أخــبـــــارفيديو المواطن

هل ينفذ ترامب خطة تهجير سكان قطاع غزة ؟ ألكسندر دوغين يجيب (فيديو)

استضافت شاشة الغد، ييوم الجمعة، الفيلسوف وعالم الاجتماع والسياسة الروسي ألكسندر دوغين في لقاء خاص أضاء فيه على العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وحول عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قال إنه يجب النظر إلى هذا الأمر أولًا من منظور تاريخي، مشيرا إلى أنه لا تزال الدوافع التي استند إليها قادة حركة حماس لتنفيذ الهجوم على إسرائيل «غير مفهومة تماما».

وأشار إلى أن نتائج تلك العملية «التي أدت لتغيرات إقليمية واسعة»، قائلا «سنجد أنه بعد هجوم حماس على إسرائيل، تم تدمير غزة بالكامل، وقتل قادة حزب الله نتيجة لهذه الهجمات، وتمت أيضا الإطاحة بنظام الأسد، وتعرضت القوات الإيرانية لضربات قاسية، وتم القضاء على محور المقاومة في الشرق الأوسط بالكامل تقريبا».

«عمل وحشي»
وأكد الفيلسوف الروسي أنه لم يعد هناك تعاطف مع إسرائيل جراء ما فعلته من عدوان في قطاع غزة، مشيرا إلى أنها استنزفت الرصيد الأخلاقي الذي اكتسبه اليهود بسبب المحرقة الفظيعة خلال حكم هتلر، و«هذا أمر خطير جدا بالنسبة لليهود بشكل عام ولإسرائيل على وجه الخصوص».

وتابع قائلا إن الفلسطينيين وجدوا أنفسهم، بوصفهم قوة مقاومة، في موقف الرهائن، معتبرا أنها «كانت ضربة هائلة لفلسطين، وللأسف، أقول ذلك».

واعتبر دوغين أن «هذه ليست الطريقة التي يتم بها النضال من أجل الحرية، والدولة، والعدالة»، وكان يجب أن يتبَع ما قامت به إسرائيل رد فعل عربي موحد، بحيث يقف العالم العربي إلى جانب الفلسطينيين فور بدء العملية البرية في غزة، وأن يتجاهل العرب كل المحظورات والانخراط في دعم الشعب الفلسطيني.

وضع دولي جديد
واعتبر أن أفعال حماس أدت إلى خلق وضع دولي جديد، حيث أصبح التهجير الكامل للفلسطينيين من قطاع غزة خيارا مطروحا للنقاش مثل ما يفعله ترمب.ومن الواضح أن هناك معارضة لهذا التوجه من قبل روسيا ومعظم دول العالم.

وأضاف «لا يمكننا فقط إلقاء اللوم على نتنياهو أو ترمب وكأننا لم نكن نعلم ماهية إسرائيل، أو كأننا لم نكن نعرف أفكار اليمين الصهيوني، أو كأننا لم نكن نعلم بمدى صداقة ترمب بنتنياهو…، ولكن السؤال الحقيقي هو: هل نحن مستعدون لمواجهة هذا الصراع العسكري؟ الجواب:لا. علينا أن نقبل الواقع كما هو».

واستشهد المفكر الروسي بالحالة الأوكرانية، قائلا إن أوكرانيا، عندما لم تكن تمتلك القوة الكافية بمفردها، لجأت إلى تحالفات. أما في حالة حماس، «فقيادتها لم تتصرف بعقلانية ولم تعمل على بناء تحالفات سياسية وعسكرية قوية. إذا كنت تسعى للحصول على الاعتراف السياسي، فعليك بناء تحالفات قوية حتى وإن كنت الطرف الأضعف».

ومن وجهة نظره أنه كان يجب التنسيق مع باقي الفصائل الفلسطينية، وكان ينبغي أن يكون هناك تحرك فوري من جميع الجبهات، كإطلاق انتفاضة في الضفة الغربية، مع هجوم من غزة، وانتفاضات فلسطينية داخل إسرائيل، ثم تدخل حماس بشكل فاعل في اللحظة التي بدأت فيها العملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وانضمام إيران والحوثيين وقوى أخرى إلى الصراع.

ترمب وغزة
وقال إن خطة ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة يجب أن تواجه بحجة قوية وأضاف «قدموا له حجة مقنعة» في مواجهة خططه التي يستند فيها على القوة وإلا فسيكون رده: «وماذا أنتم فاعلون؟».

وانتقد المفكر الروسي العالم الإسلامي، قائلا إنه «لم يحقق أي درجة من التماسك، أو الوحدة، أو التنسيق المشترك الذي يجعله قوة ذات تأثير حقيقي على الساحة الدولية»، وأضاف «انظروا إلى روسيا، من أجل إثبات وجودها كقوة عالمية، خاضت هذه الحرب المروعة في أوكرانيا، وفرضت الصين قوتها الاقتصادية. والهند تعمل الآن على تعزيز نفوذها السياسي».

