أقلام

حول ما يحدث في سوريا ؟ كتب د. صلاح عبد العاطي

كتب الدكتور صلاح عبد العاطي

في تطور دارماتيكي سقط النظام في سوريا جراء تداخل مجموعة من العوامل الداخلية والإصرار علي التفرد والاستبداد ورفض الحوار الوطني وجملة من العوامل التاريخية السياسية والاقتصادية وزيادة التدخلات الخارجية من المحاور الاقليمية والدولية، وما بين فرح ومنزعج من سقوط الاسد ..

تبقي حقيقة ان سوريا امام امال بإعادة البناء والوحدة والديمقراطية والتنمية وحماية حقوق الشعب والانسان والانتفال لحقبة جديدة ينشدها الشعب السوري، وبين مخاطر وتحديات ليس اقلها التقسيم والفوضي والتشدد والنزاعات العرقية والاهلية، والتدخلات الخارجية سابقا ولاحقا ، ويتوقف الامر علي مواقف الأطراف الداخلية اولا والخارجية ثانيا في اعادة تشكيل المشهد السوري وخاصة بين أطراف متعارضة في الأهداف والرؤية كانت اتفاقها الاهم هو اسقاط الاسد والنظام في سوريا… ولذا الصراع سوف يستمر بين من يرغب بالوحدة والحفاظ علي سوريا ووحدة ارضيها، وبين أطراف دخلية وخارجية تهدف الي تقسيم سوريا والتقاسم للنفوذ الموارد والاراضي والمصالح في إطار اعادة بناء الشرق الأوسط الجديد..

ففي السياسية القوي الدولية والاقليمية تهتم فقط في مصالحها ونفوذها، لذا يتوقف المشهد القادم علي قدرة الأطراف السورية علي الحوار والاتفاق علي رؤية لإعادة بناء سوريا ونظامها السياسي وانجاز المصالحة وبناء واقع افضل لكل ابناءها والحفاظ علي سيادة سوريا وحمايتها من من الفوضي والإرهاب والحد من التدخلات الاجنبية وهذا سناريو محتمل وضعيف وان كان ممكن العمل عليه بدعم معظم الفرقاء ودعم عربي ودولي بما يعزز من الجهود الإغاثية والإنسانية عودة السوريين من الخارج والانتقال التدريجي الي مرحلة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وبناء مؤسسات الدولة علي اسس غير طائفية وبعيدا عن شبح الاقتتال و هيمنة التنظيمات المسلحة المدعومة خارجيا والجماعات الأصولية التكفرية.

فيما السناريو الاخر وللاسف المرجح بان التباينات الداخلية الكبيرة بين مكونات المعارضة السورية المختلفة والتدخلات الخارجية ومصالح القوي العالمية والدول الإقليمية سوف تحول دون امال وتطلعات الشعب السوري ليشكل عندها سناريوا الفوضي والتقسيم الواقع السوري القادم بشكل يذكر بالواقع العراقي واللبيبي هذا ما يخشه السورييين و كل محبي سوريا والمتاثرين بما يحدث فيها..
ولعل فلسطنيا وعربيا ما جري في سوريا يقدم درسا بالغ الاهمية يفرض اخد العبر وتفكير عميق وتدابير تضمن الحكمة وتغاليب المصالح الوطنية والقومية، والحفاط علي الوحدة الداخلية والتماسك المجتمعي وضمان بناء المؤسسات الوطنية علي اسس المشاركة الديمقراطية والحد من التدخلات الخارجية السلبية والاطماع الاستعمارية ، والتصدي المشترك لمجمل الازمات التحديات والمخاطر الإنسانية والوطنية والقومية المحدقة بفلسطين والوطن العربي، وعلي راسها تعزيز وحماية الوجود الفلسطيني المحيد عن النزاعات الداخلية في سوريا ومواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي جرائم الإبادة الجماعية والعدوان ومخططات اسرائيل الولايات المتحدة في بلورة خارطة الاوسط الجديد التي تتسيد فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة ، وصراع النفوذ والمصالح من القوي الاقليمية.

حمي الله سوريا وفلسطين وكل الدول العربية …

زر الذهاب إلى الأعلى