أقلام

عالقون في الخيام رغم عودة الكثير الي شمال غزة

بقلم: الصحفي أحمد محمود الشيخ خليل

في مشهد تاريخي ومؤثر بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين رحلة العودة إلى بلداتهم وقراهم شمال قطاع غزة سيرا على الأقدام بعد تهجير قسري استمر 15 شهرا نتيجة القصف الإسرائيلي والحصار و النزوح المتكرر والتنقل من مكان الى آخر خلال حرب الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني وما صاحبه من ضياع الاموال على المواصلات وخسارة الكثير من الممتلكات تحقق حلم العودة إلى البيت من الجنوب الى الشمال واصبح واقعا محققا لكثير من العائلات المقتدرة التي استطاعت العودة بما تملكله من وسائل المواصلات المختلفة ، وبعض العائلات عادت مشيا على الاقدام تاركة خلفها أغراضها وممتلكاتها المهمة التي حصلت عليها بمعاناة ومقابل مادي كبير او من خلال المساعدات كالخيام والأغطية والفرشات.

ولا توجد بيانات رسمية توضح عدد العائدين من الجنوب الى الشمال الا ان بعض البيانات أظهرت رقما تقريبا يزيد عن نصف مليون وهو في تزايد مستمر٠

وفي المقابل هناك عدد كبير من العائلات العالقة في الجنوب لا تتوفر لديها الأموال لدفع تكلفة العودة الباهظة وتنتظر مجبرة في اماكن ومخيمات النزوح بعد ستة عشر شهراً من استنزاف المال ومقومات الصمود تلك العائلات التي لا تظهر معاناتها في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تتوق الى العودة مكرمة الى البيت ان وجد ، والعائلات التي تعرض بيتها للهدم والتدمير تحتاج الى الالتفات لمعاناتها وتوفير المأوى ومستلزماته من خلال المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والاغاثة الطارئة.

ولم تكن هذه العودة بالنسبة للنازحين مجرد انتقال مكاني، بل هي رسالة تحدٍ للاحتلال الإسرائيلي، إذ يقول أحد العائدين “هذه العودة هي انتصار لإرادة الشعب الفلسطيني ولأهل غزة، عيني ما زالت تدمع فرحا لأنني وصلت إلى هنا، بيتنا وأرضنا مختلفان عن أي مكان آخر”.

وتأتي هذه العودة بعد أشهر من القصف الإسرائيلي والحصار الذي أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين قسرا، ورافق ذلك ظروف معيشية قاسية من تجويع وعرقلة وصول المساعدات الغذائية، مما جعل رحلة العودة بمثابة لحظة استثنائية تحمل الأمل والألم في آن واحد.

زر الذهاب إلى الأعلى