6 شـ_هداء من طلبة الثانوية العامة… نالوا الشهادة العظمى وخطوا طريق نجاحهم بدمائهم
مدلين خلة- المواطن
سباق أيام وسنوات خطته دروبٌ معبدة بالصعاب فتارة هنا اقتحام وتارة سحل وتعذيب، تارة أخرى ضرب وتنكيل، ليست قصة تروى وإنما حياة عاشها طلبة الثانوية العامة في عام الحصاد.
لم يكن سباق واحد بل هو طريق متعدد الشعب، تسير به حاملا حقيبتك متوجها لمدرستك، وفي ذات الحال تحمل حب كبير لوطن محتل وحقد وكره بغيض لعدو احتل أرضك وينكل بك مرة بعد أخرى دون رحمة ورأفة كونك طالب مرحلة فاصلة بحياتك مرحلة تحدد مستقبلك المشرق الذي طالما حلمت به كأزهارٍ يانعة في حقل شوك بغيض.
ما بين حقيقة وسراب، حلم وواقع مؤلم، تتبعثر أحلام فتية جدوا واجتهدوا على مدار اثنتي عشر عاما، فهذا يحلم بأن يصبح طبيبا ليضمد جراح وطنه، وهذا تراه مهندسا معماريا يبني ويشيد كل ما يدمره الاحتلال، وذلك معلم يربى النشء على حب فلسطين والدفاع عنها، وهذا يرى نفسه عكازا يتكئ عليها والده في كبره، وهذا يحلم أن يصبح أول طيارا في الخطوط الجوية الفلسطينية بعد زوال المحتل اللعين، أما آخرهم فكان حلمه دراسة العلوم الشرعية والغوص في معانيها ومكانة فلسطين بها والقائها دروس وخطب في منابر المسجد الأقصى محررا.
أحلام خطت طريقها وحفرت أظافرها بالصخر ابر أصحابها لينالوا ما حلموا به طوال سني دراستهم وان سألتهم، هل ترى حلمك سيتحقق؟ تتسارع الكلمات على شفاههم، نحن هنا أكبر من المحتل وطالما في الجسد حياة سيتحقق الحلم ويصبح حقيقة ويزول الاحتلال ونحن نبقى.
ستة هم حصدوا نتائجهم في وقت مبكر وعلى غير العادة والعذر “شهادة” غيبتها رصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة المحتلة عن فرحة اثنا عشر عاماً من الجد والاجتهاد، ليحصلوا على شهاداتهم مبكراً وقبل كافة الطلبة، حصدوا شهادتهم بدمائهم التي خطوها على طريق الحرية ومواجهة الاحتلال.
لم تكن حقيبة الدراسة لتمنع الطالب الشهيد محمود السعدي “18عاماً”، من الدفاع ببسالة وشراسة عن مخيمه ومسقط راسه حين أراد جيش الاحتلال الإسرائيلي محوه وبتر أجزائه عن الوجود فكان يوم 21/11/2022، يوما حمل فيه شهادة العلم وشهادة الدم شهادة وقعها له وطنه كشجاع مقدام أسد هصور، نال الشهادة العظمى بعد إصابته بجروح حرجة، في البطن، لتعلن فوزه بشرف العلم والكفاح ليعلن أنه أول من حصد نتيجة التوجيهي بشهادة صادقة وروح طاهرة.
وديع عزيز أبو رموز من بلدة سلوان بالقدس المحتلة أبى إلا أن يقابل ربه مرضيا حاصلا على أسمى الشهادات فكانت مجابهة اقتحام الاحتلال عمل مستنكر فبجانب حفظه للمنهج الدراسي حفظ أيضا “فلسطين بلدي وموطني وتفدى بها الأرواح” خرج مدافعا عن بلدته في وجه عصابات البطش فارتقى شهيدا ليعلن حصوله على شهادة حصد بها خيري الدنيا والآخرة.
رصاصة غادرة من قناص احتلال فاشي لا يعرف للرحمة عنوان ولا يفرق بين طالب علم مجاهد طفل وشيخ طاعن بالسن خرجت رصاصة من فوهة بندقية جندي استقرت بجسد الطالب الشهيد أسامة محمود عدوي، أعلنت ثالث شهادة لـ”التوجيهي” قبل اعلانها من وزارة التربية والتعليم.
ليست شهادة اعتيادية شهادة خضبت بصدق وطهر طالب شهيد أبى إلا أن يحقق أهدافه ويسجل اسمه في سجل الشرف الفلسطيني قبل خطه في سجل المتفوقين في نهاية العام الدراسي، الشهيد محمد ماهر تركمان (غوادرة)، حقق حلمه بشهادة فريدة بعدما انطلق في عملية نفذها في الأغوار ليعلن استشهاده واحتجاز جثمانه وحصوله على أعلى معدل فيما حلم به.
خامس هذه الشهادات الطالب أحمد محمد حسين دراغمة، الذي اختار نهج اسلافه وأبى إلا أن يرفع راسه ووالديه عاليا في سماء العز والشرف حصد شهادة برصاصة غادرة أصابته في جسده فكان له ما تمنى.
أيام قليلة وينتهي العام الدراسي تقدم لأول امتحان وخرج منه يخطط للامتحان الآخر ويرى تحصيل أكبر درجات للحصول على معدل مشرف في ختام سنوات الدراسة الـ12، ولكن، كانت رصاصة قاتلة أسبق إليه من حلم خط السعي فيه على قدم وساق يحلم بعالم وردي مليئ بالحب والحنان بعيدا عن الاحتلال عالم تكون فيه فلسطين محررة طريق عودته للمنزل كانت شهادته التي نالها على عجل دون انتظار اعلانها من الجهات الرسمية فكان الشهيد مجدي العرعراوي، سادس شهادات خطت بحرية وشرف تسارعت دقائق حياتها لتعلن حصولها على شهادتي الثانوية العامة وشهادة الخلد والنجاة.