أخــبـــــار

غزة: أزمة تعطيش وتجويع جديدة والنازحون يكافحون للبقاء

احتشد نازحون من كل حدب وصوب حول شاحنة توزيع مياه الشرب عند مفترق “أنصار” غرب مدينة غزة، أملاً في ملء بعض “الجالونات” وسط أزمة تعطيش جديدة تجتاح المدينة منذ عدة أيام.

ويمضي آلاف النازحين الجدد غرب مدينة غزة، طوال ساعات النهار لجلب ماء الشرب، ليعودوا في النهاية بـ”جالون” واحد بالكاد يكفي حاجة أفراد أسرهم لري ظمئهم.

وتتزايد تدريجياً أعداد هؤلاء النازحين من المناطق الشرقية في مدينة غزة، ومعها تتفاقم الحاجة للمياه، في الوقت الذي أعلنت فيه البلدية عن أزمة كبيرة في توفير المياه، في غالبية مناطق النفوذ.

وأوضحت البلدية في بيان أصدرته، أمس، أن سلطات الاحتلال أغلقت خطوط تزويد القطاع بمياه “مكروت”، بما يقلص كميات المياه إلى نحو 70%، مشيرة إلى أن الاحتلال دمر عدداً كبيراً من آبار المياه، وأنها تعجز عن تشغيل الآبار القليلة المتبقية بسبب أزمة الكهرباء وتوفير الوقود.

وذكر عثمان عاشور (36 عاماً) المقيم في محيط مفترق “أنصار” أن المياه مقطوعة منذ نحو أسبوعين في منطقة سكنه والمناطق المحيطة بها، ويرسل أبناءه كل يوم لجلب المياه الصالحة للشرب والمياه المستخدمة في الاستحمام، مشيراً إلى أن الضائقة التي يمرون بها غير مسبوقة حتى في شهور العدوان الماضية.

وأوضح أنه استطاع ملء “جالونين” من شاحنة مياه وصلت إلى منطقة سكنه بمحض الصدفة، معتبراً أن البحث عن مياه شرب عملية معقدة، وتحتاج للكثير من الجهد والوقت بسبب زيادة الحاجة لها، بعد قدوم النازحين إلى المنطقة.

وتعاني مناطق: السرايا، ومفترق حيدر، وأنصار، والعباس، وأحياء الزيتون والصبرة، والأجزاء الشرقية من حي الشيخ رضوان، من نقص شديد في المياه، حسب بيان بلدية غزة.

“تخيل أن تمضي أياماً من دون مياه شرب أو حتى مياه للاستخدام المنزلي، وتبحث عن جالون واحد لعدة ساعات من دون فائدة”، هكذا لخص الشاب عائد أبو زيد (28 عاماً) النازح من حي الشجاعية، صور وأشكال معاناة غالبية سكان ونازحي غرب غزة، الذين لا يجدون المياه.

ولفت إلى أنه يخرج منذ ساعات الصباح الباكر ولا يعود إلا بعد الظهر، ويكون فرحاً لو حصل على “جالون” مياه سعة 20 لتراً، والتي حتماً لا تكفي حاجة أسرته.

“لا تقف صعوبة الحياة عند حد أزمة مياه الشرب بل في نقص الطعام أيضاً، فنحن نعاني من الجوع بسبب توقف عمل المخابز وندرة توفر الدقيق”، هكذا قال المواطن سعيد الحلو (42 عاماً) من حي النصر غرب غزة، الذي لم ينفِ أزمة مياه الشرب أيضاً.

وأضاف: “لا يوجد ما يسد الرمق، فبالكاد نحصل على الخبز القليل الذي يشبع الصغار فقط، فيما تفتقر محال البيع للأصناف الرئيسة من الغذاء”، مشيراً إلى أنه قد تكون هناك أصناف معينة من الطعام لكنه يفتقد القدرة على شرائها فهي بأثمان مرتفعة.من جهتها، تحاول المواطنة “أم خالد”، التي تقطن في منطقة “الغفري” سد رمق أطفالها بقليل من المعلبات التي احتفظت بها من مساعدات سابقة، مشيرة إلى أنها لا تستطيع شراء ما يتوفر من خضراوات بسبب ارتفاع ثمنها.

واعتبرت أنها اعتادت الجوع في فترات زمنية سابقة من العدوان الإسرائيلي، لكنها تستشعر صعوبة هذه المرة بسبب غياب الأفق من إعادة إدخال المساعدات.

وتواصل المؤسسات الدولية العاملة في مجال توفير المساعدات لسكان قطاع غزة، مناشداتها من أجل استئناف عملها، والتحذير من النقص الكبير في الغذاء المتوفر بالقطاع، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حصارها على القطاع منذ مطلع شهر آذار الماضي.

المصدر: خليل الشيخ – صحيفة الأيام

زر الذهاب إلى الأعلى