هل يؤدي اغتيال السنوار إلى إنهاء الحرب؟
خاص – المواطن
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات الجيش تمكنت من اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار خلال اشتباك وقع في منطقة تل السلطان برفح، حيث كان برفقة قيادي بارز آخر.
تفاصيل الاغتيال
وأفاد مسؤولون أمنيون بأن تواجد القوات الإسرائيلية في المنطقة لم يكن صدفة، إذ كان يُعتقد أن كبار قادة حماس يختبئون هناك.
وفي وقت لاحق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن يحيى السنوار اغتيل جراء قصف دبابة لمبنى كان يتواجد بداخله، وتم العثور على جثمانه خلال عمليات البحث والمسح التي أجريت في المنطقة.
وبحسب القناة 12، فقد أُرسلت طائرة بدون طيار إلى موقع الهجوم، وتمكنت من التعرف على ما يُعتقد أنه جثة السنوار قبل وصول الجنود. كما جرى استدعاء المحققين الذين سبق لهم التحقيق مع السنوار لتأكيد هويته قبل إجراء فحص الحمض النووي.
وأضافت القناة أن المبنى الذي كان يتواجد فيه السنوار كان مفخخاً ويحتوي على كميات كبيرة من الأموال، وهويات مزورة، ووثائق مهمة نُقلت إلى إسرائيل.
من جهة أخرى، أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن العملية لم تتم بتوجيه مباشر من أجهزة الاستخبارات، بل كانت عرضية ونفذتها قوة مشاة تابعة للجيش الإسرائيلي دون مشاركة وحدات خاصة.
وفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، كان يحيى السنوار يرتدي جعبة عسكرية أثناء الاشتباك في تل السلطان برفح.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مصادر أكدت أن القياديين محمود حمدان وهاني زعرب هما اللذان تم اغتيالهما برفقة يحيى السنوار خلال العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في منطقة تل السلطان برفح.
ويُعتبر حمدان وزعرب من الشخصيات البارزة في حركة حماس، وقد كان لهما دور فعال في قيادة العمليات العسكرية والتنسيق بين الفصائل المختلفة.
التداعيات وانتهاء الحرب
أشار مسؤولون أميركيون منذ فترة طويلة إلى أن اغتيال يحيى السنوار ستكون فرصة حاسمة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفقًا لشبكة CNN، فإن هناك تداعيات كبيرة لاغتيال السنوار، وخاصة في واشنطن. إذ يعتبر اغتياله – ربما أكثر من أي شيء آخر – الحدث الذي رآه العديد من المسؤولين الأمريكيين بمثابة نقطة تحول في الحرب بين إسرائيل وحماس، المستمرة منذ أكثر من عام
الهدف الأكثر أهمية
ومع تعثر اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الرهائن لشهور، كان كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية يأملون في أن يتم القضاء على السنوار في نهاية المطاف، مما قد يفتح آفاقاً جديدة غير ممكنة في الظروف الحالية.
وقد رأى المسؤولون الأمريكيون أن السنوار هو الهدف الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل لإعلان انتهاء حربها في غزة.
وحتى في المناقشات حول صفقة شاملة تُعرف بـ”الكل مقابل الكل” – والتي تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل كل الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم حماس – وهي صفقة تُعد بعيدة المنال إلى حد كبير، كان بعض المسؤولين الأمريكيين يرون أن تلك الفكرة قد تصبح ممكنة إذا تم القضاء على السنوار.
هل تقبل حماس التنازلات؟
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، يمكن أن يدفع اغتيال السنوار حماس إلى قبول بعض مطالب إسرائيل، أو يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتصارًا رمزيًا يتيح له الغطاء السياسي اللازم لتخفيف موقفه التفاوضي.
ومنذ اندلاع الحرب، أُجريت معظم محادثات وقف إطلاق النار في مصر وقطر. ومع ذلك، لعب السنوار دورًا محوريًا. ووفقًا لمسؤولين مطلعين على المحادثات، كان يتطلب موافقة السنوار من خلال مفاوضي حماس قبل قبول أي تنازل.
