مع نهاية رمضان.. اقتصاد الضفة مازال ينزف

مع اقتراب نهاية شهر رمضان، لا يزال الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الضفة الغربية، وخاصةً في مخيمي نور شمس وجنين للاجئين، متردِّيا، ووفقًا لمسؤولي الأونروا، لجأ آلاف الفلسطينيين إلى مؤسسات المنظمة للحصول على مساعدات غذائية ومأوى.
فيما تشير التقديرات إلى أن الوضع لن يتحسن في المستقبل القريب، مما يزيد من معاناة السكان، في ظل التحديات التي تواجههم من جميع الاتجاهات، سواء حصار وتضييقات واعتقالات الاحتلال أو سوء الأوضاع المعيشية والصحية والتي تنذر بكارثة إنسانية جديدة على أرض فلسطين.
وإذا نظرنا للوضع في مخيمات الضفة وتحديدا في نور شمس وجنين بالقرب من طولكرم، فتتوسع القوات الإسرائيلية في التغلل هناك، ودخلت في اشتباكات مع مسلحين واعتقلت عددا من الأفراد، ولم تكتف بهذا با اجتاجت مناطق كثيرة في الضفة مدعومة بالجرافات العسكرية، وحاصرت الأهالي من كل الاتجاهات.
ويبدو أن هذا العدوان غير المسبوق على الضفة الغربية ومخيماتها، أدى إلى حالات نزوح قسري لعدة مناطق، وهو ما زاد من صعوبة الوضع الإنساني للمواطنين، وبالتالي سوء الوضع الاقتصادي والحياة المعيشية.
وكانت الحرب على غزة هي الأخرى، ألقت بظلالها على الضفة الغربية، وخسر الاقتصاد نحو 80% من طاقة الإنتاجية، بما يقدر ب 20 مليون دولار في الإنتاج فقط، كما حدث تراجع حاد فب الناتج المحلي الإجمالي في فلسطين بنسبة 32%، في ظل الانكماش الحاد في الناتج الإجمالي.
ولم يتأثر اقتصاد الضفة بحرب غزة فقط، بل ساهمت الممارسات الإسرائيلية والاجتياح البري للمخيمات، في صدمة اقتصادية ضخمة للفلسطينيين، واختناق الاقتصاد وتدهور الحياة اليومية للأهالي.
وأكثر ما نزف اقتصاديا، هي قطاعي البناء والزراعة، خاصة مع وقف إسرائيل تصاريح 140 ألف عامل الفلسطينيين داخلها، وهو ما ساهم هو الآخر في تضييق الخناق الاقتصادي على المعيشة والحياة العامة والخاصة.
وساهم كل هذا في ارتفاع معدلات البطالة والفقر في الضفة الغربية، وهو ما يهدد الاستقرار المالي للمنطقة ويغذي الاضطرابات في المنطقة، وينذر بكارثة على وشك الانفجار في وجه إسرائيل.
وعلى صعيد الأعمال التجارية هي الأخرى، فأغلقت المحلات التجارية في طولكرم وجنين بيت لحم أبوابها بسبب استمرار الاضطرابات، وهو ما تسبب في ركود اقتصادي في الأسواق واختفاء السلع الغذائية، ومع هذا لجأ الأهالي إلى مؤسسات منظمة “الأونروا” للحصول على مساعدات غذائية ومأوى في ظل غياب كل وسائل البقاء، وغلق إسرائيل أبواب الحياة على الفلطسينيين.
كل هذا يأتي بجانب ما تعانيه مخيمات الضفة الغربية من بنى تحتية متهالكة وشبكات صحية مدمرة ونقص في المياه، حيث يعيش الأهالي في مناطق ضيقة ومباني تفتقر لأبسط مقومات الحياة، كما يصارعون ظروفا معيشية صعبة وسط نسبة مرتفعة من البطالة والفقر وانعدام الخدمات وتردي الأوضاع الصحية.
وتزيد معاناة مخيمات الضفة الغربية مع الاجتياحات المتكررة لها من قبل قوات الاحتلال، والحصار الاقتصادي الخانق، وعمليات القتل الجماعي للمدنيين والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال، والعيش على قليل من المساعدات، هل من الممكن أن يتحسن الوضع في المستقبل القريب؟!
أمينة خليفة