من هو الطرف المعطل لفتح معبر رفح لغاية الان
غزة – المواطن
يعتبر معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة شريان حياة رئيسياً لسكان القطاع، كونه المخرج الوحيد غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية المباشرة. إلا أن المعبر ما زال مغلقاً منذ بدء التصعيد الأخير في الحرب الإسرائيلية على غزة، ولم تُفتح بواباته رغم تصريحات متكررة حول قرب إعادة تشغيله. هذا التقرير يلقي الضوء على أسباب تعثر فتح معبر رفح والعوامل المتشابكة التي تحول دون استئناف عمله حتى الآن.
أسباب إغلاق معبر رفح
التدمير نتيجة الحرب
تعرض معبر رفح لأضرار جسيمة جراء القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حيث استهدفت البنية التحتية للمعبر والمنطقة المحيطة به. الدمار الواسع طال المنشآت الأساسية التي تضمن تشغيله، مما يعقد من إعادة تفعيل عمله دون ترميمات كبيرة.
إحتلال المعبر والسيطرة على المحور
منذ بداية الحرب، تسيطر القوات الإسرائيلية على محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، الذي يربط قطاع غزة بالحدود المصرية، وهو ما يجعل من الصعب تشغيل المعبر في ظل وجود عسكري إسرائيلي في المنطقة المحيطة. هذا الاحتلال يضع المعبر في قلب النزاع، مما يعرقل أي جهود مصرية أو دولية لإعادة فتحه.
الخلافات السياسية حول إدارته
موقف حركة حماس
تاريخياً، رفضت حركة حماس عدة مرات فتح المعبر أو الموافقة على شروط معينة لتشغيله عندما كانت هذه الشروط تفرض رقابة مشددة على الحركة أو تخضعها لتفتيش إسرائيلي. هذا التمسك بموقف حماس جعل تشغيل المعبر في أوقات سابقة معقداً بسبب الاشتراطات الأمنية التي تعتبرها الحركة مساساً بسيادتها على قطاع غزة.
موقف السلطة الفلسطينية
السلطة الفلسطينية بدورها لم توافق في السابق على إدارة المعبر وفق الصيغة الإسرائيلية المقترحة. السلطة ترى في بعض الترتيبات التي وضعت في الحسبان خلال فترات التهدئة محاولة لتقويض سلطتها وفرض السيطرة الإسرائيلية غير المباشرة على المعبر، وهو ما يعقد فرص تشغيله.
**تقرير صحفي: السيناريوهات المقترحة لفتح معبر رفح وإدارته**
**مقدمة:**
يعد معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة نقطة محورية في حياة سكان القطاع، ويظل معطلاً بسبب الحرب الإسرائيلية والأوضاع السياسية المعقدة. ومع تزايد الضغط الدولي والإقليمي لفتح المعبر لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، برزت عدة سيناريوهات محتملة لإعادة تشغيل المعبر وإدارته.
السيناريوهات المقترحة لفتح معبر رفح:
1. السيناريو الأول: إعادة تشغيل المعبر بإشراف مصري فلسطيني:
وفق هذا السيناريو، ستتولى مصر إدارة المعبر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، على أن تقوم مصر بالإشراف على الترتيبات الأمنية والإدارية، بينما تشرف السلطة على الشؤون المدنية. هذا السيناريو يتطلب اتفاقاً سياسياً بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وهو سيناريو قد يحظى بدعم دولي، لكنه يعتمد بشكل كبير على ضمانات أمنية من إسرائيل.
2. السيناريو الثاني: نشر قوات دولية أو مراقبين دوليين:
هناك مقترحات تتحدث عن نشر قوات مراقبة دولية أو عربية في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) أو حول معبر رفح، للإشراف على عمله وضمان سير الأمور بطريقة حيادية وآمنة. هذا السيناريو يعتمد على توافق إقليمي ودولي، وقد تكون قوات الأمم المتحدة أو قوات عربية مشتركة أحد الحلول لضمان السيطرة على المعبر ومنع أي تصعيد أمني.
3. السيناريو الثالث: إعادة تشغيل المعبر تحت إدارة السلطة الفلسطينية فقط:
في هذا السيناريو، تدير السلطة الفلسطينية المعبر بشكل كامل، مع دور محدود لمصر في التنسيق الأمني والإداري. إسرائيل قد توافق على هذا الحل شريطة أن تكون السلطة الفلسطينية قادرة على إدارة المعبر بفعالية دون تدخل من حركة حماس. المشكلة هنا هي مدى قبول حماس لهذا السيناريو، إذ قد تراه تهديداً لسيطرتها على غزة.
4. السيناريو الرابع: إدارة مشتركة بين السلطة الفلسطينية وحماس:
يقترح هذا السيناريو وجود إدارة مشتركة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس على المعبر، بحيث يكون لكل طرف دور محدد في الإدارة والأمن. يهدف هذا الاقتراح إلى تحقيق التوافق بين الأطراف الفلسطينية، لكنه يواجه صعوبة في ظل الخلافات العميقة بين حماس والسلطة الفلسطينية، وقد يحتاج إلى وساطة إقليمية ودولية.
5. السيناريو الخامس: إدارة المعبر تحت إشراف عربي شامل:
في هذا السيناريو، تقود مصر بمشاركة دول عربية أخرى مثل الإمارات والمغرب، عملية الإشراف على معبر رفح وتشغيله بالتنسيق مع الأطراف الفلسطينية المختلفة. هذا الاقتراح قد يساهم في تقليل التوترات بين الفصائل الفلسطينية، لكنه يعتمد على نجاح جهود الوساطة العربية وقدرة الدول المشاركة على التنسيق الفعال.
التحديات أمام تنفيذ هذه السيناريوهات:
التوترات بين الفصائل الفلسطينية
الخلاف بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية يشكل عائقاً كبيراً أمام أي اتفاق على إدارة المعبر، حيث ترى كل فصيل أن قبول دور للآخر قد يُضعف نفوذه في غزة.
الموقف الإسرائيلي
إسرائيل تبدي تحفظات أمنية قوية على أي سيناريو يسمح بإعادة فتح المعبر دون ضمانات بعدم استخدامه لنقل أسلحة أو مقاتلين. من هنا، يبقى الضغط الإسرائيلي عاملاً مؤثراً في أي اتفاق قد يتم التوصل إليه.
الوضع الأمني على الأرض
التدمير الذي لحق بالبنية التحتية للمعبر، وكذلك سيطرة إسرائيل على بعض المناطق المحيطة بمحور فيلادلفيا، يجعل من الصعب تنفيذ أي سيناريو قبل ترميم البنية التحتية وضمان الاستقرار الأمني.
الإعلامن الإسرائيلي والأمل المؤجل
قبل أسبوعين، نشرت هيئة البث الإسرائيلية أن معبر رفح سيتم فتحه خلال أسبوع، مما أثار آمال الفلسطينيين المحاصرين في غزة في انفراجة وشيكة. إلا أن تلك التصريحات لم تتحول إلى واقع حتى الآن، ولا يزال الجميع ينتظر فتح المعبر دون أي مؤشرات واضحة حول موعد حقيقي لفتح البوابات.
خلاصة
إعادة فتح معبر رفح مسألة معقدة تتطلب توافقاً إقليمياً ودولياً، إلى جانب توافق فلسطيني داخلي. الخيارات المطروحة تعتمد على تحقيق توازن بين الأمن والسياسة، وعلى الأطراف المعنية أن توازن بين مصالحها واحتياجات سكان غزة الملحة، الذين ينتظرون منذ أسابيع فتح هذا المعبر الحيوي.