الرد الإسرائيلي “المحدود”.. هل يضع حدًّا لحرب “العين بالعين”؟
رام الله – المواطن
بعد نحو شهر من التلويح برد قاس على إيران، وجولات، ومشاورات، واجتماعات للحكومة، ومروحة أهداف طالت حتى المواقع النووية، جاءت الضربات الإسرائيلية بشكل جعل التساؤل مشروعًا: هل ردت إسرائيل فعلًا على إيران؟
ما الذي جرى؟ وكيف “تقزم” الرد إلى درجة صار بحاجة إلى إثبات؟ إذ تقول إسرائيل إنها هاجمت 20 موقعًا عبر 100 طائرة شاركت في الهجوم، إضافة إلى الطائرات المسيّرة، بينما تقول إيران إن المواقع لا تتعدى الثلاثة، وإنها تصدت للطائرات المسيرة جميعها، لتعلن لاحقًا أن اثنين من الجنود قتلا في الهجوم.
شهر من المشاورات و”التصعيد الكلامي” بين الطرفين، كان واضحًا أن الولايات المتحدة تقع في قلب المعركة، وأنها ليست مجرد وسيط، خاصة أن التهديدات الإسرائيلية كان يقابلها رد إيراني يؤكد أن طهران ستوسع دائرة ردها على أي هجوم، وبما يشمل الولايات المتحدة.
هكذا كان البلدان أمام رد، ورد على الرد، ضمن دوامة “العين بالعين”، وبشكل “إجباري” تفرضه متطلبات “الهيبة” التي يحاول كل منهما تأكيدها داخليًّا وخارجيًّا، ولم يكن أمام واشنطن المنخرطة والمستهدفة في أي تصعيد إلا أن تجعل ذلك الرد “محدودًا” لا يتطلب بالتالي ردًّا على الرد.
كان لافتًا ما نشره موقع “أكسيوس” الأمريكي بعد ساعات من الإعلان عن الضربة، إذ نقل عن مصادر مطلعة أن إسرائيل أرسلت رسالة إلى إيران وأخبرتها “مسبقًا” بالمواقع التي ستستهدفها، في واحدة من الغرائب في عالم الصراعات، فما الذي يدفع دولة لإخبار أخرى بالمواقع التي ستضربها؟ وكأنها “تستأذنها” في السماح بتلك الضربة دون تصعيد.
تصريحات المسؤولين، خاصة الأمريكيين، تقدم إجابة حول ذلك: إذ طلبت واشنطن من إيران أن تتوقف عن مهاجمة إسرائيل، وذلك بهدف كسر دوامة الرد، والرد على الرد.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت إن بلاده تحث طهران على وقف هجماتها على إسرائيل لإنهاء دوامة القتال دون مزيد من التصعيد، رغم أنه في الوقت نفسه أكد على “حق” إسرائيل في الرد على “العدوان الإيراني” كما وصفه، في إشارة إلى الهجوم الصاروخي على إسرائيل مطلع الشهر الجاري.
كذلك نقل “أكسيوس” عن مسؤول أمريكي أن بلاده “لم تشارك في العملية الإسرائيلية”، وقال المسؤول إن إدارة الرئيس جو بايدن كانت تعمل في الأسابيع الماضية على حث إسرائيل على القيام برد “محدد الأهداف”، ومتناسب مع خطر متدن، كي لا تجد إيران نفسها مضطرة لرد واسع قد يجر المنطقة كلها إلى حرب مدمرة لن تكون في صالح أحد.