أقلام

وقف الصفقة سيعرقل اليوم التالي لما بعد الحرب – كتبت أمينة خليفة

كتبت أمينة حليفة

فاجأتنا حركة حماس، قبل أيام، بتأجيل إطلاق سراح الدفعة السادسة للرهائن، في الوقت الذي هددت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي هي الأخرى باستئناف الحرب على غزة، بينما لوحت دولة قطر بخطر انهيار المرحلة الأولى من الصفقة.

وكانت “كتائب القسام” الجناح المسلح لحركة “حماس”، قد قررت تأجيل تسليم الرهائن الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم يوم السبت الموافق 15 شباط/فبراير 2025 حتى إشعار آخر، وبررت ذلك بالرد على “عدم التزام” إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في الوقت الذي عاد فيه الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى إسرائيل بعد تعثر مناقشات المرحلة الثانية من صفقة التبادل.

وبموجب هذا القرار، سيتم تأجيل تسليم الأسرى الذين كان من المقرر الإفراج عنهم، وأبلغت “حماس” الوسطاء بأن الضمانات الأمريكية بوقف إطلاق النار لم تعد قائمة في ضوء خطة ترامب لتهجير سكان غزة.

تلك القنبلة التي رمتها حركة “حماس” في ميدان الحرب في غزة، سيعرقل بالتأكيد صفقة تبادل الأسرى، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى مزيد من اشتعال الأحداث وتطور الحرب الإسرائيلية داخل القطاع والتي لن يدفع ثمنها سوى المدنيين، فدائما تبحث “حماس” عن مكتسبات سياسية على حساب الشعب، فبأي منطق تقرر إتخاذ قرار مثل هذا، وتهدد بوقف الصفقة، وما الضمانات التي تريدها لكي تستمر الصفقة؟!

” حماس” تدرك جيدا أن وقف الصفقة سيعرقل اليوم الثالي لما بعد الحرب، وبالتالي سيقتل آمال الشعب الغزاوي في التهدئة والاستقرار والعودة إلى بيوتهم والعيش في استقرار، كما سيهدد بالتأكيد خطة إعادة إعمار غزة من جديد، وسيعمل على استفزاز إسرائيل لارتكاب مزيد من المجازر في حق الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن “اللعبة السياسية” التي تمارسها حماس بعد أكثر من عام وشهور على الحرب.

ربما أن المطلوب عربيا خاصة من الدول الوسطاء كقطر ومصر، هو الضغط على حماس، واستخدام بعض الأدوات لممارسة نفس الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لإقناعها باستمرار الصفقة وعدم خرقها، فإقناع الطرفين بتنحية المكاسب السياسية جانبا، والتفكير الجدي في حياة الأسرى من الطرفين، ومصلحة الشعبين في حياة هادئة وسلام دائم!

ونعود للتأكيد بأنه على حركة “حماس” أن تراعي حالة الترقب التي يعيشها أهالي الأسرى الفلسطينيين، وأن تتخلى عن محاولات الاستعراض من خلال ممارسة أسلوب الحرب النفسية، ومحاولة إثبات أنها الطرف الرابح في الحرب، لأن رغبة الأهالي في الأمن والسلام والحياة الهادفة هو الهدف الأسمى والأكثر منطقيا للمرحلة الحالية في غزة.

أيضا، لابد أن دولة الاحتلال هي الأخرى تراعي حياة رهائنها، وأن يبتعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استفزاز العالم واستعراض عضلاتها والرقص على جثث أطفال غزة، والزعم بأنه الرابح في هذه الحرب الخاسرة.

يخشى الوسطاء انهيار الصفقة وكذلك اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بسبب رغبة “حماس” في بعض الضمانات بعدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار

أما بالنسبة للضمانات الإسرائيلية، والتي تشمل إبعاد قيادة حماس عن غزة، وتفكيك الجناح العسكري لحماس، والإفراج عن جميع الرهائن، فإذا تم قبول هذه الشروط، فمن المفترض أن تؤدي إلى إنهاء الحرب من جانب إسرائيل، ولكن من المتوقع أن ترفض حماس ذلك، وتتعقد الصفقة أكثر.

وبينما مع المطالبات المستمرة من الوسطاء باستكمال الصفقة للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع لما يقرب من عام وأكثر، يظل تعنت حماس وإسرائيل قائما لحين إشعار آخر.. ولكن من يكترث بحياة الأسرى أو حياة أهالي غزة؟!

زر الذهاب إلى الأعلى