وأكد دوغين أن الاستعمار لم يتوقف، وكان قاسيا في بعض الأحيان، ولم يكن مجرد استغلال ناعم أو مقنّع. في بعض الحالات كان استعمارا مباشرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكنه كان مغلفا بمفاهيم إنسانية مختلفة لإخفاء طبيعته الحقيقية.

وأشار إلى أن روسيا تقف مع نظام عالمي متعدد الأقطاب يسوده السالم، وهي تلتزم بموقفها الداعم لحل الدولتين، وتدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله وكرامته، وستعارض بشدة أي تطهير عرقي في غزة أو في الضفة الغربية.

الفخ السوري
وحول التطورات في سوريا، أعرب عن ظنه أن ترمب لن يقع في «الفخ السوري»، لأنه سيكون مؤشرا على ضعف روسيا وعجزها عن دعم حلفائها في المنطقة.

واعتبر أن مسار الأمور في سوريا سينتهي بتصعيد جديد، وستكون سوريا ممزقة بالكامل، فالكرد طرف، والقوى الموالية لتركيا طرف آخر، والقوى العربية طرف ثالث. «أعتقد أن المواجهات الخطيرة ستندلع بينهم قريبا، والأسوأ لم يأتِ بعد».

وتابع «ربما ستظل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، أو قد يتم نقلها إلى السودان أو إيران.

وأكد العالم السياسي أن روسيا لن تغادر المنطقة. لكن مطالبتها باتخاذ إجراءات قوية في هذه اللحظة هي أمر غير ممكن. وقال «نحن قادرون على تقديم الدعم السياسي للدول العربية، وحتى بعض الدعم الاقتصادي لكننا لا نستطيع حاليا تحمل مسؤولية الشرق الأوسط. هذا قد يكون في مرحلة لاحقة».

وبشأن الرئيس السوري الأسبق بشار الأسد اللاجئ في روسيا والذي يطالب سوريون بتسليمه إلى سوريا، أكد أنه «تحت أي ظرف من الظروف لن تسلم روسيا بشار الأسد».

الأكراد
وأكد أن الولايات المتحدة ستدعم استقلال الكرد لأن هذا جزء من السياسة الإسرائيلية تجاه الدولة الكردية، ورأى أن روسيا ستقول للرئيس التركي «ليس لنا علاقة بالأمر، أنتم خذلتمونا في لحظة حرجة، ولن نقدم أي دعم حقيقي».

واتهم أردوغان باستغلال ضعف روسيا والوقوع في الفخ الذي نصبته له إدارة بايدن. «لقد ضحى بالاتفاقات مع روسيا من أجل مصالح قصيرة الأجل».

وأكد أن هناك صراعا وشيكا بين القوى الموالية لتركيا والقوى العربية في سوريا، لأن المصالح هناك متضاربة. وستصبح الدول العربية، مثل السعودية وقطر، أكثر تأثيرا، في حين سيتراجع نفوذ تركيا تدريجيا.

ترمب وإيران
واعتبر المفكر الروسي أن ترمب سيواصل دعم نتنياهو في مواجهة إيران، لكنه ًلا يريد أن ُيذكر في التاريخ بكونه الشخص الذي بدأ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وأكد أنه إذا كان هدف ترمب هو تحقيق السلام، فربما يدعم نتنياهو في صراع ضد إيران، لكن السماح بضرب المنشآت النووية لا يتماشى مع أسلوبه.

وأضاف أن ترمب يعتقد أن هناك العديد من الطرق الأخرى لإجبار إيران على اتباع مسار يتوافق مع خططه.

وأشار إلى أن هناك فارق بين التطهير العرقي في غزة والضربات الجوية على القواعد العسكرية، معربا عن اعتقاده أن التطهير العرقي، بالنسبة لترمب، قد يكون مقبوًلا مبدئيا، ولكنه قد يقترح في المقابل تعويضات اقتصادية للفلسطينيين.

وأوضح «أتفهم أن هذا أمر مرعب لكنه ليس كالضربات الجوية النووية، من الواضح أن ترمب ضد إيران كما أنه لا يحب الإسلام، وإلا لما عين هيغسيث وزيرًا للدفاع وهو أحد منظري الإسلاموفوبيا».

وتابع أنه يجب على العالم الإسلامي أن يدرك «أن من يكرهكم بشدة الآن هو وزير الدفاع الأميركي، وبالطبع سيجري تعديلات لأولئك الذين سيكونون مستعدين لمتابعته، ولكن بشكل عام، الشروط قاسية للغاية».

