ذي غارديان: مجزرة المسعفين برفح نفذتها وحدة بغولاني تحت قيادة هذا الجنرال

كشفت صحيفة ذي غارديان البريطانية، اليوم السبت 12 أبريل 2025، عن مسؤولية وحدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في قتل 15 من المسعفين الفلسطينيين وأفراد الدفاع المدني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، خلال شهر مارس الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن العملية نفذها جنود من لواء غولاني، أحد ألوية النخبة في جيش الاحتلال، تحت إشراف لواء المدرعات الاحتياطي الرابع عشر، التابع لفرقة عسكرية يقودها العميد يهودا فاخ، الذي يُعرف بسمعته السيئة داخل المؤسسة العسكرية، وسبق أن وُجهت له اتهامات من جنود بخطورة أسلوبه واستهتاره بأرواح البشر.

وأكد جيش الاحتلال في بيان له أن عناصر من لواء غولاني فتحوا النار على قافلتين طبيتين في رفح بتاريخ 23 مارس/آذار، قبل أن يُقدم الجنود على حفر قبر جماعي لدفن الجثامين مؤقتًا. وتم انتشال الجثث بعد ستة أيام من قبل فريق تابع للأمم المتحدة.

ورغم إقرار الجيش بالعملية، فإنه أنكر ارتكاب انتهاكات جسيمة، إلا أن ذي غارديان نقلت عن شاهدين شاركا في انتشال الجثامين وتقارير تشريح حديثة، أن عدداً من الضحايا أصيبوا بطلقات نارية من مسافة قريبة في الرأس والصدر، كما وُجدت بعض الجثث مقيدة الأيدي أو الأرجل، ما يعزز فرضية الإعدام الميداني.

كما نقل التقرير عن مصدر رفيع في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن عناصر من الوحدة 504 – المعروفة باستخدامها أساليب التعذيب والانتهاكات – كانوا حاضرين في الموقع أثناء تنفيذ المجزرة، غير أن جيش الاحتلال امتنع عن التعليق على مدى تورط الوحدة.

وتأتي هذه الجريمة في سياق أوسع من الانتهاكات المرتكبة تحت قيادة العميد فاخ، حيث ذكرت الصحيفة أن فاخ أنشأ ما يشبه “مناطق قتل غير رسمية” في عدة مناطق بغزة، ما أسفر عن استهداف عشوائي للمدنيين. كما اتهمه جنود سابقون بانعدام الانضباط العسكري، وهو ما عرض حياة الجنود والمدنيين للخطر.

في السياق ذاته، نقلت صحيفة هآرتس عن فاخ قوله لجنوده: “لا وجود لأبرياء في غزة”، وهو تصريح أثار انتقادات محدودة من جهات حقوقية، ويُنظر إليه كجزء من خطاب متصاعد داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، يُشرعن استهداف المدنيين في القطاع المحاصر.

وفي مقطع فيديو بثّته القناة 14 الإسرائيلية، ظهر قائد كتيبة من لواء غولاني وهو يوجه تعليمات صريحة لجنوده قبيل إعادة نشرهم في غزة قائلاً: “أي شخص تقابلونه هناك هو عدو. أي شخص تتعرفون عليه، قوموا بتصفيته”، في ما اعتُبر تحريضًا مباشرًا على ارتكاب جرائم ضد المدنيين.

ويُشار إلى أن لواء غولاني متهم منذ بدء العدوان على غزة بارتكاب جرائم حرب واسعة، تشمل قتل مدنيين، والتمثيل بالجثث، وتدمير البنية التحتية دون مبرر عسكري، إلى جانب التحريض على الإبادة الجماعية.