شاهد .. 2000 إسرائيلي ” في كمين فلسطيني ” اليكم القصة كاملة .!!
جنين – المواطن
“كمين آلية جيش الاحتلال الأخير الذي وقع في مركز مدينة جنين، هو الذي غير سيّر المعركة”، بهذه الكلمات بدأ المقاتل “ن. ن” حديثه للجزيرة نت عن تفاصيل معركة “بأس جنين” التي خاضها مقاتلو كتيبة المخيم واستمرت أكثر من 48 ساعة.
وكان مقاتلو الكتيبة قد تمكنوا من تفجير سيارة عسكرية إسرائيلية في مركز مدينة جنين وعلى الشارع المعروف بشارع السينما وسط المدينة، أثناء محاولة آليات الاحتلال التراجع من مخيم جنين لإعادة التمركز، وقُتل في الكمين -الذي نُفذ بتفجير عبوة محلية الصنع- ضابط في جيش الاحتلال اعترفت إسرائيل مباشرة بمقتله.
يقول “ن. ن” وهو أحد المقاتلين الذي شاركوا في معركة “بأس جنين” حتى اللحظات الأخيرة: “قبيل إعلان الاحتلال عن بدء الانسحاب، كانت تتحرك قوة عسكرية على شارع السينما، وبطبيعة الحال كنّا قد زرعنا في ذلك الشارع عددا من العبوات الناسفة، وبفضل الله انفجرت واحدة من العبوات بإحدى آليات الجيش وأوقعت إصابات مباشرة بكل الجنود الذين كانوا داخلها، وقتل ضابط على الفور”.
ويضيف أنه لو انفجرت كل العبوات المزروعة لقضي على وحدة الاحتلال بكاملها، مشددا على أن نتيجة الكمين وتوقيته أجبرا الاحتلال على تغيير خطة انسحابه والاستعجال في الإعلان عن سحب القوات من المخيم وأطرافه.
أساليب جديدة في القتال
وبدأت إسرائيل عملية عسكرية في مخيم جنين فجر الاثنين بقوات كبيرة وبدعم من الطائرات والجرافات، وقصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافا ادعت أنها مقرات للمقاومة الفلسطينية في المخيم، وهي أكبر عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل ضد المخيم منذ اجتياحه عام 2002.
لكن كتيبة جنين وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية -التي أطلقت على هذه العملية اسم “بأس جنين”- تؤكد أن قوات الاحتلال خرجت من المخيم من دون تحقيق أي من الأهداف التي ادعت بدء العملية بسببها، ودليل ذلك أن عدد الشهداء من المقاتلين لم يتجاوز 3 مقاتلين فقط.
يقول “ن. ن” إن “تهديد الاحتلال باغتيال عدد من المقاومين الذين شاركوا في عمليات خارجية في المحافظات الفلسطينية الأخرى كان واضحا، وكنا على علم به، لكن ما حدث على أرض المعركة هو أن هؤلاء المقاومون خرجوا سالمين ولم نفقد أحدا منهم والحمد لله”.
ويشرح مقاتل كتيبة جنين تفاصيل المعركة التي استمرت يومين واستخدمت فيها قوات الاحتلال معدات وأسلحة ثقيلة، إضافة إلى قصفها عددا من المواقع داخل المخيم وفي حدوده، فيقول: “في الساعات التي سبقت المعركة، رصدنا تحركات مكثفة لقوات كبيرة من جنود الاحتلال على بعض الحواجز والنقاط المحيطة بمدينة جنين”.
وأضاف “وكانت الأخبار تتردد عن نية إسرائيل القيام بعملية عسكرية على أرض المخيم. بالطبع أخذ المقاتلون استعداداتهم ومواقعهم، وبدأ الانسحاب من نقاط الرباط والمراقبة، وبقيت النقطة الرئيسية الواقعة في وسط المخيم بجانب نادي جنين، والتي سقط عليها الصاروخ الأول، واستشهد فيها الشهيد سميح أبو الوفا”.
ويؤكد “ن. ن” أن بداية المعركة كانت بمشاركة من كافة الفصائل وبقيادة غرفة عمليات مشتركة، لكن الاعتماد الأكبر كان على كتيبة جنين التي قدمت الدعم المالي والعتاد والمعدات للمقاتلين، كما شارك كافة شبابها في القتال.
وأوضح أنه بعد قصف مركز المراقبة الرئيسي، بدأ الاشتباك المباشر مع قوات الاحتلال، “وبدنا ضرب العبوات اليدوية المسماة (الأكواع) إضافة لتفجير العبوات الناسفة، وكان أسلوبنا يعتمد على تفجير عبوة بآلية ثم الهجوم المباشر عليها بالرصاص”.
التجارب السابقة
واستفادت كتيبة جنين ومقاتلوها من التجربة القتالية في اجتياح 2002، فكان توقع دخول الجرافات للمخيم حاضرا للمقاومين والأهالي، بالإضافة لطريقة الاحتلال في ذلك الحين لإنهاك المقاومة عبر هدم البيوت وجرفها. ويقول المقاتلون إن ذلك أدى لإنهاء المقاومة في المخيم لمدة 20 عاما قبل عودتها من جديد بتجارب وأساليب أكثر حنكة ودراية.
وتابع “ن. ن” أنه “بعد مرور 4 ساعات على بدء المعركة، بدأنا المناداة عبر سماعات الجوامع والأجهزة اللاسلكية على أهالي المخيم للنزول للشوارع، وذلك لتخفيف الضغط على الشباب المقاوم. وفعليا في الساعات الأولى، كانت الخسائر لدى المقاومة صفرا، وكل ما تم قصفه هو 4 مواقع مراقبة فقط”.
وأشار إلى أنه “تم تشكيل مجموعات جديدة وإعادة التموضع بعد انضمام عدد من المقاومين من خارج المخيم، وتم توزيع المقاومين على 20 مجموعة على رأس كل مجموعة شخص واحد منهم أيضا ليسهل التحرك بينهم”.
وخلال الـ24 ساعة الأولى، كان ضغط قوات الاحتلال كبيرا من ناحية القصف على المخيم والتدمير في الشوارع والأزقة، وكانت قوات الاحتلال قد بدأت التنقل في المخيم عن طريق حفر البيوت على بعضها والتنقل من بيت لبيت بحثاً عن المقاومين الذين غيروا من أماكن وجودهم وفاجؤوا الاحتلال بالقتال من خارج المخيم وعلى المناطق المتاخمة له.
الخروج من المخيم
وأكد المقاوم الفلسطيني أن خروجهم من المخيم تم ليل الثلاثاء، وبعد مرور أكثر من 24 ساعة على المعركة، وليس كما تحاول قيادة جيش الاحتلال تسويقه بأن المقاومين تركوا المخيم منذ اللحظة الأولى.
وقال “يوم الثلاثاء عند الساعة العاشرة، سمحت إسرائيل للأهالي بالخروج من المخيم، وأبلغوا الأهالي نيتهم قصف البيوت، وهذا ما ساعد عددا كبيرا من الشباب المقاوم على ترك المخيم والخروج خارجه. بالطبع تركوا المخيم لإكمال خطة المقاومة في الهجوم الخارجي على قوات الاحتلال وآلياته، وهو ما حدث فعلا”.
ويضيف أن “عددا كبيرا من المقاومين بقي في المخيم، خاصة الذين وضعتهم إسرائيل على قائمة الاغتيال حتى اللحظة الأخيرة، وأنا منهم”.
حاضنة شعبية
وتشيد المقاومة في جنين بالحاضنة الشعبية لأهالي المخيم الذين فتحوا منازلهم لها وسمحوا لها بالتنقل فيها أثناء المعركة، إضافة لدعم المقاومة قبل المعركة وخلالها، ويؤكد المقاومون أن أهالي المخيم كان لهم الفضل الكبير في نجاح المقاومة وصمودها، فقد كرروا تضحية 2002.
ويقول “ن. ن” إن الكتيبة تتوقع قيام إسرائيل بعمليات اغتيال في الفترة القريبة، خصوصا أن جيش الاحتلال لم يعلن رسميا عن انتهاء العملية العسكرية، لكن المقاومة تسعى في الوقت الحالي لإعادة بناء تجهيزاتها من جديد للحفاظ على سلامة مقاتليها وحياتهم، على حد قوله.
ويجمل “ن. ن” أسباب النصر بكمية الكمائن التي أصابت فيها المقاومة آليات الاحتلال بشكل مباشر، موقعة خسائر في صفوفهم لم يعلن الاحتلال عنها كعادته.
ويضيف “لكن كنا نرى إصابتهم المباشرة، وتمكن المقاومون من الوصول لنقاط خارج المخيم فاجؤوا فيها الجنود واشتبكوا معهم، إضافة للقدرة على توفير طريقة لإبعاد الطائرات الزنانة عن نقاط تواجدنا داخل المعركة، والتضليل على القناصة المتمركزين في البنايات العالية حول المخيم عن طريق مد قطع البلاستيك الثقيلة بين المنازل، وهو ما نسميها (الشوادر)”.
واستشهد في العملية العسكرية التي شنتها “إسرائيل” يوم الاثنين واستمرت يومين 12 شخصا، فيما أصيب أكثر من 120 شخصا بينهم 20 بحالة حرجة.