الاحتلال يعترف بمقتل 71 عسكرياً من لواء غولاني .. وجنوده يشكون نقص المعدات
رام الله – المواطن
الإعلام الإسرائيلي يفيد بمقتل 71 عسكرياً من لواء غولاني، الذي يضمّ جنود النخبة في “جيش” الاحتلال، والجنود يشكون نقص العتاد القتالي واللوازم الطبية.
اعترف الإعلام الإسرائيلي بمقتل 71 عسكرياً في لواء “غولاني”، منذ بدء ملحمة “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، من الشهر الحالي.
ولواء “غولاني” هو أحد أكبر وأهم الألوية في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، وهو يضمّ من يُعدّون نخبة الجنود والعسكريين في القوات العسكرية.
ويسمى اللواء أيضاً بـ”قوات الصدمة” واللواء “رقم 1″، بسبب وجود جنوده في مقدمة القوات البرية خلال الاشتباكات التي تخوضها في أي هجوم بري.
وفي عام 1948، شارك اللواء في الحرب ضدّ الفلسطينيين والجيوش العربية، كما ارتكب المجازر في حق الفلسطينيين. أما في عام 1956، خلال العدوان الثلاثي على مصر، كُلِّف اللواء بالاستيلاء على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.
وبعد ذلك، قاتل لواء “غولاني” على الجبهتين الأردنية والسورية خلال حرب 1967. وفي حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، التي واجه فيها “جيش” الاحتلال معضلةً في المواجهات البرية على الجبهتين المصرية والسورية، تكبّد اللواء خسائر بشرية كبيرة.
وشكّل اللواء رأس الحربة في القوات الإسرائيلية التي اجتاحت لبنان عام 1982، وشارك لاحقاً في العدوان عليه عام 2006، حيث كبّدته المقاومة الإسلامية – حزب الله خسائر فادحة، جنوبي لبنان، إذ قتلت عدداً من جنوده وأجبرت عدداً آخر على الفرار.
“جيش” الاحتلال: أسر 203 إسرائيليين في قطاع غزة
وقال المتحدث باسم “الجيش” الإسرائيلي إنّ عائلات الجنود المقتولين الـ306 أُبلغت عن مقتل أبنائها.
وبحسب آخر حصيلة أعلنها الاحتلال، ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى نحو 1500، في حين فاق عدد الجرحى الـ3000، منذ بداية ملحمة “طوفان الأقصى”. وفي المقابل، تؤكد المقاومة الفلسطينية أنّ عدد قتلى الاحتلال وجرحاه أكثر من ذلك بكثير.
أما فيما يتعلّق بالأسرى، فأكد المتحدث باسم الاحتلال أسر 203 إسرائيليين في قطاع غزة، لدى المقاومة الفلسطينية، مضيفاً أنّ “الجيش” أبلغ 203 عائلة أنّ أبناءها أسرى لدى المقاومة.
الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، قدّر منذ أيام، أنّ العدد يتراوح بين 200 و250 أسيراً، أو يزيد، كاشفاً أنّ كتائب القسام وحدها تملك 200 أسير إسرائيلي.
وكشف أبو عبيدة أيضاً أنّ العدوان الإسرائيلي على المباني والبيوت في قطاع غزة، من دون سابق إنذار، أدّى إلى مقتل 22 أسيراً لدى المقاومة حتى الآن.
بدوره، أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، أنّ لدى الحركة 30 أسيراً إسرائيلياً. وأمس، أكد نائب الأمين العام للحركة، محمد الهندي، للميادين أنّ الأسرى معظمهم جنود، مشيراً إلى أنّ هذه المسألة “فيها تعقيدات كثيرة”.
وأعلن الهندي أنّه “لن يتم الحديث بأي تفاصيل عن المسألة قبل انتهاء العدوان”، لافتاً إلى أنّ الاحتلال “يقصف أماكن تحتوي أسرى”، ومؤكداً أنّ “إسرائيل لا تريد الذهاب إلى صفقة تبادل”.
وفيما تستمر المقاومة الفلسطينية في خوض ملحمة “طوفان الأقصى”، بدعم شعبي على الرغم من الحصار والمجازر التي يرتكبها الاحتلال، يبدي المستوطنون غضبهم واستياءهم من قياداتهم، حيث يحتجون على أداء المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين.
وتظاهر العشرات من عائلات الأسرى الإسرائيليين أمام مقرّ وزارة الأمن في “تل أبيب” سابقاً، احتجاجاً على أداء حكومة بنيامين نتنياهو، متسائلين: “أين الجيش؟ أين ابن نتنياهو؟ هل هو في ميامي؟”.
وحذّر أهالي الأسرى رئيس كيان الاحتلال، إسحاق هرتسوغ، من أنّهم “سيزلزلون إسرائيل”، إذا لم يعد أبناؤهم، قائلين إنّهم “لن يقبلوا تركهم في غزة”.
وفي حديث إلى “القناة 12” الإسرائيلية، تساءل أحد المستوطنين في غلاف غزة: “أين كذبة الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو العظيم؟”، متوجهاً إلى رئيس الحكومة و أعضائها ورئيس الأركان، بقوله: “أنتم أصفار، وكلمتكم لا تساوي شيئاً، وأنتم كلاب وأبناء كلاب”.
نقص المعدات القتالية والطبية لدى “جيش” الاحتلال مستمر
وبالتوازي مع الاستياء الإسرائيلي تجاه أداء حكومتهم، أفاد موقع “واينت” الإسرائيلي بأنّ جنود “الجيش” لا يزالون يفيدون بوجود نقص في الوسائل القتالية واللوازم الطبي، على الرغم من دخول الحرب في القطاع يومها الـ13.
وقال الموقع إنّ القوات في الميدان، بعد انقضاء أسبوع ونصف، لا تزال تشكو نقص العتاد القتالي الأساسي للجنود في القوات النظامية والاحتياط، كالدروع المضادة للرصاص وأربطة الأوردة.
وفي وقت سابق، قال أحد الصحافيين في “القناة 13” الإسرائيلية إنّ “هاتفه امتلأ برسائل من جنود الاحتياط، الذين جاؤوا إلى التجنيد، ووجدوا أنّ المعدات الأساسية غير موجودة”.
ويأتي كل ذلك في ظل تصاعد القلق والتحذيرات من شنّ الاحتلال اجتياحاً برياً في قطاع غزة، إذ أكد كولونيل في “جيش” الاحتلال، لموقع “ميدل إيست آي”، أنّ “العملية البرية ستكون بمثابة جحيم لجنود الاحتياط الإسرائيليين، الذين لم يتلقوا التدريب الكافي”.
وبالإضافة إلى ذلك، اعترف الكولونيل الإسرائيلي بأنّ “الجيش يعاني نقصاً كبيراً في العدد في القوات الخاصة اللازمة لمثل هذه العملية الضخمة”.
بدورها، تحدّثت وكالة “بلومبرغ” الأميركية عن “قلق داخل الإدارة الأميركية من أنّ حكومة الاحتلال “غير مستعدّة لعواقب أي هجوم بري في غزة”، فيما وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمر بـ”المهمة مروّعة والمستحيلة”.