كيف يتابع الاعلام العبري الظهور العسكري الأول لـ(حماس) وهل سنكون أمام موجة تصعيد في رمضان؟
بعد تصريحات مروان عيسى...
خاص المواطن- مدلين خلة
تشهد الأوضاع الأمنية على الساحة الفلسطينية توترا شديدا في ظل استمرار دعوات الوزيرين المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية، ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، للمستوطنين بتكثيف تواجدهم داخل الأقصى خاصة في شهر رمضان المبارك.
ويتزايد تصعيد المستوطنين على المسجد الأقصى المبارك في ظل شهر رمضان كونه يأتي في فترة حرجة من الأعياد اليهودية مم يزيد من اعتداء المستوطنين وجنود الاحتلال على المسلمين أثناء تأدية العبادات خلال الشهر الفضيل.
هذه ليست المرة الأولى التي يتوقع فيها المراقبون أن يشهد شهر رمضان جولة من التصعيد ولكنها الأكثر تأكيدا خاصة بعد تصريحات القادرة السياسيين والعسكريين للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم نائب قائد أركان حركة حماس مروان عيسى.
ويرى مراقبون أن الظهور العسكري لمروان عيسى يؤكد على عديد المفردات والانذارات التي وجهتها المقاومة لقادة الاحتلال الإسرائيلي حيث أنه الظهور العسكري الأول دون أي تصريح سابق أو اعلان بالظهور وهو ما يعتبرونه خطوة تحمل رسائل عدة للاحتلال.
تأتي هذه التصريحات للقائد العسكري ولنائب حركة حماس في الخارج الشيخ صالح العاروري في ظل أزمة أمنية يمر بها الاحتلال الإسرائيلي بعد الإصلاحات القضائية التي اقرتها حكومة نتنياهو، وكذلك تصاعد وتيرة العمليات في الضفة الغربية.
نائب قائد كتائب القسام مروان عيسى، أكد أن الأيام القادمة حبلى بالأحداث، لافتًا إلى أن أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال.
وقال عيسى في تصريح له، إن: “المشروع السياسي في الضفة انتهى، والعدو أنهى أوسلو والأيام القادمة حبلى بالأحداث”، مضيفًا: “نتيح المجال ونعطي الفرص للمقاومة في الضفة الغربية والقدس، لأنها ساحات الفعل والتأثير الاستراتيجي في المرحلة الحالية”.
وشدّد أن “إتاحة الفرص للمقاومة في الضفة لا يعني تركها، ولا يعني بقاء غزة صامتة، وسندافع عن شعبنا بكل قوة عندما يستوجب التدخل المباشر”.
وقبل تصريحات عيسى بأيام، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري أن محاولة الاحتلال توظيف شهر رمضان لفرض سياسته في التقسيم الزماني والمكاني والسماح للمستوطنين بأداء الطقوس التلمودية سيواجه بردة فعل شعبنا بكل تأكيد.
وشدد العاروري خلال حوار مع موقع (حماس) الرسمي أمس، أن على الاحتلال ألا يتوقع أن تمر محاولاته دون رد قوي من شعبنا ومقاومتنا، وحذره من التمادي في ذلك، مشددًا على أن حركة حماس تراقب من كثب خطوات الاحتلال في القدس وصبرها ينفذ.
وأوضح أن المقاومة في الضفة الغربية في تصاعد مستمر، ولم تخبُ شعلة المقاومة فيها، بل على العكس تنوع من أدائها وتحسن من كفاءتها، وتتسع مساحة الفئات المشاركة فيها، وتمتد جغرافيتها يوماً بعد يوم.
الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حماس، مصطفى الصواف أكد أن ما تحدث به الرجلين العاروري وعيسى يؤكد على أن الأوضاع مقبلة على حالة تدهور كبيرة لان الاحتلال يخطط من اجل الاعتداء على الاقصى والمصلين وتهجير المواطنين الفلسطينيين إن لم يرتكب مجازر بحقهم.
وقال الصواف، إن هذه التصريحات تأكيد على ان القدس خط أحمر تجاوزه يعني أننا مقبلون نحو معركة كبيرة بين المقاومة والاحتلال وهذا ما حذر منه القائدان العاروري ومروان.
وأشار إلى أنه “ربما كلام مروان اليوم أكثر وضوحا وأشد تحذيرا ويحمل أمرا جديدا لدى المقاومة في الضفة الغربية”.
وأوضح أن تصريحات قائدي حماس تؤكد مرة اخرى ان حماس تراقب الاحتلال وما يخطط له وانها جاهزة لمساندة الضفة والقدس بكل ما تملك من قوة.
وبين أن ما تحدث به عيسى يؤكد على ان المشروع السياسي انتهى في الضفة الغربية وأن الكيان أنهى اتفاق اوسلو ويخطط للتعدي على الاقصى وان هذا التعدي سيقلب الطاولة.
وشدد على أن المقاومة تدرك أن الضفة هي ساحة المواجهة، وأن غزة ستكون على عهدها مع المقاومة في الضفة وان الاحتلال سيعمل على تغيير الاوضاع في القدس وان هذا لو حدث سيحول المنطقة إلى زلزال.
وأوضح الصواف أن حديث عيسى يؤكد أن المقاومة تراقب كل ما يخطط له الاحتلال ويريد فعله في القدس وان القدس خط أحمر والمساس بها سيفجر المنطقة بأكملها.
من جانبه أكد المختص في الشأن الإسرائيلي مؤمن مقداد، أن هناك اهتمام واسع من الاعلام العبري بتصريحات نائب الضيف مروان عيسى، واعتبروه بمثابة تصعيد جديد خاصة وأنه ظهور عسكري لحماس”.
وقال مقداد في تصريح لـ”المواطن”، إن “الاعلام العبري اعتبر تصريحات عيسى توجيهات لخلق ثورة وضخ مزيد من الدافعية لدى الشباب وذلك لخلق موجة جديدة من العمليات في الضفة الغربية بالتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك”.
وأضاف، أن هناك حالة قلق بأن حماس تلعب على وتر حساس في هذه الفترة، بالرغم من حدوث قمة العقبة وقمة شرم الشيخ المنوي عقدها لمنع أي تصعيد خلال شهر رمضان وهو ما لم يستطع القادة الإسرائيليين منع حدوثه في الأعوام السابقة.
وأشار إلى أن شهر رمضان شهر حساس جدا حيث يتزايد خلاله وتيرة العمليات وتصعيد اعتداءات المستوطنين وشرطة الاحتلال على المصلين المتواجدين في المسجد الأقصى للاعتكاف والرباط والصلاة.
وأوضح أن الحالة في شمال الضفة من شبان عرين الأسود وكتيبة جنين التي تسيطر على توتر المنطقة في الضفة الغربية، لذلك يعتبرون أن شهر رمضان على شفا حدوث تصعيد بعدما كان هناك احتمالية بعدم انجرار غزة لتصعيد.
وبين أن الاحتلال فوجئ بالظهور العسكري لقادة حماس الذي لم يسبق أن حدث معتبرين أنه خطوة بالتصعيد، مشددين على أنه لهجة جديدة لإعطاء الشباب في الضفة ثقة متزايدة بأن المقاومة في ظهورهم ولن تتخلى عنهم.
وشدد مقداد على أن الاحتلال يعتبر هذا الامر تطور خطير ويحل رسائل عدة ليس له فقط بل للأطراف الاخرى التي تسعى لفرض هدوء في الضفة الغربية بالرغم من تصاعد وتيرة الانتهاكات التي تقوم بها قوات الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.