في ظل هذه الاراء والتصريحات للامريكيين فهل تقبل حركة حماس التنازلات لاتمام صفقة تبادل ام تبقى مصرة على رأيها بصفقة أحاكها السنوار قبل الإعلان عن اغتياله؟.
ورغم أن مسؤولي حماس أكدوا سابقًا أن السنوار ليس صاحب القرار النهائي في قرارات الحركة، إلا أن دوره القيادي في غزة وشخصيته القوية جعلاه يتمتع بنفوذ كبير في طريقة عمل حماس، وفقًا لحلفائه وخصومه.
ردود أفعال متبانية
وفي ظل إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال يحيى السنوار تباينت ردود الفعل الغزية والعربية والدولية، حول إعلان الاغتيال، الذي لاقى صدى واسع بين المدونين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال صلاح الدين العواودة، عضو حماس والمحلل السياسي، الذي كوّن صداقة مع السنوار أثناء سجنهما في إسرائيل خلال التسعينيات والألفينيات: “لا يمكن اتخاذ أي قرار دون استشارة السنوار”.
وأضاف العواودة: “السنوار ليس قائداً عادياً، إنه شخصية قوية ومهندس للأحداث”.
المحلل السياسي نظير مجلي، كتب تعقيبا على إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال السنوار، “يحيى السنوار قتلته قوة إسرائيلية أمس الأربعاء.. وتأخر الإعلان سببه “التردد”.
الصحفي إلياس كرام: “الإسرائيليون كانوا يعتقدون أن السنوار يختبئ في الأنفاق ويحيط نفسه بالأسرى المحتجزين للاحتماء، لكن الصور التي نشروها تظهر أنه كان في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية حتى الرمق الأخير”.
مدير مكتب العربية في فلسطين زياد حلبي: “مشاورات أمنية في إسرائيل بعد الإعلان عن اغتيال يحيى السنوار”.
باسم عثمان كتب عبر حسابه على منصة إكس، “شعبنا مش شمتان لكنه يأمل بان ينتهي هذا الكابوس”.
عاصفة سالم قالت، “لا حول ولا قوة الا بالله، حسبي الله ونعم الوكيل، هل تعتقد الحرب انتهت وخلص حيسيبوا الشعب بحاله، على الفاضي، الطغيان مستمر”.
حسام غلاب، كتب “42800 إنسان مات في غزة ماتو بدون سبب بدون هدف او ثمن بدون غاية تكتيكية”.
عدي النجار علق على أحد المنشورات قائلا، “خسارة تكتيكية جديدة”.
أما أملي بربي كبير، فعلقت قائلة، “مات في الميدان وهذا شرف، عاش بطلا ومات موتة الابطال”.
يوسف مليحة كتب، “الشهادة في عرف المقاومة هي مكافأة نهاية الخدمة”.
كرم حويحي علق على منشور آخر بقوله، “شكلنا خشينا في الخسائر الاستراتيجية”.
ومع تباين ردود الفعل بالشارع الغزي، إلا أن إعلان اغتيال السنوار لاقى صدى واسع بين المدونين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تكتف ردود الفعل على الشارع الغزي حصرا بل طالت شخصيات عربية واعلامية، والتي عبرت عن أسفها لنهاية رجل عظيم كما أطلقوا عليه.
الإعلامي في شبكة الجزيرة حسام يحيى غرد عبر منصة إكس: “بعد عام من الروايات الإسرائيلية و روايات أصدقائهم العرب، حول الرجل الذي يختفي ويتنعم في سلاسل الأنفاق، ولا يخرج على الأرض، ويختبيء بين الأسرى، يموت الرجل مرتديًا جعبة عسكرية، في اشتباك فوق الأرض، ليس بصحبته إلا رفيقين، نال أفضل ميتة يمكن أن يتمناها قائد عسكري، تليق به ويليق بها”.
أما الشيخ مالك بن هلال اليحمدي فكتب عبر إكس، “رحل الشيخ المجاهد #أحمد_ياسين وجاء بعده ألف ياسين.. ورحل المجاهد البطل #حسن_نصر_الله فترك من بعده ألف نصر الله ولئن رحل الأسد الهصور #يحيى_السنوار فسيأتي من بعده ألف سنوار ومغوار.. من ظن أن الأبطال يموتون فهو واهم.. ويكفي السنوار فخرا وشرفا وعزة وكرامة أن يستشهد وسلاحه في يده مقاوما مقاتلا، مقبلا غير مدبر؛ فلا نامت أعين الجبناء والمنافقين والمرجفين”.
