«هل علقت داليا عبد الغني المشتقة للرواية الفلسطينية بعملها في قناة i24 العبرية؟»
كتب شريف الهركلي
سنروي حكاية تلك الحمامة البيضاء التي تنزف دماً وتحتضر وجعاً لنكتب بدمائها “الرواية الفلسطينية” إلى أين؟
تهمس كهديل الحمام وتوشوش الإعلام الحر معاتبةً ترهل المؤسسة الإعلامية الرسمية الفلسطينية.
بدموع القهر تشكي حالة الضعف الذي أنهك جسدها لتعيش خيبة الأمل بين “سباق الروايات” أمام قوة الرواية الإسرائيلية.
سنروي قصة المذيعة الفلسطينية داليا عبد الغني، من مدينة القدس، وتخرجت من جامعة القدس، والتي كانت تعمل في تلفزيون فلسطين بعد ست سنوات قدمت استقالتها لتعمل في قناة إسرائيلية، وهذا الخبر الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بحالة من الغصب عقب انتشاره، واستهجنه بشدة رواد التواصل الإجتماعي.
حيث كتب الصحفي فادي العاروري، “كثرانين الصحافيين اللي بشتغلوا في قناة i24 الإسرائيلية، آخرهم صحافية انتقلت من مؤسسة اعلامية رسمية هم نكرة بلا شك وأشواك بسيطة في خاصرة الرواية الفلسطينية، مجموعة عبيد للمال لا أقل ولا أكثر.”
أخاطب العاروري للأسف يا صديقي ضخمتم الخبر !!
وأقول : ماذا صنعت أنت وكافة وسائل الإعلام العامة والخاصة للرواية الفلسطينية؟
للأسف صنعتم “ترند” للخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقدمتم خدمة مجانية للإحتلال لا تُقدر بملايين وكأنكم تعرفون إسرائيل على العالم.
إن الرواية الفلسطينية تستحق الترند أكثر من الخبر السخيف هذا، ويبقى السؤال أين موقف السلطة و وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون؟
وهل يوجد قانون فلسطيني يمنع الصحفيين من العمل في وكالات أجنبية أو إسرائيلية؟
عبد الغني فتاة فلسطينية تطمح لأن تكون إعلامية وبقرارها لن تتخلي عن دينها وفلسطينيتها، فقط بحثت عن مستقبلها المهني، ولن تقاوم الإغراءات الإسرائيلية لتعمل في قناة إسرائيلية بالغة العربية، فقط أخطأت بطموحها القاتل ولكن لا تُجرم وتُنعت بالخيانة، في النهاية هذه حرية شخصية.
أخطأت فقط لأنها تعمل في قناة العدو الصهيوني، ولكن لا يجوز تجريمها فهي لم تبرم صفقة تحت الطاولة لنتهمها بالخيانة التي دائما تأخذ الطابع السري، داليا لم تبيع الأسمنت لبناء الجدار كبعض الشخصيات الوطنية.
وكتب محمود نواجحة المنسق العام للجنة المقاطعة الوطنية قائلاً: “العمل في قنوات إعلام إسرائيلية يتجاوز التطبيع للتعاون مع الاحتلال في محاولاته استعمار عقول شعبنا، لنوقف التنسيق الأمني والطبي والإقتصادي ونموت معاً جوعاً وقهراً ومرضاً، على فكرة علاقتنا لم تكون تطبيع يعيش الشعبين على بقعة من الأرض الفلسطينية، إن طبيعة العلاقة الجغرافية والديمغرافية للشعب الفلسطيني والإسرائيلي تماس ومن حقنا على الإحتلال توفير فرص عمل رغم الصراع والنزاع
حيث أن علاقتنا مصيرية، حاربوا إستعمار الأرض والعقول الفلسطينية.
إن رفض التطبيع العربي هو حالة من التضامن للضغط سياسياً ودبلوماسياً على إسرائيل لنيل الحقوق الفلسطينية.
البعض قال: مدافعاً إذا كان عمل عبد الغني جُرم فلنُصدر قرار بمنع العمال الفلسطينين في العمل داخل الخط الأخضر !!
