11 لواءً بـ4 فرق… هل يوسّع جيش الاحتلال اجتياحه للبنان؟
القدس المحتلة- المواطن
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي زيادة عدد الفرق المشاركة في الاجتياح البري للأراضي اللبنانية، لتبلغ 4 فرق حتى الآن، بعد إعلانه اليوم الثلاثاء، ضمّ أول فرقة احتياط إلى الفرق والألوية المقاتلة، وهي الفرقة 146. وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع واحد من بدء التوغل البري، ما يعني التوسّع التدريجي في العدوان، وربما نحو عمق الأراضي اللبنانية لاحقاً، بذريعة تحقيق هدف الحرب، وهو “إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان”.
لكن المطامع الإسرائيلية باتت تتجاوز هذا الأمر بكثير، ما قد يفسّر عنف العدوان واستهداف المدنيين، ومواصلة استهداف قيادات حزب الله، والدعوات إلى نزع سلاحه، وإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية، وإضافة أهداف أخرى، بعد أن كان المطلب الأساسي في بداية الحرب الحالية قبل عام، إبعاد قواته إلى شمال الليطاني، ومن ثم المطالبة بتطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 كما تفهمه إسرائيل، وبلغت الأمور حدّ ترويج جهات استيطانية لشقق سكنية في لبنان.
وعلى الرغم من التصريحات الإسرائيلية المتتالية التي تزامنت مع بدء الاجتياح، بأن دولة الاحتلال غير معنية بإطالة أمد الحرب في لبنان، قد يتغيّر الخطاب للحديث عن حرب قد تطول. ووسّع جيش الاحتلال، بضم الفرقة 146 للقتال، التوغّل في البلدات اللبنانية الواقعة جنوب غربيّ البلاد، بحجة تدمير بنى عسكرية تابعة لحزب الله، وهي الذريعة التي يستخدمها في جميع عملياته العسكرية والبرية في العدوان على لبنان، وكلّما ضمّ فرقة جديدة للقتال، فيما يواصل مطالبة المزيد من اللبنانيين بترك بيوتهم ومغادرة مناطق سكنهم في الجنوب.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن التوغّل البري لجيش الاحتلال في لبنان لم يتوسّع بعد إلى العمق اللبناني، بل باتجاه المزيد من البلدات الموجودة على مقربة من الحدود، التي لم يدخلها بعد. وقبل دخول قوات الفرقة إلى لبنان، أعلن الجيش أمس الاثنين، عدة مستوطنات في الجليل الغربي مناطق عسكرية مغلقة، وهي: رأس الناقورة، وشلومي، وحنيتا، وأدميت، بالإضافة إلى قرية عرب العرامشة الواقعة قرب الحدود مع لبنان. وهذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب التي تُعرَّف فيها هذه المناطق على أنها منطقة عسكرية مغلقة، وبالتالي يُمنع دخول المدنيين إليها حتى إشعار آخر. ويشي هذا الإجراء بأن الأمور تتجه إلى تصعيد آخر، فيما لم يتوقف سماع دوي القصف طوال الليلة الماضية في أنحاء الجليل، وسط ترجيحات بأنه ناجم عن قصف مدفعي إسرائيلي، بعضه من البحر.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي بدء العملية البرية في عدة بلدات في جنوب لبنان. وادّعى الناطق بلسانه دانيال هغاري، في حينه، أن العملية العسكرية تركّز على معاقل حزب الله في البلدات القريبة من الحدود، والتي تشكّل خطراً على مستوطنات الشمال وبلداته. ويرافق العملية قصف من الجو وقصف مدفعي. وبدأ الاجتياح مع الفرقة 98، إحدى أبرز فرق النخبة، التي تضم عدة ألوية، منها لواء المظليين، والكوماندوز، ولواء 7 مدرّعات، قبل أن تنضم إليها في اليوم التالي الفرقة 36، ومن ألويتها لواء جولاني.
