صحيفة : إعادة إعمار قطاع غزة مقابل هذا الأمر

غزة – المواطن
علم “العربي الجديد” من مصادر مطلعة أن قيادة حركة حماس تعرضت في الأيام الأخيرة لضغوط مكثفة تهدف إلى دفعها للتخلي عن السلاح في غزة والانسحاب من المشهد السياسي في القطاع، وذلك تمهيداً لإطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي تشمل البدء في إعادة الإعمار
ووفقاً للمعلومات المتوفرة فإن هناك أطرافاً تسعى لتمرير خطة يجري إعدادها في دوائر دبلوماسية بعدة دول لعرضها على الإدارة الأميركية وتتضمن نزع السلاح في غزة كضمانة لوقف مخطط التهجير والبدء في إعادة الإعمار
وأكدت المصادر أن الخطة ستقدم للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أبدى استعداداً للتراجع عن بعض بنود رؤيته شرط تقديم بديل يمنع تكرار المواجهات مع إسرائيل ويحقق استقراراً أمنياً في القطاع
من جهتها أكدت قيادة حماس لمسؤولين عرب من بينهم مصريون أنها تدعم أي إدارة فلسطينية مستقلة يتم التوافق عليها لكنها شددت على رفضها القاطع لمناقشة مسألة نزع سلاح المقاومة إلا ضمن إطار شامل يحدد جدولاً زمنياً واضحاً لإقامة دولة فلسطينية ذات حدود معترف بها وبعد ذلك يمكن بحث دمج عناصر المقاومة في الأجهزة الأمنية الرسمية
كما شددت الحركة على أن إلغاء “مظاهر الانتصار” لن يكون في مصلحة الفلسطينيين ولا المفاوضين العرب مؤكدة أن ما تسعى إليه حكومة بنيامين نتنياهو هو فرض مشهد استسلامي على غزة يخدم أهدافه السياسية وهو ما ترفضه المقاومة
في السياق ذاته كشفت مصادر دبلوماسية عربية أن مسؤولين أميركيين أبلغوا قادة عرباً بأن ترامب مستعد للتراجع عن مخطط التهجير إذا تم التوصل إلى صيغة تضمن عدم عودة حماس إلى الحكم أو تسليح المقاومة من جديد وتضمنت التصورات العربية الأولية لحل الأزمة إنشاء صندوق تمويل عربي يكون لدول الخليج دور رئيسي في تمويله على أن تنفذ مشاريع إعادة الإعمار تحت إشراف سعودي مباشر وبمشاركة شركات مصرية وتركية وإماراتية
لكن هذه الخطة لا تتضمن منح غزة سيادة كاملة حيث تشير إلى استمرار الوضع الذي كان قائماً قبل السابع من أكتوبر 2023 بمعنى عدم السماح بإقامة منفذ بحري أو جوي للقطاع والاعتماد فقط على المعبر البري مع مصر كجزء من الضمانات المقدمة للولايات المتحدة وإسرائيل لمنع عودة حماس إلى الحكم أو إعادة تسليح المقاومة
من جانبه رأى المحلل السياسي الفلسطيني توفيق طعمة في تصريحات لـ”العربي الجديد” أن واشنطن تمارس سياسة الابتزاز والضغط لإجبار الدول العربية على القبول بالمخطط الأميركي الإسرائيلي لكنه أعرب عن اعتقاده بأن هذه الضغوط ستفشل إذا بقي الموقف العربي والمصري صامداً ورافضاً للمساومة على حقوق الفلسطينيين في غزة وشدد طعمة على أن الرفض الشعبي العربي وخاصة في مصر قد يكون عاملاً حاسماً في مواجهة هذه الضغوط حيث تدرك واشنطن أن الغضب الشعبي يمكن أن يغير مسار الأحداث وأكد أن التنسيق بين الموقفين الرسمي والشعبي هو الضامن الأساسي لإفشال مخطط التهجير وإجبار الولايات المتحدة على التراجع عن سياسات تخدم المصالح الإسرائيلية