آخر الأخبار

الخطة المصرية لإعمار غزة.. ما فرص نجاحها؟

أقرت القمة العربية الطارئة في القاهرة الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، والتي تهدف إلى تحسين الأوضاع الإنسانية والتنموية في القطاع، مع التركيز على إعادة تأهيل البنية التحتية والتعافي المبكر بعيدًا عن الملفات الأمنية والسياسية الشائكة. بالتوازي مع ذلك، تعمل مجموعة عمل عربية مصغرة على بحث الترتيبات الأمنية والسياسية، بما يشمل مستقبل الحكم في القطاع.

إطار شامل دون قضايا سياسية حساسة

أكد مسؤول عربي رفيع لـ”سكاي نيوز عربية” أن الخطة توفر إطارًا شاملاً لإعادة الإعمار، لكنها تتجنب القضايا السياسية المعقدة التي تتطلب مفاوضات منفصلة. كما كشف عن جهود متوازية تشمل تدريب قوات غير فصائلية في مصر والأردن، لضمان استقرار القطاع مستقبلاً.

عقبات أمام المبادرة العربية

واجهت الخطة المصرية رفضًا إسرائيليًا واضحًا، في وقت تمسكت فيه الولايات المتحدة بخطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن غزة، والتي تتضمن تصورات مثيرة للجدل حول مصير السكان.

وفي هذا السياق، وصف المحلل السياسي عماد الدين أديب الوضع في غزة بأنه “معقد ويتطلب حلولًا عملية”، مشيرًا إلى أن الخلافات الحالية تعكس “خطوط تصادم واضحة بين مختلف الأطراف”.

الرفض الأميركي والإسرائيلي لمقررات القمة

رأى أديب أن الخطة العربية تمثل “وثيقة تاريخية صُنعت بحكمة واعتدال”، لكنها تصطدم بموقف إسرائيلي متشدد، خاصة أن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية لا تجد مصلحة في تهدئة الأوضاع، إذ قد يؤدي أي اتفاق إلى نهاية مستقبله السياسي.

أما الولايات المتحدة، فأشار أديب إلى أنها تتعامل مع القضية الفلسطينية من منظور اقتصادي وعقاري، بدلاً من البحث عن حل سياسي حقيقي، مؤكدًا أن الأولوية لدى واشنطن هي مصالح الشركات والعائد الاقتصادي.

إعادة الإعمار بين الواقع والتحديات

ورغم تبني القمة العربية لخطة إعادة الإعمار، تبقى التساؤلات قائمة حول إمكانية تنفيذها في ظل الاحتلال الإسرائيلي للقطاع. وتساءل أديب:

  • كيف يمكن إعادة الإعمار بوجود القوات الإسرائيلية داخل غزة؟
  • هل يمكن أن تستمر الجهود بينما تحتفظ حماس بسلاحها وصواريخها؟
  • هل يمكن للدول الكبرى مثل اليابان والصين والولايات المتحدة تمويل مشروع معرض للتدمير خلال أي تصعيد مستقبلي؟

السلطة الفلسطينية ومستقبل حماس

أكد البيان الختامي للقمة دعم تشكيل لجنة لإدارة القطاع تحت مظلة السلطة الفلسطينية، مع تدريب قوات أمنية غير فصائلية لضمان الاستقرار.

وأوضح أديب أن هذا التوجه “متفق عليه منذ قمة الرياض”، وأن السلطة ستتولى مهامها تدريجيًا لإنهاء سيطرة الفصائل المسلحة على القرار الأمني في غزة.

وأشار إلى أن حماس تواجه “مفترق طرق تاريخي”، فإما أن تتحول إلى قوة سياسية ضمن إطار الدولة، أو تستمر كفصيل مسلح، مما قد يعطل جهود الإعمار والتسوية. كما شدد على أن “العالم لن يتعامل مع كيانين وسلاحين في غزة، بل يحتاج إلى سلطة واحدة وجيش موحد”.

فرصة أخيرة للحل؟

يرى أديب أن المبادرة العربية قد تكون الفرصة الأخيرة لإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني، لكنها تواجه تحديات كبيرة، أبرزها رفض بعض الأطراف للسلام.

وأضاف: “الطرف العربي هو الأكثر تضررًا من استمرار الصراع، بينما تجد كل من حماس وحزب الله ونتنياهو مصلحة في إبقاء الأوضاع مشتعلة”.

وختم بقوله إن “الثقافة السائدة في المنطقة يجب أن تتحول من ثقافة الموت إلى ثقافة الإعمار والتنمية”، معتبرًا أن أي حل مستدام يحتاج إلى حوار أميركي-إيراني، بالنظر إلى الدور الذي تلعبه طهران في دعم حماس وحزب الله”.

زر الذهاب إلى الأعلى