موقع عبري: التطبيع مع الرياض يمر عبر واشنطن وبايدن لا يكترث
المواطن
رغم ما يظهره رئيس حكومة الاحتلال من تفاؤل متزايد بقرب إبرام اتفاق تطبيع مع السعودية، لكن الأوساط السياسية والدبلوماسية، غير الرسمية، تقول، إن السعوديين لم يعودوا يظهرون موقفًا دافئًا تجاهه في حقبة ما بعد ترامب، لأنهم يشكون في قدرته (التطبيع) على فتح الأبواب لهم في البيت الأبيض.
تال شنايدر المراسلة السياسية لموقع “زمن إسرائيل” ذكرت أنه “بعد ستة أسابيع منذ بدء عمل نتنياهو، ألمح إلى أن أول رحلة له إلى الخارج ستكون للإمارات، لكنه بعد أيام قليلة ألغيت الرحلة لأن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصى، وفي نهاية الشهر الماضي ذهب نتنياهو بزيارة سريعة للعاهل الأردني الملك عبد الله في عمان، للحديث عن الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى، دون أن ينشر القصر الملكي صورة للاجتماع، ودون أن يقوم بعد بزيارة إلى مصر، كما أن رحلته لباريس ترافقت مع إصدارات سلبية لإسرائيل من التحركات التي يقودها”.
وأضافت أنه “بالانتقال للسعودية فإنها تظهر موقفا أكثر برودة تجاه نتنياهو، فلم يعد ترامب في البيت الأبيض، و حضور الديمقراطيين في الولايات المتحدة يلقي بظلال من الشك على قدرة نتنياهو على فتح الأبواب أمام السعوديين هناك، رغم أنه معروف بكونه الساحر بين دول الخليج، لكن في الآونة الأخيرة طرأ انخفاض ملحوظ في شعبيته، حتى بين الدول التي أبرمت بالفعل اتفاقية تطبيع، رغم أن لديه شخصية كاريزمية، لكن السعودية تدرك أن جهود مبعوثيه لإقامة علاقات معها لم تثمر، ولم يعد لهم نفوذ فيها”.
وأوضحت أنه “حتى اللحظة لا يُعرف متى سيسافر نتنياهو للولايات المتحدة لعقد اجتماع في البيت الأبيض، ولم تتم دعوته تلقائيًا بعد تنصيبه، رغم أنه كان من أوائل القادة الذين تمت دعوتهم بعد فترة وجيزة من تنصيب الرئيس ترامب خلال ثلاثة أسابيع فقط، وخلال عهده كان نتنياهو زائرًا متكررًا لواشنطن، لكن من الواضح أن بايدن ليس في عجلة من أمره حقًا لدعوته لمكتبه، وقد بات الآن لدى الأمريكيين عذرا لتأجيل زيارته في ضوء التطورات الإسرائيلية الداخلية، حتى أن مكتب نتنياهو كشف أنه لا توجد حتى الآن خطة للسفر إلى واشنطن، وكل ذلك يسهم في تباعد فرص التطبيع مع السعودية، بعكس ما كان سائدا”.
ومن الواضح أن رفض البيت الأبيض تأكيد أو نفي وجود هذه الزيارة يسهم في تبريد الموقف السعودي الذي كان متحمساً، مع العلم أن نتنياهو يحتاج لرحلة واشنطن لترك انطباع جيد لدى الجمهور الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى، لمعالجة القضية الإيرانية المشتعلة، بسبب مساعدتها لروسيا بالسلاح في حرب أوكرانيا؛ وارتفاع معدل فرضية اليورانيوم، واستمرار تورطها في سوريا ولبنان، ومن جهة ثالثة يحتاج نتنياهو الزيارة للحصول على مذكرة مساعدة مالية لعشر سنوات، وهذا ليس تحديًا سهلاً.
من المحتمل أن البيت الأبيض يريد الانتظار لما بعد الأعياد اليهودية ليرى ما إذا كان نتنياهو يستطيع السيطرة على المنطقة، ويتنمع عن التصعيد في الأراضي الفلسطينية، مع العلم أن الشهر القادم سيذهب الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى واشنطن، وفي حال لم تتم دعوة نتنياهو للبيت الأبيض بحلول ذلك الوقت، فسنكون أمام توتر حقيقي في العلاقات، وإضافة عقبة جديدة في طريق التطبيع السعودي الإسرائيلي.