![](https://i0.wp.com/www.almwatin.com/wp-content/uploads/2025/02/photo_%D9%A2%D9%A0%D9%A2%D9%A4-%D9%A0%D9%A9-%D9%A2%D9%A6_%D9%A0%D9%A8-%D9%A3%D9%A7-%D9%A0%D9%A8.jpg?resize=780%2C470&ssl=1)
القدس المحتلة – المواطن
حذّر رئيس تحرير صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، ألوف بن، من خطورة توجيه وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، للجيش بإعداد خطة لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة “طوعياً” وفقاً لمبادرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكداً أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن خطة فعلية لترحيل سكان من المناطق التي تسيطر عليها، ما يجعل “الترانسفير” سياسة حكومية رسمية.
وأوضح بن أن توجيه كاتس للجيش، وتوبيخه لقائد شعبة الاستخبارات العسكرية شلومي بيندر بسبب تحذيراته من تبعات هذه الخطة، يعكس توجهاً جديداً داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث يصبح “تأييد الترحيل شرطاً للترقية داخل الجيش”. وأشار إلى أن وزير الأمن يسعى إلى فرض معايير ولاء سياسي على القيادات العسكرية، على غرار ما قام به وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير داخل الشرطة.
وأضاف أن تنفيذ هذه الخطة قد يتم من خلال وسائل مثل التضييق الاقتصادي، أو استئناف القتال بزعم “القضاء على حماس”، ما قد يدفع المجتمع الدولي إلى استقبال نازحين من غزة، خاصة في ظل استمرار المعاناة الإنسانية.
ورأى بن أن تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة أعطت شرعية لمطالب قديمة داخل الأوساط الإسرائيلية اليمينية، حيث باتت أغلبية كبيرة تؤيد ترحيل الفلسطينيين، وفق استطلاعات الرأي الأخيرة. واعتبر أن سياسة حكومة بنيامين نتنياهو الحالية تتبنى بشكل واضح أفكار الحاخام المتطرف مئير كهانا، من خلال خطوات مثل قانون القومية، التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتحالف مع الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وأشار إلى أن نتنياهو، رغم الضغوط الدولية ومخاطر الملاحقة القانونية، يسعى لتفريغ قطاع غزة من سكانه، تمهيداً لفرض السيطرة الإسرائيلية عليه مستقبلاً.
التشكيك في إمكانية القضاء على حماس
من جانبه، اعتبر الباحث الإسرائيلي يغيل ليفي أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عن نيتها “القضاء على حماس” لم يكن واقعياً منذ البداية، إذ تم اتخاذ هذا القرار تحت تأثير الصدمة عقب هجوم 7 أكتوبر، دون دراسة حقيقية لإمكانية تحقيقه.
وأوضح ليفي، في مقال بصحيفة “هآرتس”، أن التجارب الدولية أثبتت فشل محاولات فرض تغييرات سياسية بالقوة، خاصة في حالات معقدة مثل غزة. وأشار إلى أن عودة حماس إلى الواجهة بعد وقف إطلاق النار الأخير، واستعادة جزء من سلطتها، يؤكد فشل الرؤية العسكرية الإسرائيلية.
وأضاف أن الاعتقاد بإمكانية تدمير قدرات حماس بالكامل، عبر استهداف مقاتليها وتدمير بنيتها التحتية، كان وهماً عسكرياً، حيث أظهرت الحركة قدرة على التجنيد وإعادة بناء قدراتها بسرعة.
وحذر ليفي من الطروحات السياسية التي تروجها أحزاب “الوسط – يسار”، والتي تفترض إمكانية إنشاء نظام حكم بديل في غزة، مشيراً إلى أن أي سلطة تُفرض من الخارج ستواجه مقاومة قوية، خاصة في ظل تهديدات التهجير القسري.