توصيات لعودة آمنة لطفلك إلى مدرسته
المواطن
قد ينتاب الأطفال الشعور بالملل والضيق وعدم الرغبة في العودة إلى المدرسة بعد الإجازة الصيفية، وينعكس ذلك من خلال عدم رغبتهم في الاستذكار أو الهروب من أداء الواجبات المدرسية، ومن الطبيعي أن تختلف اليوم عودتهم إلى المدرسة عما كانت عليه قبل سنوات، حين كانت الحياة طبيعية ولا وجود للوباء فيها.
هنا يأتي دور الأهل الأساسي في مساعدة الأبناء في العودة إلى المدرسة، على الرغم كل الظروف القاسية التي يمر بها لبنان اجتماعيا واقتصاديا وإنسانيا، فمن المهم تحفيز الأولاد وتشجيعهم على استعادة حماستهم وشغفهم نحو المدرسة والدراسة ليواصلوا رحلة التعلم بإيجابية وبشغف.
التهيئة النفسية
تحّول بعض الأمهات العودة إلى المدرسة إلى احتفال عائلي، وتتحدث عن المدرسة بحب وشغف وإيجابية لأبنائها.
تحاول الأمهات تخصيص وقت له يوميا للدراسة بطريقة مسلّية مع ألعاب ونشاطات مختلفة حتى لا يشعر بالملل، وتسعى لكي يتقيد بنظام معين وتشدد على عدم الجلوس ساعات طويلة لمشاهدة الحاسوب اللوحي أو الهاتف المحمول، إنما اللعب بألعاب متنوعة لتنمية مهاراته الفكرية والجسدية، وفي الصيف أرسلته ليتعلم السباحة ويستمتع بالهواء الطلق، كما أنهم لا يعتمدون أبدا أسلوب التوبيخ أو الصراخ لدى أداء الواجبات، وتكافئهم بأشياء بسيطة.
يجب التحدث عن أهمية المدرسة أمام الأطفال وإخبارهم بأنها ليست مجرد مكان هم مجبرون على الذهاب إليه، إنما هي المكان الذي يلتقي فيه الأصدقاء وفيها مختلف النشاطات كما أنها المكان الصحيح الذي يؤهلهم ليصبحوا قادة في المستقبل.
ويجب الاجتهاد في وضع خطة استعدادية، أساسها تنظيم الوقت، بتعويد الأبناء على النوم مبكرا بعد أشهر من السهر الطويل، إلى جانب تخصيص ساعات تتمكن بها من شراء المستلزمات الدراسية، ومشاركتهم ليختاروا ما يلزمهم من قرطاسية.
إرشادات أساسية
تقدم مختصون نفسيون بعض الإرشادات الأساسية التي لا بد للأهل من التركيز عليها لمساعدة أولادهم على العودة إلى المدرسة في الوقت الحالي:
أولا: إقامة المناقشات المفتوحة معهم عن العودة وطرح الأسئلة عليهم، لأن الأطفال قد لا يتحدثون من تلقاء نفسهم ما لم يحفزهم الأهل على ذلك، علما أن هذه الأحاديث يجب أن تبدأ من اليوم وفي أي ظرف ويجب عدم إقامتها في اللحظة الأخيرة.
كما ينصحون الأهل بدعوة أحد الأصدقاء المقربين في المدرسة أو الخروج معه، لأن ذلك يبعث الاطمئنان في نفس الطفل، في حين يشعر أن ثمة أصدقاء مقربين سيكونون معه في المدرسة ويمكن أن يتحدث معهم ويلعب معهم، فهذا يساعد على الأقل على الدخول في أجواء المدرسة والعلاقات الاجتماعية والتواصل الطبيعي بعد مدة طويلة من العزلة.
وتشير دراسة إلى أن وجبة واحدة مع الأهل على الأقل يوميا تسهم في الحد من خطر اتجاه الأطفال إلى الاضطرابات السلوكية والانحراف السلوكي؛ من هنا تأتي أهمية التشديد على هذه الأمور في العودة إلى الحياة الطبيعية وإقامة الأنشطة معا.
ثانيا: الدور الأساسي للآباء والأمهات تجاه الأبناء في ما يخص تعليمهم هو التشجيع والتحفيز والتوجيه فقط، مع إمكانية تقديم بعض المساعدة إذا لزم الأمر، فلا تنبغي مراقبتهم في كل لحظة ومراقبة علاماتهم الدراسية بتوتر وقلق، ولا الجلوس إلى جوارهم طوال المذاكرة وعمل الواجبات، أو ملاحقهم بالأوامر تارة وبالتوبيخ واللوم تارة أخرى، فكل هذا لن يؤدي إلى نتيجة إيجابية على الإطلاق بل سيفضي إلى الدخول في حلقة مفرغة من المشاكل والأضرار النفسية الجميع في غنى عنها.