لامقارنة بينها وبين العمال الفقراء الذين يبحثون عن لقمة العيش، لكنها تبحث عن الشهرة والمال والخبرة.
ماهي الأسباب التي دفعت داليا لترك القناة الرسمية والعمل في قناة عبرية؟ المال أم الخبرة أم الشهرة؟
١. حققت الشهرة لأنها وصل خبرها “ترند” عبر التواصل الإجتماعي.
٢. الخبرة تضرب بعرض الحائط مش أشكال أمام الجاه والمال، لماذا تركتي أسطورة تلفزيون فلسطين وبرامجه النوعية التي جعلت الرواية الفلسطينية ترفرف في كل الأجواء العربية والعالمية!! حتى وصلت لنموذج يُدرس في أغلب الجامعات الدولية.
٣. المال راتبها المنقوص في تلفزيون فلسطين لا يكفي مكياج وملابس، كل ملايين الدنيا فدى تراب الوطن !!!
اسلامياً يجوز عمل المسلم أجيراً عند الكافر يهودياً كان أو غيره، بشرط ألا يعمل في شيء محرم كعصر الخمر، والتجسس على المسلمين، أو العمل في صناعة الأسلحة التي تقتل شعبنا الفلسطيني.
إن الإعلام سلاح قوي فتاك يفوق السلاح البري، الجوي، البحري ويُشرف عليه في اسرائيل رئيس الوزراء والكابينت والموساد والشين بيت لخطورة الإعلام في نقل الرواية الصهيونية للعالم، “يحرم الدين الاسلامي العمل في قنوات عبرية” استناداً لما سبق ووطنياً مرفوض.
إن قلم رصاص أقوى من رصاص البارود الذي يقتل شخص أما الكلمة تقتل ملايين الاشخاص .
وأضاف نواجعة: “كل قنوات الإعلام الإسرائيلية هي جزء من ماكنة البروباغندا الصهيونية يا سيدي قوي ماكنتك الإعلامية لتستطيع مجابهة الرواية الاسرائيلية، يعني عبد الغني عطلت الماكنة الفلسطينية.
دعا عواودة نقابة الصحفيين إلى متابعة الأمر واتخاذ الإجراء المناسب بحق عبد الغني والسلطة وتلفزيون فلسطين لم يعقبا بشىء رسمي.
من الأفضل أن تدعو نقابة الصحفين لترتيب البيت الإعلامي وتنظيم حركة الصحفيين وجيوش الناشطين الإعلاميين الذين يبحثون عن حاضنة لهم والدفاع عن حقوقهم ورفع أجورهم ليتمكنوا العيش عيشة كريمة.
إن الذي ذبح الرواية الفلسطينية هم رواد التواصل الاجتماعي في التركيز على المحتوى الهابط، والذي يضم الهبل والمجانين، فمن المؤلم استغلال ذوي الإعاقة في بروماتهم التي تهدف فقط للضحك وتغيب العقل وكي الوعي الفلسطيني للوصول للترند، وتركتم الغبار يغطي المحتوى الوطني.
-رسالتنا …
١. داليا في حياتك المهنية وبرامجك أرجو أن لا تنسي أنك فلسطينية، نصيحتنا لك أن ابتعدي في برامجك عن المصطلحات التي لا يقبلها المجتمع الفلسطيني، مثلاً: هل لديك الجرأة والقوة لتبديل كلمة أورشليم القدس “بيت المقدس الشريف”، على الجهتين ستسقطين أما عبرياً أو فلسطينياً لا تستطعين إرضاء الطرفان بعملك.
٢. على رواد التواصل الإجتماعي الإهتمام بالمحتوى الوطني ودعم الرواية الفلسطينية.
٣. ترسيخ حرية الرأي وعدم السب والقذف بين أبناء شعبنا الفلسطيني.
٤. إصدار قرار من السلطة بتحديد العلاقة في طبيعة عمل الصحفيين في الصحافة العبرية.
لقد أثرتم الجدل من أجل الجدل والغضب من أجل الغضب، وتركتم أصل الحكاية بالرواية الفلسطينية.