أخــبـــــارأخبار العالم

التلاعب بالناخبين .. سيناريو يثير قلق مسؤولي سباق الرئاسة الأمريكية

واشنطن – المواطن

قال مسؤولون عن العملية الانتخابية في الولايات المتحدة إن اختراق النظام الانتخابي المحلي في البلاد “لن يكون سهلًا”.

كما أن تغيير اتجاه الأصوات سرًا على نطاق ضخم بما يكفي لتغيير نتيجة السباق الرئاسي “سيكون مستحيلًا”.

ويعود تعقيد وصعوبة التلاعب بالعملية الانتخابية إلى الأنظمة اللامركزية والسجلات الورقية لجميع بطاقات الاقتراع تقريبًا.

وكذلك المراجعات الشاملة والإجراءات القانونية الواجبة، والعمل الضخم من قبل مسؤولي الانتخابات الأمريكيين والمتطوعين والمواطنين؛ حسب تقرير لوكالة “أسوشيتد برس”.

وفي معرض التساؤلات حول الجهات الفاعلة الأجنبية، والجماعات المتطرفة المحلية، التي تسعى إلى التدخل في انتخابات الأسبوع المقبل.

أشار التقرير إلى أن هذه الجهات يمكنها أن تستهدف حلقة أضعف كثيرًا “تصورات الناخبين وعواطفهم”.

يقول التقرير: “لا يتعين على الذين يعتزمون تقويض الثقة في الديمقراطية الأمريكية أن يغيروا أي أصوات إذا تمكنوا من إقناع عدد كافٍ من الأمريكيين بعدم الثقة في النتيجة”.

ويأتي التلاعب العاطفي بجمهور الناخبين كسيناريو محتمل يثير قلق محللي الاستخبارات والمسؤولين المكلفين بحماية الانتخابات الأمريكية.

ويفترض السيناريو أن يحاول أحدهم اختراق نظام انتخابي على مستوى الولاية أو المحلية، ثم ينشر وثيقة -ربما تكون مزيفة أو حتى مادة متاحة للعامة- ويشير إلى أنها دليل على تزوير الأصوات.

أو ربما يتم تصوير مقطع فيديو يظهر شخصًا يخترق ماسح بطاقات الاقتراع، أو آلة التصويت، أو نظام تسجيل الناخبين في الولاية.

يُطلق على هذا النوع من الاختراقات اسم “اختراق الإدراك”، الذي يتضمن أو لا يتضمن خرقًا فعليًا لأنظمة التصويت، لكن يتم إضفاء مظهر حدوث ذلك.

وفي بعض الحالات، قد تتم سرقة معلومات بسيطة بما يكفي لجعل مقطع فيديو زائف يبدو شرعيًا.

أو لقطات مزيفة تصور عمال الانتخابات وهم يدمرون بطاقات الاقتراع. وفي كلتا الحالتين، الهدف هو إثارة الارتباك وعدم الثقة والخوف.

يشير التقرير إلى أنه بينما عملت الحكومات الأمريكية -سواء فيدراليًا أو على المستويات المحلية- على تعزيز البنية الأساسية للانتخابات في السنوات الأخيرة، لكن لا يزال من الصعب وضع آليات الدفاع في العقل البشري.

وتنقل “أسوشيتد برس” عن المحلل السياسي السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، آدم دارا، عند مناقشة مخاطر عمليات اختراق الإدراك “أعتقد أن هذا من المؤكد تقريبًا أن يحدث”.

وقال دارا، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس قسم الاستخبارات في شركة للأمن السيبراني، إن تضليل الناس وإقناعهم بأن أنظمة الانتخابات معرضة للخطر أسهل كثيراً من اختراقها فعلياً.

وأضاف: “إنها وسيلة لإثارة الذعر. نحن نتمتع بقدرة كبيرة على الصمود من الناحية التقنية، لكن قدرتنا على الصمود العاطفي، وحساسيتنا المفرطة، لا تزال تشكل تحديًا”.

أيضًا، قد تزيد الهوامش الضيقة للفوز، أو التأخير في فرز الأصوات، من خطر خداع عدد كبير من الناخبين من خلال عملية الاختراق، ما يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب بين الناخبين، وزيادة خطر العنف السياسي في البلاد، واحتمال تعقيد عملية نقل السلطة في يناير المقبل.

والأسبوع الماضي، حذّر مسؤولون استخباراتيون من أن روسيا وإيران قد تفكران في تشجيع الاحتجاجات العنيفة في الولايات المتحدة بعد الانتخابات.

ويتفق مجتمع الاستخبارات الأمريكي والمحللون الخاصون على أنه “في حين يدعم الكرملين الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن الهدف النهائي لموسكو هو تقسيم الأمريكيين وتقويض الدعم الأمريكي لأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي”، حسب التقرير.

ويقول المسؤولون إن “أعداء أمريكا يركزون على نشر المعلومات المضللة جزئيًا، لأنهم يدركون أن البنية التحتية للانتخابات في البلاد آمنة للغاية بحيث لا يمكن اختراقها بنجاح”.

وعلى الرغم من النتائج التي توصل إليها مسؤولون استخباراتيون، رفضت كل من روسيا وإيران المزاعم التي تفيد بأنهما تسعيان للتأثير على الانتخابات الأمريكية.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى وكالة “أسوشيتد برس”، كتب متحدث باسم السفارة الروسية في واشنطن: “لم نتدخل أبدًا، ونحن لا نتدخل، ولا ننوي التدخل”.

زر الذهاب إلى الأعلى