أحلام أهالي غزة.. سلام دائم ورمضان بلا حرب – كتبت امينة خليفة
كتبت أمينة خليفة
مع تطبيق الهدنة في غزة والتي تستمر لمدة 6 أسابيع بين إسرائيل وحركة “حماس”، ووقف إطلاق النار في القطاع الذي عاش حربا شرسة دامت ما يربو عن عام كامل، مازال السكان يحلمون بدوام الهدوء وبأن تنعم غزة باستقرار حتى يتسنى لهم العودة إلى بيوتهم وإعادة ممارسة الحياة الطبيعية مثلهم مثل أي إناس آخرين.
كما يحلم سكان غزة بوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين المتبقين، وأن يتوقف القتال بين إسرائيل وحماس مع انسحاب قوات الاحتلال من غزة، وتركهم ينعمون بحياة هادئة خالية من أصوات البارود والقذائف التي تستهدف البيوت ليلا ونهارا، وتجنب سيناريو التشريد مجددا في مخيمات الإيواء والموت جوعا.
ومع بدء عودة الأهالي إلى بيوتهم المهمدمة في غزة في ظل استمرار الهدنة، يتوق جميع السكان إلى حلول شهر رمضان الكريم، على أمل أن ينعموا بالسلام، وهنا يعتمد مستقبل شباب غزة على التنفيذ الناجح لصفقة تبادل الأسرى، التي تشكل أهمية حيوية للمساعدات الإنسانية وإعادة تأهيل غزة وإعمارها من جديد.
وكان شهر رمضان من العام الماضي، شاهدا على مأساة غزة وسط الحرب، ففيه لم يرحم القصف الإسرائيلي ضعف الأهالي أو حتى حرمة الشهر الكريم والصيام، بل واصلت إسرائيل من عمليات القصف والضرب دون رحمة، في محاولة منها لتصفية غزة من أهلها.
أيضا، واصل الاحتلال تعنته ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وأغلق المعابر ومنع وصول المواد الغذائية للأهالي ومعه غابت أصناف الطعام على مائدة الإفطار والسحور وبقيت “الخبيزة”، وسادت مجاعة في القطاع أثناء شهر رمضان وبعده.
ومع موعد صلاة العشاء وخاصة التراويح في رمضان، كان الأهالي يجتمعون لأداء الصلاة وسط الأنقاض أو في الشارع أو في مناطق مكشوفة مع استمرار القصف وإطلاق النار، لذلك يأمل الفلسطينيون في إنهاء الحرب نهائيا، والتي تسببت في مقتل وإصابة وتشريد مئات الآلاف.
ومع قرب حلول شهر رمضان الكريم، يبقى الحلم الوحيد لأهالي غزة، هو وقف الحرب ودخول المساعدات إلى القطاع، وأن يظل أبنائهم بعيدا عن الحسابات السياسية بين إسرائيل وحماس، بأن توقف إسرائيل مسلسل الإبادة الجماعية الذي استمر لأكثر من عام وحصد أرواح مئات الآلاف، بل وإعادة الهدوء وتركيب زينة وفانوس رمضان وأن يصل لهم الأكل والمياه النظيفة والحياة الهادئة.. أليس هذا حقا لكل إنسان؟!
والآن، يحلم أهالي غزة كل بأن يعيشون فى أمان وسلام مع عائلاتهم، وتوافر أبسط أمور الحياة وأن تنتهى الحرب وتتوقف آلة القتل التي حصدت عشرات الآلاف من الشهداء على مدار سنة وشهرين، كما يأملون جميعهم في العودة إلى منازلهم، وأن ينعموا بأبسط مقومات الحياة، بأن يكون لديهم ما يكفى من الخبز ليتقاسموه مع أفراد العائلة ويسدوا جوعهم وينعموا بالهدوء.
كما يحملون بسلام دائم دون حرب، وألا يفقدوا أحد أبنائهم وتعود الحياة للقطاع، ويعاد فتح المدارس والمستشفيات والمتاجر والأسواق، وأن تبقى الحياة سهلة وآمنة بلا حرب ولا صراعات سياسية، وكذلك يحملون بواقع مغاير يمتد إلى إعادة إعمار القطاع وترميم بيوتهم ومدارس أبنائهم وكذلك المستشفيات حتى يعيشوا كأي إناس آخرين.
ومع دخول الهدنة في قطاع غزة حيز التنفيذ الآن، سيعود الآلاف من الأهالي العودة لديارهم بعد تهجيرهم من شمال القطاع عقب أحداث السابع من أكتوبر 2024، ولكن هل تستجيب إسرائيل وحماس بدوقف إطلاق النار بشكل دائم، وأن تنتهي الحرب ويعيش أهالي غزة في ويبدأون في إعادة إعمارها؟