ترمب والأزمة الأوكرانية
وحول رؤية روسيا لموقف ترمب من الأزمة الأوكرانية خاصة في ظل مساعي الإدارة الأميركية لإنهاء الحرب و انتقاداتها للرئيس الأوكراني ، قال المفكر الروسي إن هناك عدم ثقة كبير بترمب، «لقد كنا في صراع معه، وكان عدوًا لنا لكن بشكل عام، يمكن وصف المشاعر داخل المجتمع الروسي بأنها مزيج من الحذر والتفاؤل الحذر».

وتابع «ترمب يريد إنهاء الحرب الأوكرانية بسرعة وإلقاء اللوم على الإدارة السابقة، لذلك، سيكون مستعدًا لتقديم تنازلات كبيرة لروسيا، ولكن حتى هذه التنازلات ستكون أقل بكثير مما نعتبره الحد الأدنى المقبول لدينا».

وأضاف أنه يمكن لروسيا تحسين علاقتها مع أميركا، وربما تخفيف بعض العقوبات أو بدء بعض المشاريع المشتركة، لكن الحصول على موافقة ترمب على «شروطنا» لإنهاء الصراع سيكون صعبًا للغاية.

وتابع أنه بمرور الوقت، سيدرك ترمب أنه ليس من مصلحته الاحتفاظ بأوكرانيا في وضعها الحالي، وأن الصورة التي روج لها العولميون عن أوكرانيا على أنها «دولة شجاعة تحارب الغزو الروسي» ستتلاشى.

مستقبل الناتو
وحول مستقبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) أعرب عن اعتقاده أن الناتو سيُلغى تمامًا، لأنه لم يعد له معنى.

وتابع «الجيش الأميركي قوي بما يكفي، لكنه يتحمل دولًا صغيرة غير ذات أهمية داخل الناتو، مثل إستونيا، التي تتجرأ على الجلوس بجانب الجنرالات الأميركيين وتطالب ببدء حرب مع روسيا… الوضع أصبح غير منطقي، ومن الواضح أن ترمب سيعيد النظر في ذلك».

وأضاف أن الناتو منقسم، ومن المنطقي بالنسبة لترمب أن يخرج من الحلف، تمامًا كما انسحب من منظمة الصحة العالمية ومن الاتفاقات المناخية.

روسيا وتحالفاتها
هل ستتغير علاقة روسيا مع الصين وإيران؟ وهل سيؤثر التقارب بين موسكو وواشنطن على هذه العلاقات؟

استبعد دوغين أن يؤدي التقارب الأميركي الروسي على علاقة روسيا مع الصين، وقال «لماذا ينبغي لروسيا أن تبتعد عن الصين؟ الصين اتبعت حتى اللحظة الأخيرة المبادئ الغربية إلى حدّ كبير، لكنها دعمتنا وهي من أنصار النظام العالمي متعدد الأقطاب. ومع ذلك، لا يعتمد أي منّا على الآخر اعتمادًا مطلقًا. إذا كانت روسيا تعتمد على الصين بشكل مفرط، فقد تستغل الصين هذا لصالحها. لكن في الواقع، الصين لا تعتمد علينا كثيرًا، لذا لا يوجد شيء يمكن أن نقدمه لواشنطن في هذا الجانب».

وتابع قائلا إن التخلّي عن الصين أو إيران لا يتماشى مع سلوك دولة عظمى.

واعتبر أن ترمب بصفته سياسيًا واقعيًا، فمن المحتمل أن يقيم علاقات طبيعية تمامًا مع الصين، وأنه إذا حاول تقليص نفوذها في جنوب شرق آسيا، فإن ذلك لا يهم روسيا كثيرًا، وليس من المتوقع أن تتحول روسيا إلى حليف لأميركا ضد الصين.

وبالنسبة لإيران، قال إنها «كانت شريكًا ثابتًا لنا، وقد وقّعت معنا اتفاقًا شاملاً، ونحن ملتزمون به».

وأكد المفكر الروسي أنه حتى لو قامت الولايات المتحدة أو إسرائيل بضربات عسكرية تجاه إيران فإن موسكو ستبذل كل ما في وسعها، لأن الأمر يمسها بشكل مباشر للغاية، وأضاف « إيران تعني لنا الكثير، وسنفعل كل شيء لمنع حدوث ذلك. وأعتقد أن هذا قد يؤدي إلى تصعيد جديد».

وتابع أن هناك العديد من العناصر المعقدة المرتبطة بمشروع «إسرائيل الكبرى». متسائلا: «إلى أي مدى سيتورط ترمب في هذه الاستراتيجية الرهيبة، التي تتضمن موجات جديدة ومتزايدة من الإبادة الجماعية؟». ثم أكد أن من الصعب القول في الوقت الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى