أول تعليق من بشار الأسد بعد سيطرة فصائل المعارضة على مناطق واسعة في شمال سوريا
دمشق – المواطن
قال الرئيس السوري بشار الأسد، السبت، إن بلاده قادرة بمساعدة حلفائها على دحر من سمّاهم “الإرهابيين” مهما اشتدت هجماتهم، وذلك في أول تعليق له بعد أن اقتربت قوات المعارضة السورية المسلحة من مركز مدينة حماة، بعد بسط سيطرتها على كامل محافظة إدلب، وأجزاء واسعة من مدينة حلب ومطارها الدولي.
ونقلت الرئاسة السورية عن الأسد تأكيده، خلال اتصال بنظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن “سوريا مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم، وهي قادرة بمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم الإرهابية”.
في السياق، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في اتصال مع الأسد أن “أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بأمن العراق القومي والشرق الأوسط”، وذلك تزامنا مع هجوم مباغت شنته هيئة تحرير الشام وفصائل سورية حليفة لها في شمال سوريا.
وأورد مكتب السوداني في بيان أنه أكد للأسد أن “أمن سوريا واستقرارها يؤثران في الأمن الاقليمي عموما ومساعي ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط”.
وفي ضوء التصعيد، بحثت الدول الثلاث المعنية بالوضع السوري، روسيا وإيران حليفتا الأسد وتركيا الداعمة للمعارضة “التطور الخطير للوضع” في سوريا. وقالت طهران إن وزير خارجيتها سيزور سوريا يوم الأحد ثم تركيا.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره التركي هاكان فيدان بحثا في اتصال هاتفي “التطور الخطير للوضع في سوريا”، وأكدا “ضرورة تنسيق عمل مشترك لضمان استقرار الوضع فيها”.
وأجرى لافروف اتصالا مماثلا بنظيره الإيراني عباس عراقجي، توافق خلاله الطرفان على ضرورة “تكثيف الجهود المشتركة بهدف ضمان استقرار الوضع في سوريا”.
وفي وقت لاحق، قال متحدث باسم الخارجية الإيرانية إن الوزير عراقجي “سيتوجه إلى دمشق الأحد لإجراء محادثات مع السلطات السورية”، قبل التوجه إلى تركيا لعقد “مشاورات حول القضايا الإقليمية، وخصوصا التطورات الأخيرة”.
ودعت الخارجية الفرنسية في بيان جميع الأطراف إلى “حماية السكان المدنيين” في حلب. وقالت إن التطورات العسكرية “تُظهر الحاجة، بعد مرور 13 عاما على بدء الحرب الأهلية السورية، إلى استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية السورية بدون تأخير، من أجل التوصل أخيرا إلى حل سياسي” ينهي النزاع القائم.
وتشهد سوريا، منذ اندلاع الثورة الشعبية على نظام الأسد في عام 2011، نزاعا داميا أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص، ودفع الملايين إلى النزوح، وأتى على البنى التحتية والاقتصاد في البلاد.