شاهد “غزة غزة” … قصيدة ألمانية تضامنية تحقق 6 ملايين مشاهدة
غزة – المواطن
حققت قصيدة “غزة غزة” التي كتبها المغني الألماني، ديتر ديهم، بالتعاون مع الممثل الشهير ديتر هالرفوردن، قبولا كبيرا وملايين المشاهدات، رغم اتهام قائلها بمعاداة السامية.
القصيدة التي تكشف جانبا من المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، حققت 6 ملايين مشاهدة حتى لحظة إعداد المقابلة.
وقال ديهم، إن انتقاد متسبب بقتل جماعي مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس معاداة للسامية.
جاء ذلك في حوار مع الأناضول تحدث فيه عن اتهام ديتر هالرفوردن، أحد فناني المسرح الرائدين في ألمانيا، بأنه “معاد للسامية” في وسائل الإعلام بسبب قصيدة ألقاها لفت فيها الانتباه إلى الأزمة الإنسانية في غزة.
وتحدث ديهم عضو حزب اليسار، وهو مغنّ وملحن وعضو سابق في مجلس النواب الاتحادي الألماني وأنتج العديد من الأغاني الشعبية، عن قصيدة “غزة غزة” التي كتبها مع الممثل الشهير هالرفوردن (88 عاما)، وتعرض الأخير بعدها لاستهداف بحملة إعلامية.
وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يكتبان فيها شعرا عن قضية سياسية مهمة مثل غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 112 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط مجاعة ودمار شامل.
قصيدة تضامنية
وعن القصيدة التي كتباها، قال ديهم “التقيت بهالرفوردن قبل أسبوعين، وقال إنه يكن تعاطفا كبيرا مع الناس في غزة، وأنه كان بشكل خاص ضد الدعاية (المؤيدة لإسرائيل) في ألمانيا، لذلك أراد أن يكتب قصيدة جميلة وعملنا معا”.
وأضاف “اجتمعنا معا من أجل الأشخاص الذين يتعرضون للعنف (بغزة)، دون استفزاز أو دعاية مع اتباع نهج يركز على التفاصيل، وعرضت عليه القصيدة التي كتبتها وبمساعدته ضاعفت السطور وتطورت القصيدة من خلال تعاوننا وهو أمر فريد بالنسبة لنا”.
وعن هدفهم من كتابة القصيدة، ذكر ديهم “أريد من خلالها الوصول إلى الأشخاص الذين تأثروا بالدعاية وبالموساد والأجهزة السرية الأخرى في وسائل الإعلام (الألمانية)، من المسيحيين والليبراليين الواقعين تحت نفوذها”.
وأشار إلى أن “هناك نوعا من الأغلبية الصامتة التي لديها مشاعر سيئة تجاه ما يحدث في غزة، ويحاول العثور على كلمات تصل إليهم وإلى الأشخاص من خلفيات عنصرية، محاولا الوصول إلى قلوبهم وعقولهم بالكلمات”.
لا معاداة للسامية في القصيدة
السياسي الألماني كشف أنه بعد نشر القصيدة وجهت انتقادات شديدة للممثل هالرفوردن في وسائل الإعلام الألمانية، واتهامات له بمعاداة السامية وتأييد حركة حماس.
واعتبر ديهم أن “استهداف هالرفوردن، أحد أهم وأشهر الممثلين المسرحيين في ألمانيا، يكشف عدم احترام جيل الشباب من الصحافيين الفن وكلمات الأغاني وشخصية مثل هالرفوردن، والأهم من ذلك الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في فلسطين، لأن الصحافيين يتدربون على هذا النحو”.
وأكد عدم وجود أي تعبير معاد للسامية في القصيدة، موضحا أن “معاداة السامية هي انتقاد يهودي أو شخص سامي آخر لمجرد أنه يهودي، (واستخدام عبارات من قبيل) أنا لا أحب هذا الرجل لأن رائحة اليهود كريهة أو أن اليهود مولعون بالمال”.
وزاد “عندما أقول هذا تكون معاداة للسامية، لكن انتقاد قاتل جماعي مثل نتنياهو وهو يهودي، ليس معاداة للسامية”.
ولفت السياسي الألماني إلى وجود “ما نسبته 30% من الألمان ضد الحكومة الإسرائيلية، وخاصة الوزيرين الفاشيين في تلك الحكومة، بن غفير وسموتريتش”.
ولطالما تعرض الوزيران في الحكومة الإسرائيلية، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش لانتقادات شديدة بسبب تصريحاتهم العنصرية المثيرة للجدل ودعواتهم المتكررة لتهجير الفلسطينيين.
وتأكيدا على موقفه بأنه ليس ضد اليهود وفصله بين ممارسات حكومة نتنياهو ضد الفلسطينيين وبين اليهودية كدين، قال ديهم “أحب الفكاهة اليهودية وكيف أن الفن اليهودي جزء من الثقافة الألمانية، وتماما مثل اليهود هناك شعراء مسلمون كبار مثل التركي ناظم حكمت”.
دور السلطة في الإرهاب
ديهم أشار إلى أن القصيدة تلفت الانتباه إلى الدعم السري الذي يقدمه من هم في السلطة للإرهاب.
وبين قائلا “هناك جزء قصير في الفيديو يقول فيه هالرفوردن إن إنشاء الوحوش من أجل حساب ما هو أسوأ شيء في العالم، وبينما هو يتحدث عن هذا الحساب ترى صور شركتي بلاك روك (أكبر شركة لإدارة الأصول بالعالم مقرها الولايات المتحدة) ورهينمتل، حيث كانت الشركة الأخيرة هي التي تنتج السلاح لأدولف هتلر”.
وأكمل “كانت للشركة حجج عنصرية لإنتاج الأسلحة في السابق، واليوم لديهم حجج خضراء وأكثر حساسية، وهم يستندون إلى السيدة (وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا) بيربوك وحزب الخضر. وإن كانوا غير متماثلين تماما (شركات الأسلحة في السابق واليوم)، فهم ينتجون أسلحة أكثر حداثة لقتل الناس، هذه هي الفكرة الرئيسية التي نريد طرحها دون استخدام أدوات الدعاية”.
وأوضح أنه على الرغم من الانتقادات الشديدة في وسائل الإعلام الألمانية، فقد تلقوا ردود فعل إيجابية من غالبية الجمهور، مؤكدا “وصلنا الآن إلى أكثر من 6 ملايين مشاهدة وأغلبية هؤلاء يتفقون مع النتيجة التي توصلنا إليها في القصيدة”.
وذكر أن المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء جيان زيغلر بعث برسالة إلى هالرفوردن تؤكد له عدم احتواء الفيديو الخاص به على أي شيء معاد للسامية أو الغرب أو شيء عنصري”.
وختم متطرقا لحرية التعبير بالقول “من المقبول أن يكون لشخص ما وجهة نظر مختلفة عني، من المهم بالنسبة لي أن أستمع إلى التناقضات، نحن نسمي النقاش عن الحرية وأضدادها عصر التنوير، إذا كنت تكرر فقط ما جاء من الأعلى وتكرر فقط ما تتوقعه بيئتك من التفكير، إذن نحن في نفس الوضع السيئ الذي كان يعيشه الشعب الألماني سابقا”.