العيدية .. فرحة الأطفال المنتظرة
وكالات – المواطن
لا تعني الأطفال كثيراً معرفة تاريخ “العيدية”، ومن ابتدعها وطبقها واتبع تنفيذها، فكل ما يعنيهم أن يأتي العيد سريعاً ليحظوا كأقرانهم ومجايليهم بمكافأة مالية من ذويهم وأقاربهم، ليحققوا بها أحلامهم الصغيرة التي يخططون لتنفيذها قبل أيام من حلول العيد، ويبدؤون في أذهانهم عملية حسابية، لمعرفة كم سيجمعون في العيد، وماذا سيفعلون بالمال المتوقع أن يقع بين أيديهم.
و”العيدية”، هي عادة إسلامية ظهرت لأول مرة في العصر الفاطمي على يد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، أثناء حكم مصر، ويكون شكل “العيدية” غالباً عبارة عن نقود يمنحها الآباء والأجداد والأقارب من الدرجة الأولى للأطفال الصغار، تفريحاً لهم، كما يقدمها كبار العائلة والأشقاء الذكور إلى أمهاتهم وشقيقاتهم عند زيارتهن.
وترتبط “العيدية” بالعيدين: الفطر والأضحى، ويكون الوقت المتعارف عليه لتوزيعها على الأطفال هو بعد العودة من صلاة العيد.
واللافت أن “العيدية” على الرغم من كونها عادة قديمة، فإنها لم تفقد بهجتها وقيمتها حتى اليوم، كونها تضفي فرحاً على الأطفال المحتفين بالعيد، حتى صارت تعد من أهم مظاهره.
وفرحة “العيدية” لا تقتصر على الأطفال فقط، فيفرح الكبار بها أيضاً، حيث تعتبر بمثابة تذكير بمحبة الأشقاء لذويهم من الكبار بالعمر أو الشقيقات، حيث يعطي الرجال شقيقاتهم من النساء عيدياتهن كناية عن المحبة وتحمل المسؤولية، كما تعد “العيدية” من الرجل لزوجته حتى لو كانت امرأة عاملة، نوعاً من إظهار رباط قوة المشاعر والتقدير.
وبكل تأكيد، يفرق الأطفال الصغار بين “العيدية”، التي يحصلون عليها صبيحة أول أيام العيد، وبين تجهيزات الملابس والأحذية الجديدة التي يشتريها لهم آباؤهم قبل حلول العيد. وغالباً، يحرص الآباء على صرف مبالغ مالية محددة قبل حلول موعد العيد، وذلك لتوزيعها على صغار العائلة، فالأمر لا يتوقف على الأبناء فقط، بل ينتقل إلى أولاد الأخ، وأولاد الأخت، وهي عادة محمودة تعكس صلة الرحم بالدرجة الأولى، التي أوصى بها القرآن الكريم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعكس العطف والمودة والمحبة في المجتمع.