هل يعي حزب الله خطورة الانزلاق لحرب إقليمية على لبنان؟
كتبت .. أمينة خليفة
باتت لبنان هي الأخرى مهددة بحرب مماثلة لما حدث في غزة، فيصر حزب الله على استفزاز إسرائيل وإقحام البلاد في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، ومع زيادة التوتر بين الطرفين يوما بعد يوم، تزداد مخاوف المدنيين من احتمال نشوب حرب شاملة.
حاليا، توجه إسرائيل قذائف يومية نحو الجنوب اللبناني في قرى مزارع شبعا والنبطية وغيرها من مناطق تمركز عناصر حزب الله، فتدمر تلك الصواريخ بيوتا وتقتل مدنيين، كما تتسبب في تداعيات خطيرة تتعلق بالمنطقة ككل.
ومؤخرا، وجهت تل أبيب أعنف تصعيد شهده جنوب لبنان، والذي سقط فيه عدد من المدنيين بين قتلى وجرحى خلال استهداف لقيادات في حزب الله، في بلدات صفد البطيخ ومجدل سلم وشقرا، حيث قتل 516 شخصا معظمهم من المسلحين و104 مدنيين، فيبدو أن هناك حرب شبه باردة لكنها مشتعلة بين الطرفين ولن تهدأ إلا بتسويات سياسية جديدة في المنطقة.
وفي ظل زيادة وتصاعد التهديدات الإسرائيلية لجنوب لبنان وكذلك إصرار حزب الله على التصعيد من ناحيته ضد تل أبيب، يسقط المدنيين ضحايا للطرفين، وتزداد معاناة اللبنانيين أكثر في ظل تأزم الوضع الاقتصادي للبلاد، لأن الحرب ستؤدي بالتأكيد إلى شل الاقتصاد وبالتالي زيادة المعاناة وسوء الأحوال المعيشية.
وفي ضوء تصاعد قرع طبول الحرب، فقد يؤدي هذا التصعيد الثنائي إلى توسع رقعة الحرب لتصبح إقليمية، ومن ضمن الاحتمالات أيضا حدوث اجتياح بري إسرائيلي للبنان، وهذا يدخل البلاد في مسار جديد شبيه بالمسار الفلسطيني، فكل المعطيات الحالية تشير إلى وقوع حرب وشيكة أو احتلال للبنان، في حالة فشل الجهود الدبلوماسية الدولية في دفع حزب الله إلى التراجع عن الحدود الشمالية مع إسرائيل، وكذلك الفشل في إقناع إسرائيل بالكف عن ضرب قرى الجنوب واستهداف المدنيين وتوسيع جبهة الحرب.
وإذا وقعت الحرب فعليا بين حزب الله وإسرائيل، فقد تدخل لبنان مرحلة تاريخية هي الأسوأ على الإطلاق، فمع نقص قدرات حزب الله أمام إسرائيل، فستدخل البلاد في حروب شوارع وجبهة قتال مفتوحة، يدفع ثمنها الشعب وحده
ورغم امتلاك حزب الله ترسانة أسلحة ضخمة، إلا أنه لن يستطيع مواكبة إسرائيل لاسيما وأن الولايات المتحدة الأمريكية تدعمها عسكريا بكل قوة، ولن تقبل بأي انتصار ثان في المنطقة على حساب إسرائيل.
ومن الجهة اللبنانية، فجبهة بيروت تشتعل وسط شكوى اللبنانيين من نقص الوقود، وغيرها من الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها البلاد، ولو استبعدنا سيناريو الحرب وافترضنا سيناريو الإصلاح الاقتصادي فالبلاد تحتاج خطة تعافي لمدة 10 سنوات حتى تنضج ثمارها.
لكن جاء الدعم الجزائر الفوري للبنان بالوقود لمواجهة أزمة الكهرباء، بعدما وجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تَبُّون، بتزويدها فورا بكميات من الوقود لمساعدته على تجاوز الأزمة الحالية في قطاع الكهرباء، وهذا يعتبر دليلا قويا على دعم الأشقاء في الأزمات، لكن هذا الدعم لن يحل مشكلة لبنان بل هو مجرد حل مؤقت للأزمة.
وبعد كل هذه الأوضاع الكارثة وسيناريو الحرب الإسرائيلية الوشيكة والنزيف الاقتصادي المستمر، هل يعي حزب الله خطورة الانزلاق لحرب إقليمية على لبنان؟