نتنياهو في مأزق: صراع على الميزانية والتجنيد يهدد استقرار حكومته

يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مرحلة حاسمة خلال الأسبوعين المقبلين، حيث سيحدد تمرير الميزانية مصير حكومته واستقرارها.
ويعد عدم إقرارها قبل 31 مارس سببًا لحلّ الكنيست والتوجه إلى انتخابات مبكرة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن نجاح نتنياهو في تمرير الميزانية سيمنحه الاستقرار حتى الانتخابات المقررة في نوفمبر 2026.
إلا أن العقبات أمامه كبيرة، وعلى رأسها قانون التجنيد واستئناف “الإصلاح القضائي”.
أزمة الميزانية وتفكك الائتلاف
لتمرير الميزانية، يحتاج نتنياهو إلى 61 صوتًا من أصل 120 في الكنيست. لكن التهديدات التي تواجهه مزدوجة:
انسحاب حزب عوتسما يهوديت بزعامة إيتمار بن غفير، ورفض يهدوت هتوراه التصويت بسبب تعثر قانون التجنيد.
ويحظى الائتلاف حاليًا بـ62 مقعدًا (أو 63 مع النائب ألموغ كوهين)، لكن أي انشقاق قد يضع الميزانية في خطر.
حاول نتنياهو استمالة بن غفير بعروض مالية ضخمة، لكن الأخير وضع ثلاثة شروط:
تكثيف الحرب على غزة، وقف المساعدات الإنسانية بالكامل، وتبني خطة تهجير السكان.
وعلى الرغم من المحادثات الجارية، لم يتم تحقيق تقدم ملموس.
قانون التجنيد ومعضلة الحريديين
يمثل قانون التجنيد أزمة أخرى، إذ تعارضه الأحزاب الحريدية التي تخشى فرض التجنيد الإجباري على شبانها.
وفي ظل غياب قانون جديد، قد يرسل الجيش أوامر تجنيد لآلاف الحريديين، مما يعرضهم لعقوبات قانونية إذا رفضوا الامتثال.
وزير الأمن، إسرائيل كاتس، الذي حلّ محل يوآف غالانت، تبنّى موقفًا أقل تشددًا تجاه القانون، ورفض إرسال أوامر تجنيد في الوقت الحالي، مشددًا على ضرورة التوصل إلى حل وسط يراعي دراسة التوراة.
الإصلاح القضائي يعود إلى الواجهة
رغم إعلان الحكومة تأجيل إصلاحاتها القضائية مع بداية الحرب، إلا أن بعض بنودها ستُمرر مع الميزانية، وأهمها تعديل تركيبة لجنة تعيين القضاة.
ومن المتوقع أن تدعم عوتسما يهوديت هذه التعديلات، إلى جانب تأييدها إقالة المستشارة القضائية للحكومة.
المعارضة: انقسام وإستراتيجية تعطيل
في المقابل، تسعى المعارضة لإسقاط الحكومة من خلال تعطيل عمل الكنيست عبر تقديم آلاف التعديلات على الميزانية وتنفيذ إستراتيجية فيليبسوتر (المماطلة في الخطابات).
لكن المعارضة تفتقر إلى التجانس، مما يضعف قدرتها على المواجهة الفعالة.
الأسابيع الحاسمة
مع اقتراب الموعد النهائي، تتصاعد الضغوط على نتنياهو لضمان تمرير الميزانية وسط انقسامات داخلية وتهديدات من الحلفاء.
وإذا فشل في تحقيق ذلك، فقد يجد نفسه مضطرًا لمواجهة انتخابات مبكرة في ظل مشهد سياسي متأزم.
المصدر: قناة المواطن – وكالات