الكشف عن تفاصيل وثيقة سرية للنظام السوري قبل انهيار نظام الأسد
دمشق – المواطن
أفادت وكالة “رويترز” بأن مراسليها في دمشق عثروا على وثيقة داخل مقر المخابرات الجوية، تبرز تدهور التنظيم والروح المعنوية لقوات الجيش السوري خلال الأسابيع التي سبقت سقوط النظام.
ووفق التقرير، أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في 28 نوفمبر أوامر بوضع جميع القوات في حالة استعداد قتالي. ومع ذلك، كشفت الوثيقة أن المخابرات الجوية السورية، المقربة من عائلة الأسد، اتهمت عناصرها بالتراخي، خاصة بعد أن سيطرت المعارضة المسلحة على نقطة تفتيش في الجنوب مطلع ديسمبر. كما تضمنت الوثيقة تهديدات بعقوبات شديدة في حال عدم الالتزام بالقتال.
ورغم هذه الأوامر، أظهرت تقارير ميدانية وشهادات نقلتها الوكالة أن عدداً متزايداً من الجنود والضباط بدأوا في الفرار من مواقعهم، مفضلين ارتداء ملابس مدنية والعودة إلى منازلهم. وأفاد مراسلو “رويترز” الذين دخلوا دمشق بأن زي الجنود العسكري لا يزال متناثراً في شوارع المدينة.
كشفت “رويترز”، استناداً إلى مقابلات مع ضباط ومنشقين، أن الجيش السوري كان يعاني من تفشي الفساد وضعف الروح المعنوية. كما أشار ضباط، من بينهم منشقون وضباط سابقون، إلى تصاعد الغضب في صفوف العسكريين بسبب عدم تحسين الرواتب أو الظروف المعيشية، رغم التضحيات الكبيرة التي قدموها خلال الحرب.
وأشار تقرير الوكالة إلى أن الغضب لم يقتصر على الجنود، بل امتد إلى الضباط من الطائفة العلوية، الذين أبدوا استياءً متزايداً تجاه الرئيس السابق بشار الأسد.
أوضحت الوثائق الاستخباراتية وشهادات 12 مصدراً، من بينهم منشقون وضباط كبار ومصادر أمنية، أن الجيش السوري اعتمد بشكل كبير على الحلفاء الأجانب، خاصة إيران وحزب الله، لتوفير الدعم العسكري والقيادة الميدانية.
ومع ذلك، غادر العديد من المستشارين العسكريين الإيرانيين سوريا في الربيع الماضي، عقب سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية. كما انسحب مقاتلو حزب الله في أكتوبر للتركيز على الصراع مع إسرائيل في لبنان.
وأفادت المصادر أن مغادرة الحلفاء الأجانب تسببت في تفكك مركز القيادة والسيطرة للجيش السوري، ما تركه دون استراتيجية دفاعية واضحة، خاصة في مدينة حلب، وأدى إلى انهيار القدرة القتالية للنظام.
يذكر أن هذه التطورات سلطت الضوء على التحديات الكبيرة التي واجهها النظام السوري قبيل سقوطه، في ظل ضعف التنظيم الداخلي واعتماده شبه الكامل على الحلفاء الخارجيين.