هل سينجح الوسطاء في تنفيذ هدنة غزة قبل عيد الفطر ؟
كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025 عن مساعي وساطة مكثفة لاستئناف الهدنة في قطاع غزة، حيث تلقى مقترح مصري جديد تأييدًا أوليًا من حركة حماس، بينما تظهر انقسامات في الموقف الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المقترح المصري، الذي لم تُكشف تفاصيله رسميًا، يُعتبر فرصة أخيرة لتحقيق تهدئة قبل عيد الفطر، لكنه يواجه عقبات أبرزها إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التصعيد العسكري لمواجهة أزماته الداخلية. إلا أن مصادر ترجح أن الضغط الأمريكي قد يُجبر إسرائيل على القبول، وإلا فإن الحرب قد تتوسع.
يأتي ذلك في أعقاب استئناف إسرائيل هجماتها على غزة في 18 مارس الجاري بعد انهيار هدنة استمرت 6 أسابيع، حيث لا يزال 59 رهينة في القطاع، بينهم 24 على قيد الحياة حسب التقديرات، بعد إطلاق سراح 33 رهينة و1800 أسير فلسطيني خلال المرحلة السابقة من الاتفاق.
وأسفر التصعيد الإسرائيلي عن سقوط 730 قتيلًا و1367 جريحًا منذ انهيار الهدنة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، بينما حذرت “أونروا” من نزوح 124 ألف فلسطيني مجددًا بسبب القصف المستمر.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قياديين في حماس هما صلاح البردويل وإسماعيل برهوم، ليصل عدد قتلى المكتب السياسي للحركة إلى 11 من أصل 20 عضوًا.
كشف مسؤول مصري لوكالة “أسوشييتد برس” عن مقترح ينص على إفراج حماس عن 5 رهائن أحياء (بينهم أمريكي-إسرائيلي) مقابل توقف القتال أسبوعًا وإدخال المساعدات وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
كما أفادت مصادر لـ”رويترز” بأن مصر قدمت مقترحًا آخر يتضمن جدولًا زمنيًا للإفراج عن جميع الرهائن مقابل انسحاب إسرائيلي كامل بضمانات أمريكية، على أن تطلق حماس 5 رهائن أسبوعيًا مع بدء المرحلة الثانية من الهدنة بعد الأسبوع الأول.
أفاد مسؤول في حماس بأن الحركة “ردت إيجابيًا” على المقترح المصري، بينما اختلف الموقف الإسرائيلي بين تأكيد تقدم في المفاوضات ونفي تلقي أي مقترح جديد، حسب مصادر إعلامية.
من جهته، أكد مبعوث الولايات المتحدة ستيف ويتكوف أن المفاوضات مستمرة، مشيرًا إلى أن نتنياهو يسعى لتحرير الرهائن عبر الضغط على حماس. وكان ويتكوف قد قدم اقتراحًا سابقًا لتمديد الهدنة حتى 20 أبريل، لكن حماس رفضته جزئيًا.
يرى الخبير المصري الدكتور أحمد فؤاد أنور أن التباين الإسرائيلي قد يكون تكتيكًا لتحقيق مكاسب تفاوضية، معربًا عن تفاؤله باتفاق مرحلي مع عيد الفطر.
بينما يرى المحلل الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب أن حماس قد توافق على المقترح المصري، لكن تنفيذه يعتمد على الضغوط الأمريكية على إسرائيل، خاصة مع تمسك نتنياهو بالحرب لتحويل الانتباه عن أزماته الداخلية.
