هل ستدعم واشنطن “الخطة العربية” لإعادة إعمار غزة؟

هل ستدعم واشنطن “الخطة العربية” لإعادة إعمار غزة؟
أثارت واشنطن إشارات متضاربة بشأن «الخطة العربية» لإعادة إعمار غزة، حيث اعتبرها الخبراء المصريون، في تصريحات صحفية انعكاساً للتضارب المتوقع في المواقف، مع التركيز على تصريحات مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مؤكدين أن هذه التصريحات قد تكون أساسًا لإقناع الإدارة الأميركية بدعم الخطة.
التضارب الأميركي أصبح واضحًا بعد تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، التي قالت إن الاتفاق المقترح لا يلبي الشروط المطلوبة وفقًا لتوجهات الرئيس ترمب، مؤكدة أنه «لا يرقى إلى التوقعات». وذلك بعد إشادة ويتكوف بجهود مصر دون أن يؤيد تفاصيل الخطة. حيث قال ويتكوف في تصريحاته، إنه يجب إجراء المزيد من النقاش حول الخطة، لكنه أشار إلى أنها «خطوة إيجابية أولى من جانب المصريين»، مضيفًا أن الرئيس الأميركي نجح في تشجيع الأطراف الأخرى في الشرق الأوسط على تقديم مقترحات نشطة.
هل ستدعم واشنطن “الخطة العربية” لإعادة إعمار غزة؟
في الوقت الذي كان فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد طرح مقترحًا مثيرًا للجدل يتعلق بـ«تهجير الفلسطينيين» من غزة، جاء الرد العربي من مصر، التي عملت بالتعاون مع فلسطين والمجتمع الدولي على إعداد خطة لإعادة إعمار القطاع، تتضمن إنشاء صندوق ائتماني، والتي اعتمدتها «قمة فلسطين» العربية الطارئة في القاهرة الأسبوع الماضي.
من جانبه، أشار السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى أهمية تصريحات ويتكوف، مؤكدًا أنها تمثل خطوة يمكن البناء عليها لبدء حوار مع الإدارة الأميركية بشأن الخطة. وأضاف أن موقف وزارة الخارجية الأميركية قد يتغير من خلال المفاوضات.
واتفق معه الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ المصري، الذي وصف تصريحات ويتكوف بأنها الأقرب للدقة، مشيرًا إلى أن الخطة المصرية تستند إلى دراسات من مؤسسات دولية وتعد بديلًا واقعيًا لمقترح ترمب. كما أضاف أن النقطة التي لم تتناولها الخطة هي مستقبل حركة «حماس» في غزة، وهو أمر يمكن مناقشته مع الأطراف المعنية للوصول إلى حل يرضي الجميع.
وأثنى السفير علي الحنفي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، على الخطة المصرية، موضحًا أن التضارب في التصريحات الأميركية كان متوقعًا، خاصةً في ضوء نقص المعلومات عن تفاصيل الخطة. ودعا إلى ترك الأحداث تتفاعل داخل الولايات المتحدة، مع التركيز على اتخاذ خطوات عملية لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار تمهيدًا لعملية إعادة الإعمار.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد في كلمته خلال «القمة العربية» في القاهرة، أن مصر قد عملت بالتعاون مع فلسطين والمؤسسات الدولية على إعداد خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، تبدأ بالإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وصولًا إلى إعادة بناء القطاع دون تهجير للفلسطينيين.