هذا ما سيحسم مصير الحكومة الإسرائيلية الحالية
القدس المحتلة – المواطن
يرى محللون إسرائيليون أن مستقبل الحكومة الإسرائيلية وإمكانية تبكير الانتخابات لن يُحسم في الكنيست، بل سيتحدد في البيت الأبيض، خلال لقاء مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء المقبل. ويشمل جدول اللقاء مناقشة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ومستقبل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
بحسب المحلل السياسي ناحوم برنياع في صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن نتنياهو سيواجه “ترامب مختلفًا” عن فترته الرئاسية الأولى، إذ يسعى الرئيس الأميركي هذه المرة لتنفيذ وعوده بسرعة ودون مجاملة. ويرى برنياع أن ترامب قد لا يراهن على استمرار نتنياهو في منصبه، خاصة في ظل أزماته الداخلية، بما في ذلك تهديدات الأحزاب الحريدية بالانسحاب من الحكومة، وتلويح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بحل الكنيست بسبب الخلاف حول قانون تجنيد المتدينين.
في هذا السياق، برز رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت كأحد المرشحين البارزين لخلافة نتنياهو، حيث وجه رسالة إلى ترامب يشيد فيها بتنفيذ تعهداته، بما في ذلك إعادة الأسرى المحتجزين في غزة، ورفع العقوبات عن مستوطنين فرضتها إدارة بايدن.
أشار برنياع إلى الدور المركزي الذي تلعبه مريم أدلسون، أغنى امرأة إسرائيلية وناشرة صحيفة يسرائيل هيوم، في التأثير على قرارات ترامب المتعلقة بإسرائيل. فقد تبرعت لحملته الانتخابية بمبلغ يتراوح بين 100 و120 مليون دولار، مما يجعلها من أبرز ممولي الحزب الجمهوري بعد إيلون ماسك.
ولعبت أدلسون دورًا رئيسيًا في إقناع ترامب بالتعاون مع بايدن لإنجاز صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، دون إشراك نتنياهو، وهو ما يعكس تراجع تحالفها التقليدي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وسط مؤشرات على دعمها الصامت لنفتالي بينيت.
من المتوقع أن يُحسم قرار إجراء انتخابات مبكرة بحلول مارس المقبل، إذ ينتهي في بداية الشهر تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، فيما يهدد سموتريتش بانسحاب حزبه إذا وافق نتنياهو على المرحلة الثانية من الصفقة، كما فعل إيتمار بن غفير سابقًا.
أما فيما يتعلق بالموازنة، فإن عدم إقرارها بحلول نهاية مارس سيؤدي إلى سقوط الحكومة تلقائيًا. ومع ذلك، فإن الأحزاب الحريدية، رغم ضغوطها لإقرار قانون إعفاء المتدينين من التجنيد، قد لا تعارض الميزانية، بسبب المخصصات المالية الضخمة التي تحصل عليها.
تؤكد المحللة السياسية طال شاليف أن نتنياهو لم يعد المتحكم الوحيد في مصير الانتخابات، بل إن القرار بات في يد ترامب. فهو الذي يحدد مسار الحرب في غزة، ويقود مفاوضات تبادل الأسرى، ويرعى جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، كما أنه صاحب الكلمة الفصل في كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
وتضيف شاليف أن نتنياهو يسعى لإيجاد مخرج سياسي، من خلال تمديد المرحلة الأولى من اتفاق الأسرى، دون الالتزام بالمرحلة الثانية التي تتطلب الإفراج عن أسرى فلسطينيين محكومين بأحكام طويلة، ومن دون إعلان رسمي لإنهاء الحرب.
إذا أصر ترامب على تنفيذ الصفقة كما هي، فقد يحاول نتنياهو استرضاء سموتريتش عبر طرح خطة لتهجير سكان غزة، وهي فكرة تبناها ترامب بحماسة مؤخرًا، أو من خلال تجنب إعلان انتهاء الحرب رسميًا، والاكتفاء بـ”وقفها المشروط”.
يرغب كل من ترامب ونتنياهو في تحقيق اختراق سريع في ملف التطبيع مع السعودية، وهو ما قد يتطلب تقديم تنازلات فلسطينية ولو رمزية، الأمر الذي قد يصعب على سموتريتش قبوله.
وفي النهاية، سيكون اللقاء بين ترامب ونتنياهو حاسمًا، إذ لن يُقرر مستقبل الحكومة الإسرائيلية في الكنيست وحده، بل في الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض، حيث تتحدد معالم المرحلة السياسية المقبلة لإسرائيل والمنطقة.