صحيفة: صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل: تقدّم ملموس أم تفاؤل مبالغ فيه؟
غزة – المواطن
حجّمت تقارير إسرائيلية، اليوم الأربعاء، موجة التفاؤل المحيطة بإمكانية التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. وعلى الرغم من التقدّم الذي أُحرز بفضل جهود الوسطاء، تشير هذه التقارير إلى استمرار وجود فجوات كبيرة تعيق الاتفاق النهائي.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حول قرب التوصّل إلى الصفقة “أقرب من أي وقت مضى” قوبلت بتقدير حذر من مسؤول أميركي رفيع قال: “إنها مسألة وقت فقط”. ومع ذلك، أضاف مسؤول إسرائيلي أن “الأمور لم تنضج بعد”، مؤكداً أن الصفقة لا تزال تواجه تحديات كبيرة.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى احتمال أن يتوجّه كبار المسؤولين إلى القاهرة لإتمام الصفقة، مع بقاء ممثلي حماس في غرفة منفصلة، موضحاً أن “الكثير من المعلومات غير الدقيقة تُسرّب إلى الإعلام”.
وعلى الرغم من التقدّم الكبير في المفاوضات، حذّرت مصادر مطّلعة من الإفراط في التفاؤل، مشيرة إلى أن الهدف المأمول هو إبرام الصفقة خلال هذا الشهر، ربما تزامناً مع عيد الحانوكا اليهودي، أو على أبعد تقدير قبل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.
في السياق ذاته، كشفت قناة كان 11 العبرية عن تحديات تواجه حماس في الوصول إلى جميع المحتجزين المفترض إطلاق سراحهم ضمن الاتفاق. كما أفادت بأن الحركة تصرّ على تقليص عدد الأسرى الذين تشملهم المرحلة “الإنسانية”، مما يشكّل عقبة إضافية.
ووفقاً لموقع واينت العبري، من المتوقع أن تشمل المرحلة الأولى من الصفقة وقفاً لإطلاق النار في غزة لمدة سبعة أسابيع، يليها مفاوضات حول المرحلة الثانية التي ستتضمن إطلاق سراح جميع الجنود الإسرائيليين وإعادة جثامين المحتجزين. في المقابل، ستُطلق إسرائيل عدداً كبيراً من الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الثانية، وهو ما وصفه مسؤولون بـ”التحدي الكبير لاستيعابه داخلياً”.
وفي ظل انتقادات واسعة داخل إسرائيل، صرّح رئيس حزب “ديغيل هاتوراه” الحريدي، موشيه غافني، بعد لقائه عائلات المحتجزين الإسرائيليين: “الحكومة تسير نحو صفقة جزئية على مراحل، لكنني أريد صفقة شاملة تشمل جميع المختطفين”.
تأتي هذه التطورات في ظل حراك مكثّف للوصول إلى اتفاق ينهي التصعيد المستمر في قطاع غزة، مع بقاء الكثير من النقاط العالقة بين الطرفين.