثات ” س. م” تقول أشعر بعدم أهلية كثير من الشباب لمسؤولية الزواج،و عدم أهليتهم للتعامل مع المرأة المتعلمة واحترام استقلاليتها المالية وحريتها في ممارسة العمل،وعدم أهلية الشباب الاقتصادية في ظل تفشي البطالة وتعقُّد متطلبات الحياة العصرية التي تفرض توفير السكن وتكاليف العرس الباذخة وغير ذلك،وبشعر بأن الزواج سيعمل على تقييد هذه الطموحات وربط المرأة بالأطفال وواجبات المنزل،لذلك أرفضه.




وتضيف “ب.ص” يتقدم لي كثير من الشباب ولكني في كل مرة أرفض حتى المقابلة ليس خوفاً فقط، بل لأني لا أريد أن أرى أي تحكم من أي شخص، أحب نفسي جداً وأحب الخصوصية ولدي وظيفتي الخاصة، ولا أرى أي مستقبل للمتزوجين من كثرة حالات الطلاق التي أسمع عنها ولا أريد أن أدير أي مسؤولية منزلية.

أما ” أ. م ” تقول: الجميع يقول أن سبب رفضي للزواج بسبب ما مررت به من تجربة سابقة وأدت إلى الانفصال، ولكن أنا بنظري سبب رفضي للزواج إنه أريد بناء مستقبلي وتكوين كيان مستقل لذاتي و ما أكون مثل غيري فقط بنظرها الزواج كل شيء، أريد مستقبل وكيان مستقل أعيش فيه حياتي بدون ما أعتمد على الزواج وعلى أي رجل.

وتقول “أ.ع ” أرفض الزواج لإنه أريد أن أكمل تعليمي،ولا أعتقد بأنني قادرة على إكمال تعليمي والحفاظ على مستوايا الجامعي وأنا لدي بيت ومسؤوليات، ولا أريد أيضاً أن أفقد حريتي التي أتمتع بها حالياً،أذهب أينما أريد وغير مربوطة بأي شخص ولا أحد يتحكم بي،وأرى من حولي وكيف تتم معاملتهم من قبل أزواجهم فهم غير قادرين على فعل شيء دون مشورة الزوج وغير قادرة على فعل ما تريد بنفسها.

وتضيف ” ح . س” الوضع المالي السيئ لدى الشباب داخل قطاع غزة بالتحديد ليس جيد ولا مقبول وهذا سبب رفضي للزواج منهم،فأنا أبحث عن حياة كريمة تلقي بي،و الآخرين غير متعلمين وأنا أريد أن يكون زوجي شاب متعلم وواعي، باختصار شباب غير مستقرين من جميع النواحي.

بدوره قال الشيخ تيسير التربان:”تأثير الجمعيات والمؤسسات النسوية وما تبثه من أفكار هدامة لتدمير المجتمع، وبالرغم من هذا فلا أرى أن هناك عزوف يُذكَر ولكن المشكلة في الظروف المادية الصعبة التي تجعل الشباب عاجزين عن الزواج، وهذا أدى لحالة من الإحباط عند بعض الفتيات مما دفعهن للبحث عما يشغلهن، ولذلك لا يوجد عزوف فكل فتاة تحب أن تصبح أماً لها أطفال ترعاهم و تربيهم، صحيح أن هناك حالات شاذة ولكن الشاذ لا يعتبر.


وأوضح التربان بالنسبة لقول الأهل بدها تكمل تعليمها فغالباً هذه حجج من الأهالي لتطفيش الشاب، لأنه مع كثرة المشاكل والشباب بتتزوج ثم يتبين للأهل أن الشاب لا يستطيع أن يقيم بيت أو ليس له بيت أو مكان مخصص منفصل للسكن في البيت، و تجدي أن الأهل سألوا عنه فلم يعجبهم ولذا لم يزوجوه.

فيما يتعلق بتأثير السوشيال أكد التربان قائلاً:” بأن السوشيال ميديا تدفع باتجاه الزواج، خصوصاً أن الناس أصبحت مكشوفة وتعلم أخبار بعضها بعضاً ولذلك هذا يدفع الشاب أو الفتاة للزواج حتى يكون ضمن السياق الصحيح للمجتمع ولا يكون شاذاً وقد تزوج أبناء جيله أو جيلها وهم لم يتزوجوا بعد، فالسوشيال ميديا تشجع على الزواج وليس العكس”.



من جانبها أكدت الاختصاصية الاجتماعية بشرى الريس، :”نظراً للتغير الإجتماعي الحاصل بالفترة الأخيرة وبخاصة في قطاع غزة من حصول الفتيات على التعليم الجامعي والتحاقهن في سوق العمل وانخراطهن في العديد من المجالات المختلفة، أصبحت الفتاة أكتر استقلالية وأكثر اعتماداً على نفسها مقارنة بالسنوات الماضية”.

وقالت أن التطور الإجتماعي الحاصل أثر بشكل مباشر على هدف الفتاة من هذا الزواج، فبينما كانت الفتيات في الماضي تسعد بفارس الأحلام الذي يحقق لها كل أمنياتها ويعيشها ملكة،أصبحت الفتيات في الوقت الحاضر هي من تفعل ذلك لنفسها بدءا من حصولها على عملها الخاص وامتلاكها القدرة المالية لشراء وفعل أي شي وانتهاءً باحاطة نفسها بمحيط إجتماعي داعم من أهل واصدقاء وزملاء عمل.

وأوضحت الريس أنه بسبب ما نشهده من حالات طلاق متعددة وكثيرة الأسباب والمسببات، باتت تجربة الزواج صعبة ثقيلة يملؤها الخوف من المستقبل والخوف من الفشل والخوف من خوض غمار حياة قد لا يحمد عقباها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى