أخــبـــــار

قيادات فلسطينية تعقب على خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة

بذكرى النكبة..

غزة – المواطن

عقبت قيادات وفعاليات وطنية فلسطينية بخطاب الرئيس محمود عباس، خلال إحياء ذكرى النكبة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، يوم الإثنين، وذلك لأول مرة منذ عام 1948، واعتبروه وثيقة وطنية يجب أن يتم تعميمها وتدريسها كأحد أسس الحفاظ على الرواية الوطنية، من أجل صون حقوقنا وترسيخها في عقول وذاكرة الأجيال اللاحقة.

وشددوا على أن خطاب الرئيس محمود عباس أمام الأمم المتحدة في الذكرى النكبة الـ75، لخص المظلمة التاريخية للشعب الفلسطيني، وأعاد الرواية الفلسطينية بكافة أبعادها الإنسانية والتاريخية والسياسية والقانونية.

اشتية: خطاب الرئيس أمام الأمم المتحدة “محاكمة علنية”

اعتبر رئيس الوزراء الفلطيني د. محمد اشتية، خطاب الرئيس محمود عباس، أمام الأمم المتحدة؛ بمثابة محاكمة علنية، للضمير العالمي المتستّر على الجرائم المروعة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، منذ النكبة وحتى اليوم.

وقال اشتية: إن فصول النكبة ما زالت تتوالى وبأشكال أكثر دموية وعنصرية؛ ما يوجب تدخلا دوليا عاجلا لوقفها، وتوفير الحماية لشعبنا من تداعياتها الخطيرة؛ في ضوء ما يقوم به دعاة القتل، والحرق، والإبادة الجماعية؛ من انتهاج سياسات، وارتكاب ممارسات إجرامية؛ يعيدون من خلالها إنتاح النكبة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 48.

ووصف اشتية خطاب الرئيس بالغاضب، والتاريخي، الذي ألقى فيه الرئيس حجرا في المياه الدولية الراكدة منذ 75 عاما، في الوقت الذي ما زال فيه 14 مليون فلسطيني في الوطن والشتات يكابدون الآلام من تداعيات تلك المظلمة التاريخية، والمقتلة المروعة، التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.

ودعا اشتية الأمم المتحدة إلى إجراء مراجعة عاجلة وجادة لسياساتها، وتوحيد العمل بالقوانين الدولية المعمول بها، وخاصة إزاء ما ترتكبه إسرائيل من جرائم يومية في المدن والبلدات، والقرى والمخيمات، والتي كان آخرها الحرب المروعة على أهلنا في قطاع غزة، والتي ذهب ضحيتها 33 شهيدا، ومئات الجرحى والمشردين الذين فقدوا مأواهم، وعدم السماح للجناة بالافلات من العقاب معتبرا إحياء الأمم المتحدة للنكبة في مقرها اليوم لأول مرة في تاريخها، خطوة تنطوي على درجة عالية من الأهمية، يجب أن تتبعها خطوات أخرى عملية تترجم السياسات والقرارات إلى إجراءات؛ تضمن حق شعبنا في نيل حقوقه المشروعة؛ وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين

فتوح: الرئيس مَثّل الضمير الفلسطيني ولخّص المظلمة التاريخية لشعبنا

وأشاد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، بخطاب الرئيس محمود عباس، قائلا إن خطاب الرئيس خلال إحياء ذكرى النكبة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، هو اعتراف كامل من المجتمع الدولي بنكبة فلسطين وشعبها، وبحجم المأساة والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وأن الرئيس مَثّل الضمير الفلسطيني ولخص المظلمة التاريخية للشعب الفلسطيني، وأعاد الرواية الفلسطينية بكافة أبعادها الإنسانية والتاريخية والسياسية والقانونية.

وأضاف: قدّم سيادة الرئيس للعالم خطابا جريئا واثقا، معبرا عن نبض الشارع وثوابته، ومرة أخرى يضع سيادته الكرة في ملعب المجتمع الدولي الظالم مزدوج المعايير، والساكت عن الحق الفلسطيني منذ 75 عاما، للقيام بمسؤولياته تجاه شعب محتل ارتُكبت ضده جميع أنواع الانتهاكات والجرائم، محملا الدول الاستعمارية، وعلى رأسها أميركا وبريطانيا، المسؤولية التاريخية عن النكبة، وأن يتحملوا مسؤولية إنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته.

وشدد فتوح على أنه آن الأوان ليكون هناك حراك دولي تجاه حماية الشعب الفلسطيني ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها وإنهاء هذا الاحتلال الفاشي، مطالبا الأمم المتحدة والدول المتنفذة التي ينص ميثاقها ومبادئها على صنع السلام ورفض احتلال شعب آخر، بأن تقوم بخطوات عملية لتنفيذ قراراتها وإنصاف الشعب الفلسطيني، ليقرر مصيره وليعيش بدولته المستقله كباقي شعوب الأرض.

