حزن يعم الجزائر…. تبون يعزي بوفاة أول مجند فرنسي رفض حمل السلاح ضد الجزائريين
الجزائر- المواطن
أثارت وفاة المناضل الفرنسي ألبان ليتشي، حزنا في الجزائر، حيث يعد الرجل أول مجند فرنسي رفض الانصياع لأوامر الجيش الاستعماري بإطلاق النار على الجزائريين.
وقدّم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تعازيه قائلا في رسالة له: “ببالغ التأثر، بلغني نبأ وفاة المناضل السياسي الفرنسي، ألبان ليشتي، أحد أصدقاء الثورة الجزائرية البارزين، والذي رفض حمل السلاح في وجه الشعب الجزائري، عقب تجنيده من قِبل الاستعمار الفرنسي”.
وأضاف “وإذ تفقد به الجزائر مناضلا فذا من أحرار العالم. أتقدم باسمي الخاص، وباسم الشعب الجزائري، بأصدق التعازي وعميق المواساة إلى أسرته، وإلى أحرار العالم من أمثاله”.
وأعلن أمس الخميس، عن رحيل ليشتي، عن عمر يناهز 89 عاما. ويعد الفقيد أول مجند فرنسي دافع عن القضية الجزائرية التحررية، وفق ما تذكر المراجع التاريخية.
كما يُسجّل له موقفه وهو عمر 21 عامًا، عندما رفض القمع والعنف الممارس ضد الشعب الجزائري، ليصبح أول جندي فرنسي يرفض حمل السلاح ضد الجزائريين.
واشتهر ليتشي بخطابه للرئيس الفرنسي “رينيه كوتي” في 2 يوليو/تموز 1956، الذي قال فيه عندما طلب من كتيبته التوجه للجزائر: “في هذه الحرب، الجزائريون هم الذين يدافعون عن نسائهم وأطفالهم ووطنهم، إن الجزائريين هم الذين يناضلون من أجل السلام والعدالة”. وأضاف: “لهذا السبب لا أستطيع حمل السلاح ضد الشعب الجزائري الذي يناضل من أجل استقلاله”.
وعوقب ليتشي على هذا الموقف من قبل السلطات الفرنسية التي وصفت موقفه بـ“الجبان”، واعتبرت أنه ”فرنسي سيئ”، وطلبت منه أن يوضح موقفه للجنود الآخرين.
وعاني ألبان ليشتي إثر ذلك مدة طويلة في سجون الاستعمار العسكرية في الجزائر ثم في سجون فرنسا، ليُطلق سراحه في 8 آذار /مارس 1962، أياما قبل إعلان وقف إطلاق النار بين الحكومة الجزائرية المؤقتة والسلطات الاستعمارية الفرنسية والذي مهّد لإعلان استقلال الجزائر في 5 تموز/يوليو 1962.