ثالثا: كما تنوّه بدور المعلمات في المدرسة في مساعدة الأطفال ليشعروا بالأمان في أجواء المدرسة من خلال تأهيلهم بالطرق المطلوبة، علما أن الطفل لا يحتاج إلى وقت طويل ليتأقلم ويعتاد، بخاصة أنه في المدرسة يجد حياته الطبيعية وفيها مكانه الطبيعي، وشيئا فشيئا سيعتاد النظام والانضباط والتواصل الاجتماعي فيها.
وسائل تحفيز الأطفال وتشجيعهم على الدراسة:
ويوضح مختصون أيضا كيفية تحفيز الأطفال وتشجيعهم على الدراسة والمدرسة من أجل النجاح وحب التعلم بشكل عام:
مشكلة الاستيقاظ باكرا
لحل مشكلة صعوبة الاستيقاظ المبكر للأطفال تحت سن العاشرة، فالأفضل أن يناموا مدة 10 ساعات، أما الأكبر سنا فيحتاجون إلى 8 ساعات من النوم، وذلك بتقديم وجبة العشاء قبل موعد النوم بوقت كاف.
وينصح بإبعاد الأجهزة الإلكترونية عنهم قبل النوم بساعتين، ويمكن تعويضها لهم بأمور أخرى كأن تجلس مع ابنك/ابنتك وتتحدثا، أو أن تجعله يقرأ قصة، ثم يجهز نفسه ويذهب للنوم.
تجهيزات الأدوات المكتبية
محاولة إشراكهم بهذه الخطوة المهمة والتحدث معهم عن الأنواع والتصاميم التي يحبونها.
استعادة الروتين المدرسي من جديد
البدء بتشجيع الأطفال على النوم مبكرا قبل أسبوع على الأقل من بدء الدوام المدرسي، وإيقاظهم في ساعات مبكرة أيضا لكي يستعيدوا إيقاع الروتين المدرسي بالتدريج، وممارسة خطوات الروتين الصباحي لكي يعتادها الأطفال قبل بدء الدوام، ومحاولة تقديم وجبة الغداء بموعد مشابه لموعد تناول الغداء أثناء السنة الدراسية لكي يعتادوا هذا النظام شيئا فشيئا، والحرص على تقديم الطعام الصحي، والتقليل من السكريات والأطعمة الجاهزة لضمان أن يتمتعوا بالنشاط والحيوية التي تلزمهم.
وضرورة أخذ الوضع الخاص للأطفال الصغار في الاعتبار، فمن هم اليوم في سن الـ5 سنوات يدخلون فعليا إلى المدرسة للمرة الأولى، ولم يعيشوا هذه التجربة سابقا كما كانت تجري العادة إذ كانت مرحلة التأهيل تتم قبل سنتين؛ هم اليوم يكتشفون المدرسة للمرة الأولى ويتعرفون إليها، ومن ثم يحتاجون إلى أيام عدة يتأقلمون خلالها ويتعرفون إلى المكان كما لو كانوا في سن الـ3 سنوات.
وهم والأطفال عامة، ومع تأثر النمو الاجتماعي، لديهم ثمة حاجة إلى إعدادهم أيضا لإنشاء العلاقات الاجتماعية التي خسروها فحتى الكبار تأثرت لديهم القدرة على إقامتها.
أما على صعيد النظام فأيضا هو من التحديات في المدارس لأن الأطفال عامة فقدوا القدرة على التقيد بالنظام في مرحلة التعليم من بعد، فلا بد لهم مع العودة إلى المدارس من أن يعتادوا النظام والنهوض باكرا وارتداء ملابسهم والتوجه إلى المدرسة والتقيد بأنظمتها وقوانينها كما هي.
ثمة تفاصيل كثيرة تخلق تحديات للأطفال، حتى إن الأطفال اليوم فقدوا القدرة على إقامة الصداقات واللعب كالسابق والتعرف إلى أصدقاء جدد، ولو كان هناك في محيطهم أطفال في نطاق ضيق فهم يتوجهون في المدرسة إلى المحيط الأوسع حيث يقيمون العلاقات الاجتماعية.