خبر كالصاعقة نزل على مؤيدي فكر حركة حماس، واعتبروه خسارة كبيرة للشعب، معلقين أنه نصر كبير لرئيس الوزراء الإسرائيلي وخطوة لاكمال أهدافه التي أعلن عنها في بداية حرب الابادة على القطاع، حيث قال عماد أبو يامن، “:ان مات فهو شهيد بطل حي يرزق عند الله وان كان حي يتكفل برزقه ورزقنا الله”.
عبد الله الشريف عبر عن فخره بنهاية الرجل قائلا عبر حسابه على إكس، “مشتبكا كأحد رجاله في الميدان، لم يكن ينعم بالانفاق كما قال المرجفون، ولم يترك أهل غزة وحدهم كما قال المبطلون، هدم روايات الاحتلال في حياته ونسف روايات المنافقين باستشهاده، فلنعم القائد والمقاتل”.
في جانب آخر اعتبر آخرين أن اغتيال السنوار ليس بالشيء الذي يحظى رواجا كبيرا واعتبروه كاي شهيد بقطاع غزة، حيث قال مجدي خليل السياسي، “نهاية سيكوباتى ومريض نفسى خطير تسبب فى مقتل الآلاف وترويع المسالمين وخطف الأبرياء وتدمير قطاع غزة”.
وكتب آخر معبراً “هو مش اغلى من أبني اللي فاقده منذ 7من اكتوبر ولا من بيتي اللي انهدم ولا من دماء عشرات الآلاف من الشهداء الذين قضوا ولم تكن روحه اغلى من دماء شبابنا وقرة العين الذين كانو أسطورة والمقاومة والجهاد والاستبسال بالميدان الذين سطرو اروع الاساطير رحمهم الله شبابنا وقرة العين”.
وعبرت مواطنة من قطاع غزة عبر تعليق لديها على احد المنشورات عبر الفيس بوك قالت فيه: خسائر تكتيكية ما بتتخلد .
في ظل خبر اغتيال السنوار وردود الفعل هذه يبقى السؤال الأكثر تداولا هل سيكون اغتيال السنوار بداية نهاية الحرب على غزة، أم انها بداية مرحلة السيطرة على القطاع؟.
في الصدد يطالب ذوو الأسرى المحتجزين في القطاع، بيد المقاومة، أنه يجب على حكومة نتنياهو استغلال اغتيال السنوار لإعادة أبنائهم وإجراء صفقة تبادل مستعجلة مع المقاومة.
أما المطلعون على الإعلام العبري فيرون أن اتخاذ قرار صفقة التبادل أو التوسع بالسيطرة على قطاع غزة بيد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مرجحين أن من الأهم الان إجراؤه هو الذهاب لصفقة تبادل ووقف الحرب على قطاع غزة.
ويرى مختصون بالشان العبري أن اغتيال السنوار لن يؤثر على سير مباحثات صفقة تبادل الاسرى ووقف العدوان على القطاع، معزين ذلك أن اغتيال قائد في حركة حماس لا يقف عنده سير الحركة وستسير باتجاه تنفيذ شروط المقاومة بصفقة التبادل ووقف إطلاق النار.
وفي ظل هذه الظروف، قد تحتاج الأطراف إلى إعادة تقييم مواقفها وإعادة فتح القنوات الدبلوماسية لتحقيق أي نوع من الصفقة أو التهدئة.
وتم تعيين السنوار، رئيسا للمكتب السياسي لحماس خلفا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في يوليو الماضي.
كما اغتالت إسرائيل حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية في بيروت الشهر الماضي، بالإضافة إلى عدد كبير من أفراد القيادة العليا في الجناح المسلح للجماعة.
وأدت الحرب الإسرائيلية منذ السابع من اكتوبر 2023 إلى استشهاد ما يزيد على 42 ألف مواطنا وتدمير مناطق كبيرة من قطاع غزة ونزوح أغلب سكانه.