“فتح”: خطاب الرئيس تعبير تاريخيّ عن الرواية الفلسطينيّة وخارطة طريق لمستقبل شعبنا الوطنيّ

أكّدت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح) أنّ خطاب الرئيس محمود عبّاس أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة؛ لمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة؛ هو تعبير تاريخيّ عن الرواية الفلسطينيّة، وخارطة طريق لمستقبل شعبنا الوطنيّ، مضيفةً أنّ مضامين الخطاب أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك زيف الرواية الصهيونيّة الاستعماريّة المرتكزة على إلغاء الوجود الأزليّ لشعبنا.

وأضافت الحركة، في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، اليوم الإثنين، أنّ خطاب الرئيس عبّاس الذي جاء ضمن فعاليّات الأمم المتحدة لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، والتي أقيمت للمرّة الأولى منذ عام 1948، مثّل الضمير الجمعيّ لشعبنا، وعبّر عن مظلوميّته التاريخيّة، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، مُدّعمًا ذلك بالحقائق الدامغة، والبراهين الدقيقة التي تكشف عن طبيعة المشروع الصهيونيّ الذي أقيم على ركام قرانا المُدمّرة وضحاياها.

وأشادت حركة “فتح”، بقرار الرئيس محمود عبّاس تجريم إنكار النكبة، معتبرةً ذلك مأسسةً للرواية الفلسطينيّة، مردفةً أنّ الخطاب التأصيليّ للحركة الوطنيّة الفلسطينية بقيادة الرئيس في صراعها مع الاحتلال ومشروعه الاستعماريّ يبدّد الخطاب المضاد لحقوق شعبنا المشروعة، وفي مقدمة تلك الحقوق؛ حق إقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس.

وزير الثقافة: خطاب الرئيس وثيقة وطنية ومرافعة تاريخية حقوقية

وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، إن الرئيس محمود عباس قدم اليوم، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مرافعة تاريخية حقوقية، كشف فيها زيف الإدعاءات والأباطيل التي بنت عليها الصهيونية روايتها لسرقة بلادنا، وكان محامياً عنيداً عن حقوق شعبه، خاصة حقه في العودة إلى كل قرية تهجر منها.

وأضاف أن “النكبة جريمة مستمرة ولم تنته ولن تنتهي إلا بعودتنا إلى بلادنا، إنه الحق الذي قال عنه الرئيس أبو مازن إنه حقه هو في العودة إلى مدينته صفد”. واعتبر أبو سيف أن “تنامي حضور الرواية الفلسطينية بفضل جهود الرئيس ونضالات شعبنا وحاملي لواء الدفاع عن حقوقه، ضمان أساسي من أجل تلاشي مزاعم الصهيونية وسحب البساط من تحت أقدامها الملطخة بدماء شعبنا، من أجل إعادة توجيه الرأي العام العالمي وإيقاظ ضمير العالم النائم”.

وقال: “إنه لمن المعيب بحق البشرية أن تصمت على كل هذه المذابح التي اقترفتها الصهيونية وإسرائيل بحق شعبنا وعن عمليات التطهير العرقي التي تمت، وإزالة أكثر من 500 قرية وبلدة فلسطينية وتدميرها”.

وتابع: “لقد قال الرئيس إن حقنا لن يسقط وإننا لن نتنازل عنه ولن نتحول عن نضالنا التحرري حتى نستعيد فلسطين، فإما فلسطين وإما فلسطين، فلا مكان آخر لنا، وإننا لن نسمح للنكبة أن تتكرر مرة أخرى. لن نذهب إلى أي مكان آخر”.

وأردف أبو سيف: “في خطابه التاريخي وبعد 75 عاماً من خروجه القهري والقسري من مدينته صفد وهو فتى يتطلع إلى الأفق المظلم الذي يحيط دروب المنفى، يعود الرئيس محاميا بارعا ومدافعا عنيدا وحارسا أمينا لرواية شعبه، مفندا كل أكاذيب أعدائه، ويوجه إصبع الاتهام بلا ريب لكل من ساعد العصابات الصهيونية في مذابحها ومجازرها وتطهيرها العرقي من دول كبرى، لأن على العالم أن يعتذر عما فعل، ولأنه يجب أن يصوب الخطأ التاريخي الذي وقع بحقنا عن قصد “.

وختم: “خطاب الرئيس محمود عباس اليوم وثيقة وطنية يجب أن يتم تعميمها وتدريسها كأحد أسس الحفاظ على الرواية الوطنية، من أجل صون حقوقنا وترسيخ هذه الحقوق في عقول وذاكرة الأجيال اللاحقة

زر الذهاب إلى الأعلى