أخــبـــــارغير مصنف

صحيفة: إسرائيل تصعّد ضغوطها على حماس ضمن خطة منسقة مع واشنطن

أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم السبت 1 مارس 2025، بأن الموجة الأخيرة من التهديدات الإسرائيلية بالعودة إلى الحرب، تأتي في حال عدم استسلام حركة حماس.

وتأتي هذه الضغوط ضمن حملة ضغط مدروسة ومنسّقة بالكامل مع الولايات المتحدة.
وتهدف هذه الحملة إلى انتزاع أكبر قدر من التنازلات من الحركة قبل الدخول في أي مفاوضات فعلية.

وترى الصحيفة أن إسرائيل تسعى، من خلال هذه التهديدات، إلى استعادة بعض المكاسب التي فقدتها نتيجة اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن مصير هذه التهديدات يبقى مرتبطًا بموقف حماس، سواء عبر الرضوخ للضغوط أو إفشالها وإعادة إسرائيل إلى نقطة الصفر. ورغم أن التوتر الحالي ينطوي على خطر استئناف الحرب، فإن النتائج المحتملة لهذا الخيار تظل غير مضمونة بالنسبة لتل أبيب.

وأشارت الصحيفة إلى وجود انقسامات داخل إسرائيل حول جدوى العودة إلى الحرب، خاصة في ظل الضغوط السياسية الداخلية والتحديات التي قد تنشأ عن أي تصعيد جديد.

كما أن الولايات المتحدة قد لا تكون مستعدة لدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بلا حدود إذا قرر استئناف القتال، إذ إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الساعي إلى تحقيق أجندة إقليمية طموحة، ربما منح إسرائيل هامش مناورة محدودًا للضغط على حماس عبر التلويح بالخيار العسكري، دون المضي قدمًا في تصعيد قد يعرقل جهوده لتحقيق “صفقة كبرى” في المنطقة، مثل التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

وفي هذا السياق، يبدو أن إسرائيل تستخدم التهديد بالحرب كأداة ضغط سياسي، رغم أن حركة حماس ليست في وضع يسمح لها بتقديم تنازلات جوهرية قد تؤدي إلى استسلامها الفعلي.

وبالتالي، فإن المرحلة المقبلة ستعتمد على مدى قدرة الطرفين على إدارة هذا التجاذب، حيث قد يؤدي أي سوء تقدير أو تصعيد غير محسوب إلى عودة المواجهات العسكرية.

وأكدت الصحيفة أن هناك ضغوطًا متزايدة داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل تدفع نحو استئناف القتال، وهو ما لا يقتصر على بعض الأصوات اليمينية المتطرفة، بل يشمل أيضًا أطرافًا مؤثرة تهدد بإسقاط الحكومة في حال لم تستجب لمطلب العودة إلى الحرب.

وفي المقابل، يتبنى نتنياهو رؤية مختلفة ترتبط بربط أي وقف نهائي لإطلاق النار بتحقيق هدف إنهاء حكم حماس وتقويض قدراتها العسكرية، إلى جانب فرض ترتيبات سياسية وأمنية تمنعها من استعادة نفوذها في قطاع غزة.

وفي إطار الضغوط الدولية، يصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة غدًا، مسلحًا بتفاهمات مسبقة مع تل أبيب تهدف إلى الضغط على الوسطاء الإقليميين لدفع حماس إلى تقديم تنازلات.

ووفقًا للخطة المتفق عليها بين واشنطن وتل أبيب، فإن الحل المطروح يشمل تفكيك الأجنحة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي، نزع سلاحهما، وترحيل قياداتهما السياسية والعسكرية إلى خارج القطاع، تمهيدًا لترتيب أمني وسياسي يخدم المصالح الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة أن هذه التفاهمات تفسر العديد من التطورات الأخيرة، بما في ذلك تراجع إسرائيل عن الانسحاب من محور “فيلادلفيا”، مما يعكس مساعيها لفرض واقع جديد في غزة يتماشى مع رؤيتها الأمنية.

وبناءً على ذلك، من المرجح أن يتم تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الحالي لاستكمال عمليات تبادل الأسرى، على أن يكون شهر رمضان محطة مفصلية، حيث تراهن إسرائيل والولايات المتحدة على تحقيق اختراق سياسي قبل انتهائه.

وفي الختام، تساءلت الصحيفة عمّا إذا كان الحراك الأمريكي – الإسرائيلي مجرد تهويل لدفع حماس إلى تقديم تنازلات، مشيرة إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية لا تنطلق فقط من رغبة في تحقيق مكاسب تفاوضية، بل تعكس تحولًا في العقيدة الأمنية الإسرائيلية، التي تسعى إلى القضاء على التهديدات المحتملة قبل أن تتشكل.

ومع ذلك، فإن العامل الأمريكي يظل عنصرًا حاسمًا في أي قرار إسرائيلي، خاصة في ظل إدارة ترامب، التي لا يُتوقع أن تسمح لإسرائيل بالخروج عن الإطار الذي حددته لها.

وفي ظل هذه المعطيات، فإن الأسابيع الأربعة المقبلة ستشهد هدوءًا نسبيًا، لكنها ستكون مشبعة بالإشارات والتهديدات بالحرب، وسط سباق محموم بين الضغوط السياسية، المناورات الدبلوماسية، والمخاطر العسكرية المحتملة.

المصدر: قناة المواطن

زر الذهاب إلى الأعلى