عائلة علقت 38 يوما في البحر .. تعاهدنا ألا يأكل بعضنا بعضا
غزة – المواطن
أثناء سفرهم حول العالم عام 1972 تعرض قارب عائلة روبرتسون لهجوم من الحيتان فوجدوا أنفسهم عالقين لأسابيع على طوافة صغيرة، وأجبروا على شرب دم السلاحف وقتل أسماك القرش واستخدام الحقن الشرجية لترطيب أجسادهم، في معركة قاسية من أجل البقاء على قيد الحياة.
بدأت قصة عائلة روبرتسون -كما سردها سيمون هاتنستون على صفحات غارديان- عندما سمع دوغلاس روبرتسون (18 عاما) صوتا قويا صاحبه رفع مركبهم الشراعي “لوسيت” فوق البحر، فصرخ “ما هذا؟ لا بد أننا نغرق”، ثم نظر إلى والده فاكتشف أن الماء بلغ كاحله، ثم نظر من فوق كتفه فرأى “3 حيتان أوركا، الأب والأم والطفل بينها، وكان رأس الأب مفلوقا وهو ينزف بشدة”.
التفت الشاب إلى والده الذي بلغ الماء ركبتيه وقد أدرك أن الحيتان هاجمت المركب الشراعي، فقال دوغال “اتركوا السفينة، نحن نغرق”، “نتركها إلى أين؟” فأشار دوغال إلى المحيط، وهو بالفعل يعني ذلك، بعد أن كانت العائلة أبحرت قبل 17 شهرا.
دوغال قبطان سابق متميز، ترك البحرية التجارية في الخمسينيات ليبدأ حياة جديدة بعد أن اشترى مزرعة ألبان وأسس أسرة مع زوجته ليندا، ولكن حياة البحر ظلت تسكنه، وبعد مرور 20 عاما كان يشعر بالملل ولا يجد لحياته معنى، حسب الكاتب.
كانت الحياة بطيئة ومملة، وأبرز حدث يومي هو ظهور عربة لأخذ الحليب الذي أنتجته أبقارهم إلى مانشستر، وفي أحد الأيام تبع اثنان من أطفاله العربة إلى المزرعة المجاورة حيث توقفت لالتقاط المزيد من الحليب، فسأل نيل والده: هل هذه هي مانشستر؟ فقال “إلى هذا الحد يمكن أن يكون أطفالي أغبياء؟”، وهذا ما أدى إلى اعتقاده بأن أطفاله تضرروا بسبب تربيتهم الريفية”.
قرر دوغال أن هناك شيئا واحدا يجب فعله: التخلص من المزرعة وشراء يخت، وإخراج الأطفال من المدرسة، والإبحار حول العالم لتعليمهم الحياة، قال لهم ذلك ولكنه ببساطة أحب أن يفعل ذلك.
انطلقوا في يناير/كانون الثاني 1971، وكانت آن أكبر الأطفال فقد كانت تبلغ من العمر 18 عاما ودوغلاس 16 عاما، أما التوأم نيل وساندي فيبلغان 11 عاما، فكانت السنة الأولى رائعة، من إنجلترا إلى البرتغال إلى جزر الكناري، فمنطقة الكاريبي وجزر الباهاما وميامي عبر قناة بنما، ثم إلى جزر غالاباغوس.
أمضوا نحو 6 أشهر في ميامي للعمل على كسب المال لدعم الجزء التالي من رحلتهم، وهناك قررت آن ترك رحلة الإبحار، لكنهم التقطوا راكبا جديدا في بنما هو المحلل المالي روبن وليامز (23 عاما) الذي وافق على دفع سعر رمزي وتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية والرياضيات مقابل سفره حول العالم.
كانوا في رحلة مدتها 45 يوما إلى جزر ماركيساس بجنوب المحيط الهادي عندما صدمتهم الحيتان، فطلب دوغال من دوغلاس رمي الزورق والطواف في البحر، مما أدى إلى كارثة أخرى”، فلم يبق لهم إلا الطوافة بعد أن غرق الزورق، وأدرك دوغلاس أنهم محاطون بنحو 20 من الحيتان.
ألقى دوغلاس الطوافة في الماء وبدأت في التمدد وشرع ينقل عائلته إليها، وكان آخر من وصل إليها وهو يقول لنفسه “هذا هو الأمر يا دوغلاس، هذه هي الطريقة التي ستموت بها، سوف تأكلك الحيتان القاتلة”.