إدانة عربية و دولية واسعة للتصعيد “الاسرائيلي” في الأراضي الفلسطينية و لبنان
رام الله – المواطن
لاقى تصعيد الاحتلال الإسرائيلي وقصف مواقع في قطاع غزة وجنوب لبنان، بعد يوم من شن هجوم من الأراضي اللبنانية، تنديدًا دوليًا واسعًا، وسط دعوات إلى ضبط النفس وخفض التصعيد تجنبًا لتدهور الأوضاع.
وأعربت دولة قطر عن إدانتها بشدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، ودعت جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وحملت وزارة الخارجية القطرية، في بيان اليوم الجمعة، إسرائيل وحدها مسؤولية اتساع دائرة العنف “بسبب إجراءاتها المستفزة في المسجد الأقصى المبارك الأمر الذي حذرت منه دولة قطر”. كما شددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي وحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية.
وجدّدت الوزارة، التأكيد على “موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وأن تكون عاصمتها القدس “.
من جهتها طالبت الصين، اليوم الجمعة، بإجراء “مناقشة عاجلة” بشأن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المسجد الأقصى.
بدورها دعت روسيا، اليوم الجمعة، الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى “الامتناع عن خطوات المواجهة وتصعيد العنف”، إثر الغارات الجوّية التي شنّتها إسرائيل على لبنان وقطاع غزة ردّاً على إطلاق صواريخ منهما على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما أدان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو الهجوم الإسرائيلي الذي انتهك حرمة المسجد الأقصى في شهر رمضان ووضعه التاريخي.
وجاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده الجمعة، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة أنقرة، تعليقا على الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة للمسجد الأقصى.
وقال جاووش أوغلو: “أدين الهجوم الإسرائيلي الذي ينتهك حرمة المسجد الأقصى في شهر رمضان ووضعه التاريخي”. وأضاف: “لا يمكن قبول المعاملة غير الإنسانية للشرطة الإسرائيلية تجاه المعكتفين في المسجد الأقصى”.
وأفاد بأن بلاده تلقت نبأ توقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، واستدرك بأنّ على إسرائيل وقف هذه الاعتداءات ووقف الغارات الجوية بشكل دائم.
وذكّر جاووش أوغلو بتعهد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عند زيارته الماضية لأنقرة بالحفاظ على وضع المسجد الأقصى، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ شهر رمضان الماضي شهد حدوث نفس التوتر. وأشار إلى أنّ “الشؤون الأمنية في إسرائيل تم تسليمها إلى أكثر سياسي عنصري وفاشي”، في إشارة إلى وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وقال: “تركيا بدأت حوارا جديدا مع إسرائيل، ولكن ليعلم الجميع، وفي مقدمتهم إسرائيل، لا يمكن أن يكون هذا مقابل القضية الفلسطينية، فالمسجد الأقصى والقدس خط أحمر بالنسبة لنا دائما، وفي هذه المسائل لا يمكننا المساومة أبدا”.
على ذي صلة، شارك آلاف الأردنيين، اليوم الجمعة، في مسيرة شعبية، انطلقت من أمام المسجد الحسيني في العاصمة عمّان، رفضاً لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في المسجد الأقصى، وتنديدا بجرائم الاحتلال ضد المقدسات.
وأكد المشاركون في المسيرة، التي دعا إليها “الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن”، مؤازرتهم الكاملة للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، في ظل الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرضون لها.
وردد المشاركون هتافات تطالب بفتح الحدود وأخرى مثل “على القدس رايحين شهداء بالملايين”، “يا محلى الموت تحت قبة الصخرة”، و”كلنا مع المقاومة”، و”التطبيع خيانة”.
وطالب المشاركون الحكومة الأردنية بالقيام بواجبها باعتبارها صاحبة المسؤولية والوصاية على المسجد الأقصى بإلغاء كافة المعاهدات الموقعة مع دولة الاحتلال، كما طالب المشاركون بضرورة وجود تحركٍ عربيٍ وإسلاميٍ ودوليٍ عاجل لتقديم كافة أشكال الدعم والحماية للمسجد الأقصى ودعماً للمرابطين فيه.
واستنكر المشاركون الصمت العربي إزاء العدوان على المعتكفين في المسجد الأقصى، مشددين على أنّ “اكتفاء الأنظمة الرسمية العربية بالتنديد والشجب والاستنكار يعكس حالة الفشل والذل التي وصلت إليها الأمّة العربية وحكوماتها أمام حكومة نتنياهو الأشد تطرفًا بتاريخ الكيان الصهيوني”.
ومن جهتها دعت بريطانيا الجمعة “جميع الأطراف” إلى “تهدئة التوترات” في أعقاب الغارات الجوّية التي شنّتها إسرائيل على كلّ من لبنان وقطاع غزة ردّاً على إطلاق صواريخ منهما على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي بيان ندّد فيه بالقصف الصاروخي الذي استهدف إسرائيل، وأدان الشرطة الإسرائيلية على “أعمال العنف” التي ارتكبتها في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلّة، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إنّ “الوقت حان لكي تعمل جميع الأطراف في المنطقة على تهدئة التوتّرات”.
وأضاف أنّ بريطانيا “تدين إطلاق الهجمات الصاروخية من جنوب لبنان وغزة وتعترف بحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. ودعا الوزير البريطاني إلى “احترام الوضع التاريخي الراهن في ما يتعلق بالأماكن المقدّسة في القدس”.
وأكّد كليفرلي أنّ المملكة المتّحدة تدين “عنف الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى”.
كما أعرب المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، عن “قلق مصر البالغ نتيجة التصعيد المتسارع والخطير الذي تشهده المنطقة علي مدار الـ48 ساعة الماضية، على أثر اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى واعتدائها على المصلين والمعتكفين، وإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل وتوجيه ضربات إسرائيلية لمناطق في قطاع غزة وجنوب لبنان”.
وطالب المتحدث باسم الخارجية المصرية جميع الأطراف بـ”ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والتجاوب مع الجهود المبذولة للتهدئة وحقن الدماء وحماية الأرواح”، محذراً من المخاطر البالغة التي تحيق بالمنطقة إذا استمرت موجة العنف الحالية.
كما أدان دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الجمعة، بشدة الهجمات الإسرائيلية على “مناطق مدنية في جنوب لبنان وقطاع غزة”.
وقال كنعاني، في بيان صحافي، إن هذه الهجمات “استمرار للانتهاكات الصهيونية في المسجد الأقصى والهجوم الهمجي على المصلين فيه”، مؤكدا أنها تشكل “انتهاكا سافرا لسيادة لبنان ووحدة أراضيه فضلا عن مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان تجاه الشعب الفلسطيني”.
وطالب المتحدث الإيراني المجتمع الدولي والأوساط الدولية المسؤولة بإبداء “رد فعل مؤثر ورادع أمام الممارسات العدوانية للكيان الصهيوني”، مشيرا إلى أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أجريا اتصالات مع نظرائهما والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وأكدا على ضرورة تشكيل اجتماع عاجل للمنظمة لاتخاذ موقف قوي للدول الإسلامية تجاه الاعتداء على المسجد الأقصى ولإيقاف عدوان الكيان الصهيوني.