ويوم أمس الاثنين، أعلن جيش الاحتلال بدء قوات الفرقة 91 (فرقة الجليل) التي تضم لواء الاحتياط 3، ولواء الاحتياط 8، ولواء ناحال الشمالي 228، “عملية برية محدودة ومحددة الهدف في منطقة جنوب لبنان. وفي المقابل، تواصل قوات اللواء 769 الأعمال الدفاعية على الحدود”. وبإعلانه اليوم أن الفرقة 146 “بدأت أمس بعملية برية محددة في منطقة جنوب لبنان”، يرتفع عدد الفرق التي تشارك في العدوان البري إلى أربع فرق عسكرية في غضون أسبوع واحد، تضم 11 لواءً في الجيش، منها 6 ألوية احتياط.
وتُعدّ الفرقة 146، وفق بيان لجيش الاحتلال، “فرقة الاحتياط الأولى التي تنخرط في القتال في جنوب لبنان، في إطار حملة سهام الشمال، حيث تعمل القوات برفقة قوات مدفعية وقوات إضافية، وذلك بهدف كشف بنى تحتية للعدو وتدميرها. وتضم الفرقة قوات اللواء 2 واللواء 205″، ويأتي انخراطها في الهجوم، “بعد عام كانت تهتم فيه بأنشطة دفاعية على الحدود الشمالية – الغربية”. وقال قائد الفرقة العميد يفتاح نوركين، مخاطباً جنوده: “لقد ظن العدو أن هذه ستكون معركة استنزاف، وأنه سيهاجم أراضينا ويضعفنا، ولكننا سنهاجمه ونضربه بقوة كبيرة”.
وبحسب موقع ويكيبيديا بنسخته العبرية، تضمّ كلّ فرقة لجيش الاحتلال بين 13 و20 ألف جندي، ما يعني أن عشرات آلاف الجنود يشاركون في العملية البرية، هذا فضلاً عن سلاح الجو، والبوارج التابعة للبحرية الإسرائيلية.
في غضون ذلك، أوعز قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اللواء أوري غوردين، في لقاء مع رؤساء سلطات محلية في المنطقة الشمالية، بالاستعداد لعودة السكان في غضون بضعة أسابيع، في ظل ما اعتبره “إنجازات” الجيش في جنوب لبنان. واستعرض غوردين صورة الوضع الأمني، معتبراً أنه جرى التخلص من بعض التهديدات التي أحاطت بالمستوطنات والبلدات، إثر الضربات التي تلقّاها حزب الله في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما منذ بدء العملية البرية. واقترح على بعض البلدات والمستوطنات، الاستعداد، على سبيل المثال، على مستوى عودة جهاز التربية والتعليم في غضون أسبوع.
وذكرت القناة 12 العبرية، أنه سرعان ما أثارت أقوال غوردين، حول إمكانية العودة، الكثير من ردود أفعال بين رؤساء السلطات في الشمال. وقال رئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شتيرن، رداً على ذلك: “لكي أكون واضحاً، لن يعود أحد إلى منزله حتى يُزال التهديد الذي يواجهنا كلياً”. وأوضح غوردين بدوره، أنه لا يقصد المستوطنات القريبة جداً من الحدود، مثل المطلة، ومسكاف عام، والمنارة، وكفار جلعادي، بل تلك البعيدة نسبياً عن السياج الحدودي، على مسافة حوالى كيلومترين من الحدود، مثل ليمان في الجليل الغربي، ومستوطنات أخرى في القطاع الشرقي.
وبحسب القناة، فإن من أهداف “المناورة البرية المحدودة في جنوب لبنان، تدمير بعض القرى (اللبنانية) القريبة من الحدود، على مسافة بضعة كيلومترات من البلدات الإسرائيلية، من أجل خلق التأثير النفسي (المطلوب لراحة نفس الاسرائيليين)، بمعنى أن المشاهد عبر الحدود ستكون على نحو يغرس الثقة بين السكان (الإسرائيليين). ومع ذلك، فإن حزب الله لديه قوة نيران لمسافات أطول، مثل إطلاق القذائف المضادة للدروع، وبالتالي يجب إبعاد المنظمة… إلى ما بعد الليطاني. وربما إبعاد من هذا النوع يتطلب اتفاقاً”.
يذكر أن جيش الاحتلال اعترف حتى الآن بمقتل 10 جنود منذ بدء الاجتياح البري للبنان، إضافة إلى عشرات الجرحى، فيما يتحدث حزب الله عن عدد أكبر بكثير.