فاينانشال تايمز تكشف تفاصيل الأيام الأخيرة لحكم الأسد قبل هروبه من دمشق
دمشق – المواطن
كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، في تقرير نشرته اليوم الجمعة، تفاصيل درامية عن الأيام الأخيرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والطريقة التي فر بها من العاصمة دمشق، تاركًا كبار المسؤولين والموالين له لمصيرهم.
وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن مصادر متعددة، أن الأسد غادر دمشق ليلًا برفقة ابنه الأكبر حافظ، مستخدمًا مركبة مدرعة روسية، متجهًا إلى قاعدة حميميم الروسية على الساحل الشمالي الغربي للبلاد. وذكرت أن الأسد أصدر أوامر بإتلاف الوثائق وحرق المكاتب بعد مغادرته.
رحلة الهروب إلى موسكو
وفقًا للتقرير، غادر الأسد دمشق بعد أن اجتاحت قوات المعارضة المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، العاصمة في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إثر حملة عسكرية خاطفة استمرت عشرة أيام وأسقطت مدنًا كبرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو وفرت ممرًا آمنًا للأسد إلى قاعدة حميميم، قبل نقله بطائرة روسية إلى موسكو، حيث مُنح حق اللجوء لأسباب إنسانية، لتنتهي بذلك حقبة حكم عائلة الأسد التي استمرت خمسة عقود.
تخلي الأسد عن أنصاره
اتهمت مصادر الصحيفة الأسد بالتخلي عن عائلته الممتدة وكبار معاونيه. وقالت إنه اصطحب في هروبه اثنين من مساعديه المقربين، ياسر إبراهيم ومنصور عزام، المسؤولين عن إدارة أصوله المالية في الخارج، بينما تُركت شخصيات بارزة في نظامه، مثل بثينة شعبان، تبحث عن ملاذ في دول أخرى.
وأضاف التقرير أن أسرته سبقته إلى موسكو، حيث تخضع زوجته أسماء للعلاج من السرطان، بينما انضمت ابنته زين إلى والديها قادمة من أبو ظبي.
خلافات داخل النظام والهروب الجماعي
أبرز التقرير خلافات في صفوف العائلة الحاكمة، مشيرًا إلى أن شقيق الأسد، ماهر، أمر أتباعه بالفرار إلى لبنان قبل أن يتجه هو نفسه إلى العراق. وفيما فر آخرون إلى الإمارات وروسيا، لا يزال مصير شخصيات بارزة مثل علي مملوك غامضًا.
النهاية المفاجئة
ذكرت الصحيفة أن المعارضة المسلحة أعدت لعملية الإطاحة بالنظام طويلًا، بينما كان الأسد يعتقد أن انتصاراته العسكرية ستؤدي إلى إعادة تأهيله سياسيًا على الساحة الدولية. إلا أن انهيار النظام جاء سريعًا، وسط تخلي روسيا وإيران عن دعمه نتيجة انشغالهما بأزمات أخرى.
واختتم التقرير بالإشارة إلى حالة الغضب والإحباط بين الموالين للنظام، الذين اعتبروا أن تخلي الأسد عنهم كان بمثابة “خيانة”.