ما سبب التركيز المفرط على محور صلاح الدين/فيلادلفي؟
القدس المحتلة – المواطن
تتباين التقديرات الأمنية بشأن أهمية السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من محور فيلادلفيا (صلاح الدين) ومعبر رفح. تشير بعض التقديرات إلى أن هذا التواجد ليس ذا أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، بينما تؤكد تقديرات أخرى أن إسرائيل تسعى للبقاء في المحور حتى نهاية العام الجاري، مع تقليص تدريجي للقوات، أو حتى الانسحاب من 3 كم من أصل 14 كم من المحور. كما تطرح إمكانية وجود بعثات عسكرية دولية على معبر رفح الحدودي المصري الفلسطيني.
قال الجنرال المتقاعد طال روسو للقناة 12 :إن الأهم من السيطرة العسكرية على محور فيلادلفيا هو التنسيق مع الجانب المصري” وأضاف روسو أن مصر قد حلت مشكلة الأنفاق تحت المحور منذ أكثر من عقد، وأن التوتر مع مصر قد يعرض اتفاقات كامب ديفيد للخطر.
تتناقض تصريحات روسو مع موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يبدو متشدداً في مسألة محور فيلادلفيا. تشير تقديرات إلى أن السيطرة على المحور تعتبر مسألة تكتيكية وليست استراتيجية، خلافاً لما يدعيه نتنياهو. كما تسعى إسرائيل إلى تغيير القيادات الأمنية في الجيش والشاباك لتتماشى مع توجهاتها، بينما تستمر الحرب على غزة دون تحقيق مخرج سياسي واضح.
والتحدي الرئيسي لإسرائيل الآن هو التفاوض مع مصر حول مصير المعبر والمحور تعتبر مصر هذه المواقع شأنًا مصريًا فلسطينيًا وتلوح باستخدام نفوذها لتفعيل المعبر بناءً على هذا الأساس. في حال استمرت إسرائيل في بقاءها على المحور، قد تواجه مشكلة استراتيجية تتعلق باتفاقات كامب ديفيد والتفاهمات المرتبطة بها.
وتشير التقديرات إلى أن هذا الإصرار على السيطرة على محور فيلادلفيا قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع، تهدف إلى تحويل الانتباه عن هدف أعمق وهو السيطرة على محور نيتسريم. السيطرة على هذا المحور قد تمنح إسرائيل تحكمًا أمنيًا واقتصاديًا على قطاع غزة، مما يعزز استمرار تقسيمه وتحويل النزوح القسري إلى وضعية دائمة.
من المحتمل أن يلعب الدور المصري دورًا حاسمًا في تحديد مصير المحور ومعبر رفح، وقد تعيد هذه الديناميات السيادة إلى مصر وفلسطين. كما أن استمرار الاحتلال وتأجيل المفاوضات قد يساهم في تعميق الحصار وتجويع السكان الفلسطينيين في غزة.