أخــبـــــارخاص المواطن

عبد العاطي: صفقة تبادل الأسرى على الأبواب وسط مناورة نتنياهو

خاص – المواطن

أكد الإعلامي عبد الحميد عبد العاطي، رئيس تحرير قناة المواطن الإعلامية، أن صفقة تبادل الأسرى “سترى النور قبل بدء ولاية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب”. لكنه أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل المراوغة حتى الرمق الأخير، سعيًا للحصول على امتيازات إضافية وضمان صفقة تتناسب مع مصالحه السياسية والشخصية تضمن بقاؤه.

وأضاف عبد العاطي في تقدير موقف نشره عبر المنصة الإعلامية للقناة، أن التحركات الإسرائيلية تعكس رغبة نتنياهو في استغلال الفرصة لتحقيق مكاسب داخلية، في ظل أزمته السياسية وشعبيته المتراجعة.

تأتي هذه التحركات في إطار محاولة إدارة بايدن لتحقيق إنجازات دبلوماسية كبرى في الشرق الأوسط قبل انتقال السلطة، في وقت تتسارع فيه التطورات على مختلف الجبهات في المنطقة مع التركيز على تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، واستعادة المحتجزين، ورسم مستقبل جديد لسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

بحسب صحيفة “واشنطن بوست”، تعمل الإدارة على إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي طال انتظاره، في مسعى لاستعادة المحتجزين في القطاع. وتأتي هذه الجهود في ظل جولات دبلوماسية مكثفة لمسؤولي الإدارة، من بينهم مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الذي زار إسرائيل وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

قال سوليفان للصحفيين في إسرائيل: “هدفنا هو إبرام هذه الصفقة خلال هذا الشهر”. وأضاف أنه يشعر بأن نتنياهو “مستعد لعقد اتفاق”، مؤكداً أن إدارة بايدن نسقت عن كثب مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب لضمان استمرارية الجهود، وأشار إلى أن الولايات المتحدة، بغض النظر عن الحزب الحاكم، ترغب في إنهاء الأزمة.

ترامب، الذي يستعد لتولي السلطة، قال في مقابلة مع مجلة “تايم” إن الأمور “تجري بشكل بناء للغاية” في الشرق الأوسط، مضيفاً أن نتنياهو يثق به لحل الأزمة.

وكان ترامب قد صرح مؤخرًا أن إدارته الجديدة ستدعم أي جهود تؤدي إلى عودة الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، ما أثار تكهنات بوجود ضغوط أمريكية على إسرائيل لإبرام الصفقة قريبًا.

بالإضافة إلى جهود غزة، تتحرك إدارة بايدن في سوريا لتأمين انتقال سياسي مستقر مع منع عودة ظهور تنظيم داعش. زار الجنرال مايكل كوريللا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، سوريا لمناقشة التطورات مع القوات الكردية، بينما زار وزير الخارجية أنتوني بلينكن تركيا، حيث اجتمع مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

ناقش بلينكن وأردوغان أحدث التطورات في سوريا، بما في ذلك أمن الحدود والحرب ضد داعش. وأكد بلينكن على ضرورة دعم انتقال سياسي بقيادة سورية، وشدد على أهمية استمرار التحالف الدولي في تنفيذ مهماته.

في السياق ذاته، قالت “واشنطن بوست” إن الجنرال كوريللا توسط في اتفاق أدى إلى انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المناطق المتنازع عليها مع القوات المدعومة من تركيا في مدينة منبج، بهدف منع أي تصعيد عسكري.

وفي تصريحاته، حذر سوليفان من المخاطر المحتملة في سوريا، مثل الفراغات في السلطة التي قد تؤدي إلى صعود جماعات إرهابية أو تشكيل حكومات تحمل نوايا عدائية تجاه إسرائيل.

الجزء الأكبر من زيارة سوليفان ركز على مفاوضات غزة، حيث أشار إلى تفاؤل متزايد بشأن صفقة إطلاق المحتجزين، خاصة بعد اغتيال إسرائيل لقادة في حماس وحزب الله، ووقف إطلاق النار في لبنان.

قال سوليفان: “أعتقد أننا اقتربنا من تحقيق هدفنا. هل سيتحقق ذلك؟ لم يتضح بعد، لكننا عازمون على المحاولة حتى اللحظة الأخيرة.”

وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن المفاوضات بين الطرفين حققت تقدمًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة.

ووفقًا لمصدر إسرائيلي، أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، خلال زيارته لتل أبيب، أن إسرائيل مستعدة للمضي قدمًا في تنفيذ صفقة التبادل.

وأفادت قناة “كان” الإسرائيلية أن فرص التوصل إلى صفقة تبادل أسرى أصبحت أكبر هذه المرة، نظرًا لأن المفاوضات تُدار من قبل كبار قادة حركة حماس في الخارج، وليس في قطاع غزة، ما يمنح المفاوضات طابعًا مختلفًا وأكثر جدية.

وأضافت القناة أن الخطوط العريضة للصفقة المقترحة تنص في مرحلتها الأولى على إطلاق سراح كافة النساء من الأسرى، مشيرة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تعتقدان بوجود تحول في موقف حركة حماس، ما يعزز احتمالية التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الضغوط تتزايد على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل أسرى.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أنه تم جمع 600 توقيع من رؤساء سلطات محلية وأعضاء في حزب الليكود لتشجيع نتنياهو على اتخاذ خطوة نحو إتمام الصفقة.

وأوضحت القناة أن نوابًا من حزب الليكود بعثوا برسالة إلى نتنياهو يحثونه فيها على المضي قدمًا في المفاوضات، مشيرة إلى أن مصدرًا أمنيًا إسرائيليًا أكد أن إسرائيل “أقرب ما تكون” لإتمام صفقة تبادل منذ الصفقة الأخيرة.

من جانبه، طالب زعيم حركة شاس، وفقًا للقناة 13، نتنياهو بإبرام الصفقة “بأي ثمن” لإعادة الأسرى.

وفي سياق متصل، شهدت تل أبيب مظاهرة لعائلات الأسرى أمام السفارة الأمريكية تزامنًا مع زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في محاولة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتعجيل إتمام الصفقة.

زر الذهاب إلى الأعلى